أعلنت ''جبهة نمور تحرير إيلام تاميل'' المتمردة في سريلانكا أمس وقف إطلاق النار من طرف واحد في آخر معاقلها شمال شرقي البلاد، للسماح للمنظمات الإنسانية بمساعدة المدنيين العالقين وسط المعارك• لكن الحكومة السريلانكية في كولومبو رفضت الالتزام بأي هدنة وأصرت على استمرار القتال، داعية المتمردين إلى الاستسلام بدون شروط• وقالت الجبهة في بيان رسمي ''أمام أزمة إنسانية غير مسبوقة واستجابة لنداءات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ووحكومات الولايات المتحدة والهند وغيرها، تعلن جبهة نمور تحرير إيلام تاميل وقف إطلاق النار من جانب واحد''• وأضافت ''ستتوقف على الفور عمليات النمور العكسرية كافة''• ورفضت حكومة سريلانكا فوراً إعلان الهدنة ووصفه بأنه ''مزحة• وقال وزير الدفاع السريلانكي جوتابايا راجابكسي، شقيق رئيس البلاد ماهيندا راجابكسي، لصحفيين في كولومبو ''لا يمكن أن يكون الأمر سوى مزحة! فما نفع وقف إطلاق النار وهم في حالة اندحار، عليهم أولاً إلقاء السلاح والإفراج عن المدنيين''• وأوضح ''هم لا يقاتلوننا، بل يفرون منا ولا حاجة إلى وقف إطلاق النار• يتعين عليهم الاستسلام أو مواجهة التدمير• هذه هي المسألة''• وتابع ''إن نحو 98% من المدنيين العالقين في منطقة المتمردين لجأوا إلى المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة وتبقى عمليات الجيش السريلانكي الإنسانية لتحريرهم أهم الأولويات''• وأكد الجيش السريلانكي مواصلة عمليته العسكرية ضد فلول الجبهة، معلناً أن التمرد الانفصالي الدائر في شمال وشرق البلاد منذ 37 عاماً أشرف على الانتهاء• وذكر أن قواته سيطرت على قرية جديدة في منطقة المتمردين وحررت 500 مدني كانوا ''رهائن''• وأوضح أن القرية تبعد مسافة 6 كيلومترات عن منطقة فيلانوليافيكال آخر معاقل ''جبهة نمور تحرير إيلام تاميل''• وقد طالب مساعد أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز بوقف ''هدنة إنسانية'' وحض المتمردين التاميل على الاستسلام لتحييد 50 ألف مدني محاصرين في آخر معقل لهم• وقال خلال مؤتمر صحفي عقده في كولومبو ''نحن بحاجة إلى هدنة إنسانية لإيصال المساعدات الى منطقة النزاع''• وأضاف ''من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار الإنساني، أدعو جبهة نمور تحرير إيلام تاميل إلى الإفراج عن المدنيين الباقين وإلقاء السلاح وأدعو الحكومة الى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس والامتناع عن استخدام الأسلحة الثقيلة''• تابع ''أريد أيضا زيارة النازحين في مخيماتهم• يجب أن نصل إلى كل النازحين أينما كانوا في منطقة النزاع''•وذكرت صحيفة ''صنداي تايمز'' السريلانكية أن وزير حقوق الإنسان وإدارة الكوارث السريلانكي أبلغ هولمز بأن الحكومة تأمل في مناقشة مشاركة الأمم المتحدة في مرحلة ما بعد الصراع لإعادة تأهيل المدنيين وإعادة دمج المحاربين السابقين في المجتمع•
عدد اليوم
