لافروف يستبق لقاء القوى الكبرى برفض العقوبات الأحادية

غادر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف طهران بعد أن أجرى محادثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن برنامج بلادهم النووي، عشية اجتماع تعتزم القوى الكبرى عقده في لندن لمناقشة فرض عقوبات دولية جديدة على إيران· فيما صعدت طهران من لهجتها مكررة تهديداتها للولايات المتحدة ومؤكدة أن الأخيرة ستتلقى صفعة قوية إذا قررت مهاجمتها· ولم ترشح أي معلومات عن نتائج اللقاءات التي أجراها لافروف أمس مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية منوشهر متكي، لكنه استبق الاجتماع مجددا في تصريحات للصحفيين في طهران رفض بلاده للعقوبات الأحادية الجانب على طهران، وقال إنها لن تسهم في حل الأزمة· وأعرب عن تأييده لجهود جماعية للتعامل مع هذه الأزمة ولما وصفه بتعاون أكثر حيوية من جانب طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتبديد القلق الذي يساور المجتمع الدولي ''واستعادة الثقة إزاء الطابع المدني لبرنامجها النووي''· وذكر التلفزيون الايراني أمس ان لافروف سلم نجاد رسالة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين· أما الرئيس الإيراني فقال أمس إن زيارة الوزير الروسي الى طهران كانت في اطار العلاقات الثنائيه، مضيفا بعد اجتماع مجلس الوزراء ان المحادثات مع لافروف تمحورت حول زيارة الرئيس الروسي لطهران التي تمت في اكتوبرالجاري، وتبادل وجهات النظر في مواصلة الجلسات مع بوتين لإنجاز نشاطات على المستويين الاقليمي والدولي· وشدد نجاد على مواصلة النشاطات السلمية النووية الايرانية في اطار القوانين الدولية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا ان طهران مصممة على مواصلة تعاونها مع الوكالة الذرية· من جانبه قال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي أمس إن بلاده لا تخشى من تهديدات الولايات المتحدة أو مسألة العقوبات وستواصل برامجها النووية السلمية· وقال خلال استقباله لعدد من المسؤولين في طهران ''إن السبب في أن الولايات المتحدة ترغب في حرماننا من التكنولوجيا النووية هو أن دولا لها قوة علمية لا يمكن أن تهيمن عليها الدول العظمى''· وقال إن إيران دولة شجاعة ولن تحني رأسها للتهديدات والتخويف، وأضاف ''بسبب فشلهم في العراق فضلا عن عدم وجود إجابات لديهم أمام تزايد الانتقادات لهم في الداخل، فإن القادة الاميركيين يتهمون دولا أخرى مثل إيران بالمسؤولية عن فشلهم السياسي''· ونفى بشدة الاتهامات الاميركية من أن إيران تتبنى برنامجا نوويا سريا لاستخدامه في أغراض عسكرية وقال إن الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي لحالة عدم الاستقرار في المنطقة والشرق الاوسط·وتأتي زيارة لافروف عشية اجتماع تعتزم القوى الكبرى عقده في لندن لمناقشة فرض عقوبات دولية جديدة على إيران· وقال مسؤولون أميركيون إن الاجتماع الذي يعقد اليوم أو غدا سيبحث المضي قدما في إقرار هذه العقوبات بسبب مواصلة طهران رفضها لوقف برنامجها النووي· يتزامن ذلك مع عقد طهران مزيد من المحادثات التي يجريها وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشة خطوات تنفيذ اتفاق أغسطس الماضي الذي يتعلق بإجابة إيران على أسئلة تتعلق بأجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم· ومن المقرر أن يقدم المدير العام للوكالة محمد البرادعي تقريرا إلى مجلس محافظيها منتصف نوفمبرالمقبل، حيث يتوقع تحرك القوى الغربية لفرض مزيد من العقوبات عبر مجلس الأمن· وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية المكلف الشؤون السياسية نيكولاس بيرنز في هذا السياق في باريس ان الولايات المتحدة ترغب في ان يمارس الاوروبيون المزيد من الضغط على ايران، وقال ''نأمل ان تقتدي اوروبا بفرنسا وبريطانيا بشأن هذه القضية الهامة''· واضاف ''ان النزاع مع ايران ليس امرا لا يمكن تفاديه وليس امرا مرغوبا فيه، واذا اردنا ان تنجح الدبلوماسية وعليها ان تنجح، فعلينا تعزيزها''· ودعا بيرنز الى ان يتبنى مجلس الامن الدولي سلسلة ثالثة من العقوبات ضد ايران وندد بموقفي روسيا والصين كما دعا ''شركاء ايران التجاريين الكبار'' ومنهم اليابان وكوريا الجنوبية وروسيا والصين الى ''مراجعة تجارتها في اتجاه خفضها'' مع طهران، ودعا بالخصوص موسكو وبكين الى ''التوقف عن بيع الاسلحة'' لإيران· من جهة أخرى صعدت طهران من لهجتها التهديدية للولايات المتحدة محذرة من أي عمل عسكري ضدها، واكد وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار أمس ان ''قواتنا المسلحه على أتم الاقتدار والجهوزية وتراقب الحدود بدقة ولسنا قلقين من أي شيء''· واضاف ''ان العقوبات بالنسبة الينا ليس لها أي معني وإن هذا الأمر هو حرب نفسية تشنها أميركا و''إننا اليوم نشهد نجاحات متنامية في المجال الدفاعي رغم فرض العقوبات علينا''· من جهته صرح القائد العام للحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري أمس بأن الولايات المتحدة ستجد نفسها في ''مستنقع أعمق من العراق وافغانستان'' اذا اختارت مهاجمة إيران· ونقلت وكالة انباء فارس شبة الرسمية عن جعفري قوله ''اذا ابدى الأعداء قلة خبرة وارادوا غزو إيران فسيلقون صفعة قوية من إيران''، وتابع ''يعلم العدو انه سيسقط في مستنقع اعمق من العراق وافغانستان وانه سيتعين عليه الانسحاب مدحورا'' ·