الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عن السينما

عن السينما
1 نوفمبر 2007 01:30
أن تبدأ في المضي داخل غواية الإبداع والجمال، خير لك من أن لا تبدأ ولا تنجز مشروعك· لكن كيف تبدأ ومتى ولماذا؟ منذ زمن بعيد من تاريخ البلاد تعرفنا على السينما من خلال الأفلام الهندية وصالات العروض المكشوفة على الظلام والسماء والنجوم والقمر·· سحرنا بريق الشاشة وأبطالها وبطلاتها·· منا من داعبه حلم أن يكون ممثلا أو مخرجا سينمائيا، إلا أن تلك الأحلام تحطمت على صخرة الواقع الذي استحال أن ينجز فيه شيء من غواية السينما· مرت السنون·· كبرت البلاد وكبرت دور العرض السينمائي وأصبحت ذات تقنية عالية وأحدث الأفلام ( هوليوود) تعرض بالتزامن مع دور العرض العالمية· ومع توسع صالات العرض وانفتاح سماء الإعلام، بدأ جيل جديد يتلمس الطريق والخطوات الأولى نحو إنجاز مشروع سينمائي إماراتي·· وفعلا كان الواقع مختلفا هذه المرة واستطاعت مجموعة من الشباب الإماراتي ـ وهنا لا نستطيع تجاوز السينمائي الإماراتي مسعود أمرالله ـ من خلال المجمع الثقافي بابوظبي في انطلاقة ''مسابقة أفلام من الإمارات'' التي أكملت دورتها السادسة، أن تكرس الارهاصات الأولى لمشروع سينمائي إماراتي حقيقي؛ لكن هب على هذا المشروع إعصاران سينمائيان كبيران، الأول هو مهرجان دبي السينمائي الذي سينطلق قريبا والثاني هو مهرجان الشرق الأوسط الذي اختتم مؤخرا في أبوظبي؛ حتى انه تسربت شائعات بأن هذا المشروع (مسابقة أفلام من الإمارات) قد أجهض، وشخصيا وضعت يدي على قلبي وتحسرت كثيرا لولا انه أعلن عن طريق هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بان هذا المشروع قائم· لكن هذا المشروع قد أصبح (مسابقة أفلام من الإمارات) ريشة في طوفان مهرجاني السينما الدوليين· وهنا يأتي موقع ذلك السؤال عند الرغبة في المضي داخل غواية الإبداع وهو: كيف تبدأ ومتى ولماذا؟ إن الثقافة لا يمكن أن تكون سلعة وجرها كي تخدم الاقتصادي؛ فهذا الأمر يعد خطيرا جدا ويجب التوقف عنده، ذلك لأنه يزعزع وجدان الإنسان في مكانه، فمن المتعارف عليه والطبيعي عند المضي في غواية الإبداع لابد أن يكون الثقافي حرا ومستقلا ويسخر له كل شيء حتى ينهض بواقع الحياة· من هنا كان من الأجدر تأسيس واقع سينمائي حقيقي في البلاد قبل المضي إلى هكذا مشروعين يأخذان اثنينهما طابع الدولية، فيما المكان يتلمس خطواته الأولى سينمائيا·· كان من الأجدر تكريس الجهود وتسخيرها في الداخل من خلال تقديم الدعم لكل الشغوفين بغواية الإبداع السينمائي في الإمارات·· ولا بأس أن ينتظر عشر سنوات أخرى من أجل أن ينضج مشروع سينمائي محلي متكامل؛ ومن ثم يمكن أن نستوعب دورة مهرجان سينمائي دولي· لكن يبدو أن منطق الاستهلاك الذي انتشر كالسرطان في مجتمعنا منذ منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي، حيث دخلت عربات التسوق وانتشرت المجمعات التجارية ومحلات السوبر ماركت الكبيرة، بات يطغى على جانب آخر من الحياة وهو الثقافة·· وهنا لا بد أن يلتفت جميع المشتغلين في إدارة المشهد الثقافي في البلد إلى هذا الأمر ويدركوا بأنه سيكون له مردود سلبي على المكان وثقافته ومبدعيه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©