الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيف الدهماني: استلهمت بناء قريتي التراثية من ذكرياتي

سيف الدهماني: استلهمت بناء قريتي التراثية من ذكرياتي
27 ابريل 2009 03:29
من قلب ذلك الوادي المتواري بين التلال، ومن ذلك البيت الراقد بين أحضان الجبال، وصميم تلك الأسرة التي عاصرت الماضي الجميل وشاركت في رسم بعض أحداثه، انطلق راشد الدهماني في مشروعه لحماية التراث وإحيائه وتطويره ونقش معالم تلك الحقبة على جدران الزمن ليساهم في تقديم إضاءات للأجيال القادمة، متزودا بكل ما أوتي من ذكريات راسخة بضميره، وصدق المشاعر، وعمق الانتماء لزمن رسم معالم مستقبلنا الحالي، لذا أراد أن يجعل من التراث نبراساً يفيد ويروي لهم حكايات الأجداد. في داره بمنطقة «وادي ميدق» حيث قريته ومشروعه لإحياء التراث، استقبلنا سيف راشد الدهماني، وبادرنا قائلاً: «تربطني بالتراث علاقة قوية، فمازالت صورة تلك الفترة المنصرمة ماثلة في ذاكرتي، أحن إليها وأشتاق إلى تلك الأيام الجميلة التي كنا نعيشها وبالرغم من أنها كانت أيام صعبة مقارنة بما نحن عليه الآن، إلا أنها كانت جميلة للغاية ترفض ذاكرتي نسيانها. بل كيف يمكن نسيان الأيام التي كان فيها جميع أبناء البلدة يجتمعون لبناء بيت أحدهم؟ لذا كان كل بيت في الحي بمثابة بيت لي فقد شاركت في بنائه ورسم معالمه في ذلك الحين كان الحسد يخلو من القلوب فنجتمع معا لزراعة محصول أو مساعدة أحدهم». يعدل جلسته ويسترسل: «كم كنت أتمنى لو كان لدينا كاميرا فيديو في تلك الفترة لأسجل تلك المحطات الدافئة من حياتنا، لكنني عقدت العزم على أن أعيد ملامح تلك الفترة من خلال مشروعي لإحياء التراث والذي يتمثل في إحياء الصناعات التراثية بأنواعها المختلفة، مع إدخال بعض التطوير عليها لتلائم الوقت الحالي، إضافة إلى تشييد قرية تراثية تجسد تفاصيل الماضي بكافة تفاصيله». يوثق هذا المشروع الذي يحاول الدهماني استكماله لتاريخ الأجداد، كما يبني علاقة بين جيل اليوم والأجداد وتراثهم الذي هو تراثنا، يقول الدهماني في ذلك: «لا بد من حماية التراث لأنه يختزن بداخله ذلك النسق التاريخي المعبر عن كل أمة، وعلينا أن نقرأه ككتاب مفتوح شيق جميل بكل صفاحاته، ونعي جميع مفرداته حيث سطرت بداخله أروع الكلمات ودونت أجمل الذكريات لنستلهم منه العبر ونتعلم منه الدرر، ونحمي النشء من موجة التطور العاتية ونوصله إلى بر الأمان. فمع كل جيل جديد تقع على عاتقنا هذه المهمة وهي حماية التراث ونشر الوعي به بين الشبان والشابات». لم تتجاهل الأمم المتقدمة تاريخها وماضيها، بل اتعظت واستلهمت منه الدروس، من هذا المنطلق يقول الدهماني: «قامت نهضة الدولة على أسس التراث المتين، لأن التراث يحوي هذه النهضة ويحتضنها فهو من يجسد الذاكرة التاريخية لكل وطن». ويضيف: «أردت أن أعيش هذا الماضي الجميل الذي أتنفسه مع حكايات الأجداد وأتلمسه بذلك الفن المعماري الفريد القديم من خلال هذه الصناعات التراثية التي عكفت على إحيائها وتوفيرها للأجيال، بهدف أن تبقى حاضرة بين أيديهم. وعن أجزاء ومحتويات القرية التي قام بإنشائها، يقول: «من خلال القرية التي بنيت فيها تلك المساكن الجميلة التي تعود لفترات قديمة ومتباينة في الحجم وطريقة البناء والأدوات المستخدمة في هذه القرية، أردت أن أجمع كل ما مر على أجدادنا من تفاصيل يومية، خاصة أنني ابن منطقة جبلية كنا نعمل في الزراعة، فأقمت «طوي» نموذج للآبار التي كنا نعتمد عليها في الري، كما أقمت بيت «العسبق» الشتوي وهو من البيوت التي اشتهرت بها المناطق الجبيلية، يقينا برد الشتاء وهو شبيه جداً ببيوت «الأسكيمو» ذات القبه الدائرية، وإلى القرب منه أقمت بيت «الكرين» وهو على شكل جبل أو كوخ مبني من الحجر وسعف النخيل والدعون.. وتمتاز هذه البيوت بالمتانة والذوق الرفيع بالإضافة إلى بيت «العريش المصنوع» من سعف النخيل، وهو البيت الصيفي الذي كنا نجلس فيه أيام الحر حيث تتخلله فتحات للتهوية «برجيل» وأيضا الخيمة المصنوعة من الشعر وهي بيت البدوي الذي يسكن الصحراء. وتتخلل هذه المنظومة من البيوت القديمة بعض الأدوات المنزلية التي كانت مستخدمة في الماضي كأدوات الطهي والزراعة وغيرها، لنجسد التراث بأدق تفاصيله». مشروع الدهماني لا يزال في طور الاستكمال ويتمنى إتمامه على أكمل وجه ليساهم في إلقاء الضوء على التراث أسوة بالكثير من أبناء هذا الوطن، وليحافظ على ماضي أجدادنا الأصيل.. وكان الدهماني قد نظم بعض أبيات شعرية تخص مشروعه يقول فيها: مشروعنا بالخوص والزور وأعمال حرفيه جديدة ما نترك التاريخ مدثور واللي مضى لازم نعيده
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©