الجيش الباكستاني يبدأ هجوماً على مسلحي طالبان

أعلن الجيش الباكستاني أن قواته بدأت أمس هجوماً عسكرياً على مسلحي حركة ''طالبان'' الباكستانية لوقف تقدمهم التدريجي في منطقة مضطربة شمال غربي باكستان، حيث قتل أربعة أطفال ووالداهم بانفجار قنبلة، فيما قالت الولايات المتحدة إنها ''قلقة'' بشأن الأسلحة النووية الباكستانية وأبلغ متحدث باسم الجيش الباكستاني وكالة ''رويترز'' في إسلام آباد بأن جندياً وعشرات المتشددين، بينهم قائد، قتلوا خلال العملية العسكرية في مقاطعة دير السفلى في الإقليم الحدود الشمالية الغربية• وقال: ''يجري تبادل كثيف لإطلاق النار في دير السفلى''• في غضون ذلك، ذكر مسؤولون باكستانيون أن رجلاً وزوجته وأربعة من أبنائهما الثمانية قتلوا وأُصيب الأطفال الأربعة الآخرون بجروح جراء انفجار قنبلة يدوية الصنع داخل شاحنة صغيرة كانت تقل أسرة من 10 أفراد قرب منطقة داتا خيل في مقاطعة شمال وزيرستان بالإقليم ذاته• وتم نقل الجرحى إلى مستشفى ميرانشاه عاصمة المقاطعة• وحمَّل مدير وزارة الداخلية الباكستانية عبدالرحمن مالك ''طالبان'' مسؤولية مقتل 12 طفلاً بانفجار قنبلة في بلدة لقمان باندا بمقاطعة دير السفلى مساء أمس الأول• وقال ''كشفت (طالبان) عن وجهها الحقيقي بقتلها أطفالاً أبرياء''• وصرح شاب باكستاني رفض كشف اسمه بأن متشددي ''طالبان'' عاقبوا بشدة 4 شبان بسبب سماعهم الموسيقى في منطقة بونر بالإقليم ذاته الأسبوع الماضي• وقال لوكالة ''فرانس برس'' هاتفياً ''كنت وثلاثة أصدقاء في سيارتي نستمع إلى الموسيقى عندما أوقفنا مسلحون من (طالبان) وحطموا الشرائط والمسجل، ثم حلقوا لكل منا نصف الرأس والشاربين''• وأضاف: ''ضربونا وأمرونا بالامتناع عن الاستماع إلى الموسيقى بعد الآن''، وذكر أنهم لم يشتكوا للشرطة؛ لأن ذلك ''غير مجدٍ''• وأوضح ''كان ذلك سيزعج (طالبان) أكثر، وأخشى على حياتي''• من جانب آخر، صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال مقابلة مع شبكة ''فوكس'' التلفزيونية الأميركية مساء أمس الأول بأن الترسانة النووية الباكستانية آمنة حالياً، لكنها قد لا تصبح كذلك إذا إدى تقدم ''طالبان'' إلى إسقاط الحكومة في إسلام آباد• وقالت: ''لدينا تأكيدات حازمة جداً من العسكريين الباكستانيين والحكومة الباكستانية بشأن أمن الترسانة النووية الباكستانية وعملنا سنوات طويلة لتقييمها''• وأضافت: ''أعتقد أن حكومتنا ترى حالياً أنها آمنة، لكن هذا مرتبط بالوضع القائم وهيكل السلطة الحالي في باكستان''• وتابعت ''إن أحد مخاوفنا أثرناها مع الحكومة الباكستانية والجيش الباكستاني هو أنه إذا حدث الأسوأ وكانت (طالبان) المتقدمة، التي يشجعها ويدعمها تنظيم القاعدة وغيره من المتطرفين، بصدد الإطاحة بالحكومة بشكل أساسي لإخفاقها في صدها، حينئذ ستحصل (طالبان) على مفاتيح الترسانة النووية الباكستانية''• وأكدت ''لا يمكننا لا يمكننا حتى تصور ذلك، ولا يكننا السماح باستمراره• وهذا يفسر سبب سعينا بقوة من أجل جمع الباكستانيين حول استراتيجية لاستعادة بلادهم''