الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مطعم فريد يكافح الهدر الغذائي ويساعد المشردين

مطعم فريد يكافح الهدر الغذائي ويساعد المشردين
15 ابريل 2016 19:38
أقام متطوعون فرنسيون في مقر مهجور، تابع للبلدية في العاصمة باريس، مطعما من نوع خاص تعد أطباقه من منتجات لم يتم بيعها في سوق "رانجيس" إحدى أولى أسواق الجملة للمنتجات الطازجة في العالم. ويقيم على المطعم الخاص، الذي تقوم فكرته على مكافحة الهدر الغذائي ومساعدة الفقراء والمشردين، أشخاص مهددون بالطرد.   ففي قاعة تبلغ مساحتها ألف متر مربع شبه مظلمة لغياب النوافذ، تنتشر طاولات وكنبات وسجادات مأخوذة من جمعية "ايموس" مع إنارة بسيطة وموسيقى ناعمة ما يضفي على المكان حرارة تتناقض مع برودة الاسمنت. وحول طاولة العمل الرئيسية، يتحلق نحو عشرة متطوعين.   وكتبت على لوح أسماء أطباق قائمة الطعام بالطبشور إلى جانب لائحة بالمنتجات التي "أنقذت" من السوق: فثمة 110 كيلوغرامات من البصل و52 كيلوغراما من التفاح و56 كيلوغراما من الملفوف الصيني. وتختلف قائمة الطعام في المطعم يوما عن يوم وينبغي الارتجال وفقا لما هو متوافر.   وهذه المنتجات يتم الحصول عليها خصوصا أيام الجمعة من باعة الجملة في سوق رانجيس قرب باريس الذين يقدمون ما لم يعد بالإمكان بيعه بشكل قانوني إلا أنه لا يزال قابلا للاستهلاك.   وتوضح فلوريان الطاهية الراهنة في المطعم "الأمر يشكل تحديا في كل مرة لنتمكن انطلاقا من منتجات غير مباعة من إسعاد 80 شخصا" وهو عدد الأماكن المتاحة ليليا من الجمعة إلى الاثنين.   وتفيد الأمم المتحدة أن ثلث الأغذية المنتجة في العالم للاستهلاك البشري تهدر أو ترمى، أي حوالى 1,3 مليار طن سنويا.   وتكثر المشاريع الهادفة إلى عدم إهدار هذه الأغذية في الدول المتطورة. ويجسد مطعم "ريل جانك فود بروجيكت" الذي أطلق في ديسمبر 2013 في ليدز في شمال انكلترا الصناعي، مفهوم المطعم الذي يقدم أطباقا مصنوعة من منتجات مأخوذة من سلال المهملات. وقد انتشرت الفكرة بعد كذلك في استراليا ونيجيريا مع أكثر من مئة مقهى تابع له في العالم.   ومن خلال مطعم "فريغان بوني"، يؤكد الادان شاني -وهو "كبير المحتلين" للمكان والبالغ 32 عاما- أنه يريد أن "يصل إلى أشخاص لا يعرفون شيئا عن الهدر الغذائي. وهو يقول إنه "فريغان" اي اختصار ل"فري" (مجاني) و"فيغان" أي الذي لا يستهلك أي منتج حيواني مؤكدا أنه يأكل من سلال المهملات منذ سبع سنوات.   ويؤكد "آكل أفضل من كل أصدقائي".   وانطلق الادان في هذه المغامرة "اليومية" معتمدا على "الإيمان وبعض الجنون". ويقول إن الطهاة "لا توضع لهم أي حدود وهم مستقلون تماما. إنها الحرية المطلقة!"   ويقيم هذا الرجل، منذ سنوات، في شقق مصادرة وهو يعيش الآن في مسكن في اوبيرفيليه ويروي أنه اكتشف في مايو 2015 هذا المكان "الذي كانت تنتشر فيه أمتار مكعبة من النفايات وغبار سميك جدا". وقد حوله مع شركائه في غضون ستة أشهر وفتح المطعم في نوفمبر الماضي.   وينصح الزبائن بعدم خلع معطفهم إذ أن المطعم يفتقر إلى التدفئة. إلا أن ذلك لا يثني الزبائن وهم من الشباب خصوصا. في كل أسبوع، تنهال الاتصالات لحجز الأماكن في المطعم. وهذا النجاح عائد أيضا إلى الأسعار المعتمدة. فالزبائن يدفعون ما يريدون عند المغادرة. والخدمة ذاتية في المطعم إذ يأتي الزبون لأخذ طبقه عندما يكون جاهزا.   وتواجه استمرارية المطعم تحديا قضائيا. فقد باشرت البلدية ملاحقات قضائية وقد يطرد المحتلون من المكان.   ويؤكد الادان شارني "من المستحيل أن ننتقل إلى مكان آخر" ردا على عرض من البلدية للانتقال إلى موقع آخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©