الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التشكيلية التركية فيلز ·· تنويعات مكررة على موضوع واحد

التشكيلية التركية فيلز ·· تنويعات مكررة على موضوع واحد
3 نوفمبر 2007 01:55
افتتح أمس الأول في قاعة قباب جاليري في أبوظبي المعرض الشخصي للتشكيلية التركية ''فيلز''، ضم المعرض 32 لوحة توزعت موضوعاتها بين عالمي الطبيعة والمرأة·· كما تفاوتت أحجام اللوحات بين 128*114 و70*50 سم· أما المواد التي استخدمت في تنفيذ هذه الأعمال فأغلبها كان من الزيت على القماش والآخر كان الزيت والاكرليك· بين جميع هذه الأعمال كانت هناك لوحة وحيدة بالأبيض والأسود مما أعطى شكلها المتفرد هذا تغايراً في النظام اللوني الذي جمع باقي الأعمال·· قاعة قباب جاليري أحسنت بتصنيف أعمال الفنانة التركية فيلز حين وضعت لوحاتها التي تتناول الطبيعة ومزهراتها ورحابتها في قاعة الاستقبال المباشرة للدخول كي تضفى على الاستقبال جواً فسيحاً من التصورات النادرة في عالمنا المزدحم بالأشياء، بينما وضعت اللوحات التي تعالج اهتمام وقضايا المرأة في قاعة أخرى مجاورة وبذلك فصل الموضوعان لغايات جمالية وموضوعاتية· يبدو ان فيلز قد اعتمدت عليها في تصوير عالم لوحاتها التي تتناول المرأة، بين عازفة الكمان وانغمارها في نغمات الأوتار الصاعدة بالبياض والأخرى التي تنظر بخوف الى ظل رجل في آخر الزقاق، بينما بدت شجرة بعيدة غير مثمرة بعيدة عنها توازي أملها الذي لا تحصل عليه، وبين المرأة الهاربة من موقف ما تجسد بل تفضح اللوحة زمن الحدث عبر الطاحونة الهوائية الحمراء خلفها وبين الفتاة التي تنظر الى الأفق وفي يدها حمامة توشك على الطيران وبين المرأة والرجل وهما يقفان على الساحل وينظران الى سفينة مغادرة في بحر مزرق صاف·· كلها عوالم قصصية حولتها التشكيلية التركية ''فيلز'' الى لون وظلال وتأمل، انه عالم كلاسيكي بدا واضحاً من الملابس التي ترتديها شخوصها النسوية كذلك بدا الفولكلور الشرقي واضحا في بدلة الزفاف والاكسسوارات المستخدمة من زمن ماض· تأملات لا نجدها الآن إلا في قصص الأدب الكلاسيكي أو في الأفلام التي كتبها الرومانسيون الأوائل·· تذكرني لوحة المرأة والطاحونة خلفها برواية ''الطاحونة الحمراء'' كما تذكرني المرأة المتأملة للزقاق بـ''جين اير'' للاخوات برونتي·· هناك لوحتان هما وجه الجبل الاسطوري الذي يحدق بسفينة مبحرة تعيدنا الى زمن الأساطير الرومانية والاغريقية ورحلة ''يوليسس''·· كما تعيدنا لوحة الأعمدة التاريخية الأربعة وحجارتها التي تعبق بالتاريخ الى النصب اليونانية·· كلها أعمال تشكيلية تجد بذوراً لها فيما قرأنا من القصص والتاريخ· الطبيعة حاضرة بكثافة في أعمال ''فيلز'' والزهور الصفراء والحمراء والبيضاء بخاصة·· اخضرار باهت يغطي أعمالها·· أحمر فاقع تستخدمه لتكسر نسق الألوان الفاتحة ''الأصفر''، ربما نجد في كل هذا ازدحاماً وحشداً لا مبرر له في لملمة الطبيعة بهذه الكثافة التي ضيعت جمالية الجزئيات·· أما هذا التكرار اللوني والموضوعاتي فقد أفقد أعمالها سمة التنوع والتعدد كي يشعر المتلقي بأنه ينتقل في عوالم رحبة مختلفة·· لا أعرف لماذا يكرر الفنان نفسه·· ما اللذة في ذلك؟· هل هي عدم القدرة على التنوع والابتكار؟ ذلك ما حصل في أعمال ''فيلز'' الفنانة التركية· المرأة والبحر والقصة المختفية خلف الموضوعة، وأعمال روائية كلاسيكية وأساطير ليست من عالمنا الشرقي تقف وراء أعمالها·· كذلك في رسوماتها التي تناولت الطبيعة بدا العالم فيها أحادي المعنى، غير متنوع يطرق على موضوعة واحدة لا تعطينا فهماً دقيقاً الى ما قدمته بشكل واضح·· لا تعطينا القدرة على اكتشاف موهبتها التي ربما ضاعت في هذه الأحادية التي بدت فيها الازهار والورود مسيطرة الى ما لا نهاية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©