الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفكار··· الهامش والمحور

30 أكتوبر 2007 23:10
بات من الواضح اليوم أن من سيتنافس باسم الحزبين الرئيسين على الانتخابات الرئاسية العام المقبل هما ''إليوت سبيتزر و''توم تانكريدو''· حسنا، أعترف بأنني أبالغ قليلا· ولكني رجاء أن تسمعوني إلى النهاية· الواقع أن لا حاكم ولاية نيويورك الديمقراطي (سبيتزر)، الذي لا يتنافس على الرئاسة، ولا عضو الكونجرس عن ولاية كولورادو (تانكريدو)، الذي يسعى للرئاسة، من المتوقع أن يحظى بتزكية حزبه في 2008؛ ولكن الأكيد هو أن آراءهما المتباينة بشأن الهجرة ستطغى على النقاش العام في سنة الانتخابات· إذ تدل المؤشرات على أن الهجرة، المرتبطة بمخاوف على الهوية والسيادة الوطنيتين، ستكون الموضوع المهيمن في الانتخابات، ولذلك فدعونا نلقي نظرة قريبة على آراء كل من الرجلين وما تشي به بخصوص حزبيهما· لقد أولى ''تانكريدو'' وأكثر من غيره، موضوع الهجرة أولوية كبرى؛ فكان يشدد أثناء خطاباته على ضرورة تعزيز أمن الحدود، وشرط إجادة الإنجليزية للمهاجرين، واعتماد معايير فدرالية بخصوص وثائق رخص القيادة، والحفاظ على ''الهوية الأميركية'' وديمومتها· ورغم اتساع انتشار افكاره، إلا أنه أصبح في الهامش· بيد أن ذلك هو مصير العديد من الشخصيات المثيرة للجدل التي تنقل موضوعا ما من الهامش إلى المحور· بالمقابل، لا أحد يصف ''سبيتزر'' في الولايات المتحدة بالعنصري؛ ذلك أنه يحرص حرصا شديدا على إتباع ما هو ''صحيح سياسيا''، فقد اقترح ''سبيتزر'' مخططا لإصدار تراخيص القيادة للمهاجرين غير الشرعيين، وفي وقت سابق من هذا العام، كان مجلس الشيوخ في الولاية -بمن في ذلك ثلث أعضائه الديمقراطيين- قد رفض مخطط ''سبيتزر'' بمتوسط يعادل أكثر من صوتين مقابل صوت· ولكن لسائل أن يسأل: كيف يمكن أن تكون آراء ''سبيتزر'' مختلفة عن آراء معظم الديمقراطيين على الصعيد الوطني؟ الجواب: إنها ليست كذلك· أحد المؤشرات المهمة على ذلك، هو مشروع القانون الخاص بالهجرة الذي قدم في وقت سابق من هذا العام؛ فقد قال مؤيدو المشروع ـ ومن بينهم جورج دبليو· بوش ـ إنه يعرض ''مواطنة تكتسب عن جدارة واستحقاق''، في حين وصفه معارضوه بأنه ''عفو'' عن المهاجرين غير القانونيين، ليس إلا· وقد تلا ذلك سجال ساخن قبل أن يصوت مجلس الشيوخ الأميركي في الثامن والعشرين من يونيو بأغلبية 53 صوتا مقابل 46 صوتا ضد المشروع· من سوء حظ سبيتزر والجزء الأعظم من حزبه أن المواقف السياسية من موضوع الهجرة تتغير بسرعة كبيرة على الصعيد الوطني، وتمضي رياحه بما تشتهيه سفن ''تانكريدو''، فهذا الأسبوع، نشرت صحيفة ''واشنطن بوست'' نتائج استطلاع للرأي تُظهر أن ثلاثة أرباع سكان ولاية ''فرجينيا'' يعتبرون الهجرة غير الشرعية موضوعا ''مهما''، وهم لا يقصدون ذلك على نحو إيجابي· اليوم، يسير الجمهوريون، وبعد أن أدركوا أن ''تانكريدو'' قد أرشدهم إلى أرض سياسية موعودة، في اتجاه مربح· ولا أدل على ذلك من موقف السيناتور ''فريد تومبسون''، وهو من المرشحين لانتخابات 2008 الرئاسية، والذي كان من الحمائم بخصوص موضوع الهجرة، فأضحى اليوم من الصقور، حيث يرغب ''تومبسون'' في حظر المساعدات الفدرالية على الولايات والمقاطعات التي تأوي مهاجرين غير قانونيين· وعليه، فإن حدسي يخبرني بأن ''تانكريدو'' هو اليوم أسعد بالمجرى الذي تجري فيه الأحداث من ''سبيتزر''· كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©