السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تايوان.. عاصمة (العفاريت الذكية)

تايوان.. عاصمة (العفاريت الذكية)
3 نوفمبر 2007 23:35
تحتفل تايوان هذه الأيام بمعرضها العالمي السنوي للروبوتات الذي يشرف على تنظيمه المركز الوطني للثقافة العلمية ويعتبره الخبراء أضخم تجمع لأجهزة الذكاء الاصطناعي على وجه الأرض· وتضم معروضات الدورة الحالية تشكيلة متنوعة من الكلاب والقطط والديناصورات والرجال والنساء المصنوعة من الفولاذ والبلاستيك؛ وهي جميعاً من الكائنات الذكية غير البشرية التي تجري في أجسادها الومضات الكهربائية بدلاً من الدماء، وتعمل بذاكرات مبرمجة بدلاً من الأدمغة العادية· وبالرغم من أن هذه الدورة ليست الأولى من عمر المعرض ولن تكون الأخيرة، إلا أنها أوحت لمئات الخبراء العالميين ورجال الصحافة والإعلام وبضعة مئات الألوف من الزوّار أزف عصر الروبوتات الاستهلاكية قد حلّ بالفعل· وخلال السنوات العشرين الماضية، لعب التايوانيون دوراً رئيسياً على المستوى العالمي في تطوير أجهزة وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات، واحتلوا مكانة كبيرة الأهمية في السوق العالمية للكمبيوتر الشخصي· وهي تحتل أيضاً المركز الرابع على المستوى العالمي في مجال تزويد الأسواق بمؤلفات أنصاف الموصلات الأساسية اللازمة لمختلف الصناعات المتعلقة بأجهزة تكنولوجيا المعلومات· واجتذبت تايوان في دورة هذا العام من معرضها الذي ينظم في المركز التجاري العالمي بالعاصمة تايبية، بضع مئات الآلاف من الزوّار· وتُعرض في الدورة الحالية مختلف أنواع الروبوتات ومؤلفاتها ولوازمها وقطع غيارها حتى عمد بعض المراقبين لتشبيهه بمعارض السيارات· وهذا يوحي بأن صناعة الروبوتات تحولت بالفعل إلى صناعة إنتاجية بعد أن كانت مجرّد صناعة بحثية مقصورة على الجامعات والمعاهد المتخصصة بتطوير الذكاء الاصطناعي· ومما يؤكد هذا الاتجاه ما يلاحظه الخبراء حول ظاهرة هجرة العديد من أنواع الروبوتات الذكية ذات الوظائف المتنوعة من المؤسسات البحثية إلى خطوط الإنتاج في الشركات الجديدة المتخصصة بإنتاجها· وتفيد تقارير بعض المحللين الاقتصاديين الذين تجوّلوا في معرض تايوان بأن من الواضح أن التايوانيين يسعون بدأب لاحتلال مرتبة متقدمة في الصناعة العالمية للروبوتات التي ينتظر أن تتحول قريباً إلى واحدة من الصناعات العالمية الكبرى من حيث حجم استثماراتها ومبيعاتها في الأسواق· ويرى البعض أن هذه الجزيرة الصغيرة التي تقبع في بحر الصين، تحولت بالفعل إلى منصّة متقدمة لتطوير علوم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي· ويتجلى ذلك من خلال المهمات الإدراكية المعقدة التي يمكن للروبوتات المعروضة إنجازها؛ وتتنوع وظائف الروبوتات المعروضة بشكل كبير؛ وهي مخصصة لمساعدة أصحاب القرار والتقنيين والحرفيين والمستثمرين والطلاب والمعلمين وأصحاب الهوايات وربّات البيوت والباحثين· وتقول مصادر الهيئة المنظمة لمعرض العام الجاري إنها أخذت بعين الاعتبار الارتفاع الاستثنائي في أجور النقل بسبب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية فعمدت إلى تنظيم رحلات مجانية بوسائل النقل المتاحة من وإلى المركز التجاري في تايبيه· وهو ما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد الزوّار وطفرة في مبيعات وعوائد الشركات العارضة من الروبوتات ومؤلفاتها· وأشارت تلك المصادر إلى أن عدد الزوّار في اليوم الأول لافتتاح المعرض بلغ 95 ألفاً، وهو ضعف عددهم في اليوم الأول من دورة العام الماضي· وهذا دليل آخر على الشغف الكبير للتايوانيين برؤية العفاريت الذكية التي برعوا في صناعتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©