الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب أفريقيا••• فوز المؤتمر وصعود زوما

جنوب أفريقيا••• فوز المؤتمر وصعود زوما
27 ابريل 2009 04:12
فاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في الانتخابات العامة الرابعة في جنوب أفريقيا ما بعد الفصــل العنصري، وحصل على ثلثي الناخبين، وهي أغلبية تمكن من إجراء تعديـــلات دستوريـــة إن أراد• بيد أنـــه ما من أحد توقع من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن يقدم على إجراء أي تعديلات دستورية جوهرية في البلاد، وخاصة أنه يهيمن هيمنة كاملة على سياسات جنوب أفريقيا منذ انتصاره على نظام الفصل العنصري في عام •1994 في الوقت نفسه تعهد جاكوب زوما، المتوقع توليه للمنصب الرئاسي، بأنه لن يمدد ولايته لأكثر من خمس سنوات• غير أن فوز الحزب بأغلبية تصل إلى ثلثي أصوات الناخبين، يبدو كما لو كان حاجزاً نفسياً بين الحزب ومعارضيه• فقد جاء فوز الحزب بنسبة 66 في المئة من جملة الأصوات مفاجئاً للكثير من المراقبين والمحللين الذين توقعوا انخفاضاً كبيراً في شعبية الحزب جراء الخلافات التي ثارت مؤخراً حول جاكوب زوما الذي أسقطت عنه اتهامات الفساد الموجهة إليه بأسابيع فحسب قبل حلول موعد الاقتراع• وتعليقاً على هذا الفوز قالت ''جيهان الطاهر'' -المخرجة السينمائية التي وثقت سينمائياً لمسيرة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، منذ أن كان حركة لمقاومة الفصل العنصري، وحتى صعوده إلى سدة الحكم- إن قدرة الحزب على التنظيم والتعبئة الجماهيرية مذهلة حقاً• وردت ''جيهان'' قدراً كبيراً من تلك التعبئة إلى ظهور الزعيم التاريخي للحزب نيلسون مانديلا• وحسب تعبيرها: فقــد كـــان مانديـــلا هنــاك هو وأبناؤه وأحفاده• وكان مجرد حضور هؤلاء كافياً لتعزيز المكانة الشعبية للحزب• وفي ذلك ما يعني الكثير بالطبع• أما نسبة تصويت الناخبين فكانت كبيرة جداً، إذ تجاوزت الـ77 في المئة، وفقاً لما أعلنته ''اللجنة المستقلة للانتخابات'' التي أكدت تسجيل ما يزيد على 23 مليوناً من جملة 47 مليوناً من المواطنين الذين يحق لهم التصويت• وجاءت هذه الانتخابات الأخيرة في أعقاب سلسلة من الأحداث العاصفة وقعت خلال العامين الماضيين• ومن بينها طبعاً إدانة زوما في اتهامات تتعلق بالفساد، وطرده من منصب نائب الرئيس من قبل الرئيس السابق ثابو مبيكي• ولكن لم يتمكن زوما من النجاة من طرده السياسي فحسب، وإنما أفلت كذلك بإخلاء طرفه من اتهامات بالاغتصاب وجهت إليه خلال الفترة نفسها• بل إنه تمكن فيما بعد من طرد ''مبيكي'' نفسه من رئاسة الحزب، ليخطط كذلك لإنهاء رئاسته قبل بضعة أشهر فحسب من نهاية ولايته، ليحل محله رئيس بالإنابة هو كاليجما موتلانتي• وقد أدت هذه الخلافات داخل صفوف الحزب الحاكم إلى نشوء أول أزمة حزبية خطيرة، بخروج مجموعة من أنصار ''مبيكي'' وإنشائهم لحزبهم الخاص ''مؤتمر الشعب'' الذي حاز على نسبة تقل عن 10 في المئة من مجموع الأصوات في انتخابات يوم 22 أبريل الجاري• وفي رأي ''موليتسي مبيكي'' رجل الأعمال ونائب رئيس ''معهد جنوب أفريقيا للدراسات الدولية''، وهو الشقيق الأصغر للرئيس السابق ''مبيكي'': ''أن حزب مؤتمر الشعب قد همش نفسه باستهدافه لأصوات ناخبي الطبقة الوسطى من السود، بدلا من توجهه إلى الجماهير• وفي حين حصر الحزب الجديد نفسه في مساحة انتخابية ضيقة للغاية، كان قد ساد الاعتقاد بأن على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم أن يصارع هذه المرة من أجل الحفاظ على أغلبية الثلثين التي يتمتع بها''• صحيح أن حزبي ''مؤتمر الشعب'' وحزب ''التحالف الديمقراطي'' الذي يسيطر عليه البيض تمكنا من منافسة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في مستوى محدود وضيق للغاية في غالبية أنحاء البلاد• إلا أن خسارتهما الكبرى كانت في موطن قبائل الزولو ''كوازولو ناتال'' حيث حقق الحزب الحاكم فوزاً ساحقاً عليهما• بل لقد تمكن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي من توجيه صفعة انتخابية قوية حتى لحزب ''إنكاتا فريدوم'' الذي يقوده ''مانجوسوتو بوتييلزي'' الزعيم التقليدي لقبائل الزولو، وأحد أبرز قادة فترة الانتقال من نظام الفصل العنصري إلى الديمقراطية• وتشير نتائج الانتخابات الأخيرة إلى أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيحكم إقليم ''ناتال''، الذي كان يسيطر عليه تقليدياً حزب ''إنكاتا''• غير أن حزب ''التحالف الديمقراطي'' تمكن من تحقيق فوز مقدر في إقليم ''الكيب'' بغربي البلاد، وهو الإقليم الذي يضم مدينة كيب تاون، وذلك بحصوله على نسبة 50 في المئة من أصوات الناخبين، معززاً بذلك موقف زعيمته ''هيلين زيل'' عمدة مدينة كيب تاون، التي أصبح بإمكانها تولي منصب حاكم الإقليم• يذكر أن الحزب حصل على نسبة 16 في المئة من مجموع أصوات الناخبين في البلاد• ويرى ''موليتسي مبيكي'' أن الكثير من المواطنين لا يزالون ينظرون إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي باعتباره صمام الأمان لازدهارهم الاقتصادي وضمانة أساسية لهم من خطر عودة هيمنة الأقلية البيضاء المقدرة بنحو 4 ملايين نسمة، إلا أنها لا تزال تسيطر على ما يزيد عن نسبة 90 في المئة من الاقتصاد الوطني• وأضاف ''مبيكي الأصغر'' قائلا إن السر وراء فوز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي باستمرار بأغلبية ثلثي أصوات الناخبين، يكمن في فقر حوالي 50 في المئة من مجموع السكان، إضافة إلى نسبة 20 في المئة من أفراد الطبقة الوسطى السوداء وغيرهم من المستفيدين من مزايا سياسات ''الدعم الاقتصادي للسود''• ويستفيد هؤلاء من المزايا المذكورة إما عن طريق التوظيف الحكومي، أو بالحصول على المنح والمساعدات الحكومية المباشرة• سامسون مولوجيتا - جوهانسبرج ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©