الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا.. تزايد انخراط إدارة أوباما

15 ابريل 2016 23:05
اجتمع الرئيس أوباما يوم الأربعاء الماضي مع كبار قادة مجلس الأمن القومي في مقر وكالة الاستخبارات الأميركية لمناقشة الخيارات المطروحة لزيادة الضغط على تنظيم «داعش» في سوريا. ومع كل خطوة إضافية، يخاطر الرئيس بسحب الولايات المتحدة أكثر إلى صراع قضى خمس سنوات في محاولة تجنبه. وقد ضم الاجتماع بعضاً من كبار أعضاء الحكومة، ومعظمهم كان يضغط على الرئيس للسماح لهم ببذل المزيد من الجهد لقتال «داعش» في سوريا. وذكرت بعض التقارير أن وزير الخارجية جون كيري طالب أوباما مرات عديدة بزيادة حجم المهمة العسكرية التي يرى الرئيس أن وزير الدفاع هو المخول فقط بتقديم مقترحات عسكرية له بشأنها. ومن بين هذه المقترحات المطروحة للنقاش حالياً إضافة 250 جندياً من قوات العمليات الخاصة في سوريا، وهي الخطة التي يدعمها وزير الدفاع آشتون كارتر، بحسب ما ذكر اثنان من مسؤولي الإدارة الأميركية. وهناك اقتراح آخر يقضي بأن يطلب من الرئيس السماح للجيش بالتدريب المباشر للقوات الديمقراطية السورية، وهو التحالف الذي يتألف معظمه من جماعات كردية تقاتل ضد تنظيم «داعش» في شمال شرق سوريا. وقد قال كارتر الأسبوع الماضي: «إن علينا أن نهزم هؤلاء الرجال في أقرب وقت ممكن. إننا نبحث عن فرص لبذل المزيد». وداخل الإدارة الأميركية نفسها، هناك معسكران لديهما وجهات نظر متناقضة حول كيفية قتال «داعش» في سوريا. والمعسكر الأول يريد إحداث زيادة كبيرة في تدريب وتسليح الأكراد، الذين يراهم البعض القوة الأكثر فعالية ضد «داعش». وهذا المعسكر -الذي يضم بعض كبار مسؤولي البنتاجون، وقادة العمليات الخاصة المشتركة، وبريت ماكجورك، وهو المبعوث الخاص للرئيس للتحالف الدولي ضد «داعش»- يتشكك تجاه بعض الجماعات السنية المعتدلة، ويرفض مخاوف تركيا بشأن التوسع الإقليمي الكردي. وفي المعسكر الآخر، هناك المسؤولون الذين يريدون زيادة الدعم المقدم للجماعات السّنية العربية المعتدلة غير المرتبطة بتنظيم «داعش» أو «جبهة النصرة». ويقول هؤلاء المسؤولون إن الجماعات السُّنية المسلحة هي فقط التي يمكنها دفع تنظيم «داعش» من الأراضي السُّنية ثم السيطرة على هذه المناطق لإبعاد الإرهابيين عنها. ويضم هذا المعسكر شخصيات بارزة في السفارة الأميركية في أنقرة، ومكتب الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية (الذي يغطي تركيا) ووكالة الاستخبارات المركزية، التي تعمل منذ سنوات مع دول إقليمية لتسليح وتدريب هذه الجماعات. وهذه المجموعة الأخيرة تم تعزيز موقفها في الأسابيع الأخيرة من خلال تعاون جديد مع الحكومة التركية لمساعدة الجماعات السُّنية المعارضة من العرب على استرداد الأراضي في شمال سوريا، بالقرب من حلب وعلى طول الحدود السورية- التركية. وكانت الجيوش التركية والأميركية تنسق الضربات للمرة الأولى لتعزيز هذه الجماعات المعارضة. والآن يسيطر العرب السُّنة على مساحة كبيرة مما يعرف بأنه «جيب منبج»، وهي منطقة حاسمة من الأرض ملأى بمقاتلي تنظيم «داعش». ويحاول الأكراد أيضاً التحرك إلى المنطقة نفسها في محاولة لربط المناطق الشرقية والغربية التي يسيطرون عليها. وإذا ما نجحوا في ذلك، فإن السيطرة الكردية قد تمتد من الحدود اللبنانية إلى الحدود العراقية الإيرانية، ما يعيد هواجس الدولة الكردية في الواقع التي تصمم تركيا على منع قيامها. وفي اجتماع يوم الأربعاء، حاول بعض كبار المسؤولين الأميركيين التوفيق بين الدعم الأميركي لهذه الجماعات التي لديها أهداف متناقضة. وفي كابيتول هيل (الكونجرس)، يشكو المشرعون من كلا الحزبين من أن الولايات المتحدة تصير يوماً بعد يوم أكثر انخراطاً في سوريا، من دون أي خطة واضحة للكيفية التي ستكون بها القوات والموارد الأميركية قادرة على تدمير تنظيم «داعش». وفي هذا الصدد، ذكر لي السيناتور الديمقراطي «كريس ميرفي» أنه لا يؤيد أي زيادة في نشر القوات الخاصة الأميركية في سوريا أو أي تسليح أو تدريب آخر للقوات المحلية في سوريا. وقد كان «ميرفي» منذ فترة طويلة متشككاً في زيادة التدخل العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، ويقول إن الولايات المتحدة ينبغي أن تدرك حدود القوة الأميركية، وبهذا تقاوم استخدام الحلول العسكرية في الصراعات المعقدة التي تتطور بشكل كبير خارج نطاق سيطرة أميركا. وهو يتقاسم هذه الرؤية مع أوباما، الذي يتحدث في أحيان كثيرة عن الفخ الذي يمكن أن يمثله التصعيد البطيء للالتزام العسكري الأميركي لصانعي السياسة. ولكنْ حتى المشرعون الذين يؤيدون التدخل العسكري في سوريا يتشككون من أن تفكير الرئيس في مزيد من الخيارات لقتال تنظيم «داعش» سيؤدي إلى نتائج إيجابية على أرض الواقع. وقد ذكر لي جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء أن «تدرج» سياسة أوباما في سوريا يمثل مشكلة في حد ذاته. وتتمثل استراتيجية الإدارة الأميركية المعلنة في حرمان «داعش» من الأرض والأموال والقوات والدعم، والعمل مع القوى الرئيسة في العالم على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية من شأنه أن يمكّن جميع الجهات الفاعلة من التركيز على قتال الإرهابيين. * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©