الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لحظة الحقيقة في محادثات السلام السودانية

لحظة الحقيقة في محادثات السلام السودانية
30 أكتوبر 2007 23:09
على ما يبدو فإن'' لحظة الحقيقة'' بالنسبة لدارفور سوف تضطر للانتظار· فمع مقاطعة جماعتين رئيسيتين من الجماعات المتمردة في دارفور للاجتماع، الذي عقد في مدينة ''سرت'' الليبية، واستمرار الحكومة السودانية في تأجيل نشر قوة الاتحاد الأفريقي الأكبر حجما والبالغ عددها 26 ألف جندي، وامتداد المعارك من دارفور إلى أقليم كردفان الغني بالنفط، لم يجد كبير مبعوثي الأمم المتحدة ''جان أليسون'' أمامه من وسيلة سوى الدعوة لتأجيل اجتماع سرت لمدة ثلاثة أسابيع· '' لن نتمكن من الدخول في مفاوضات جوهرية قبل مرور هذه المدة''· كان هذا هو ما قاله السيد ''أليسون'' في التصريح الذي أدلى به لوكالة ''الاسوشيتد برس'' يوم الأحد، والذي أكد فيه أن هناك حاجة لهذه الفترة من أجل إتاحة الفرصة لعدد أكبر من قادة الحركات المتمردة للمشاركة في المحادثات، مضيفا ''قد نواجه تطورات في غاية الخطورة إذا ما فقدنا الفرصة الحالية''· وفي الوقت الذي ناشدت فيه بعض الجماعات المتمردة منحها المزيد من الوقت للاتفاق على موقف موحد تجاه الحكومة، فإن مصادر الأمم المتحدة تقول إن هذا الصراع المدمر قد تسبب في خسائر بشريــة كبيرة، وأنهـــا لا يمــكن أن تنتظر أكثر من ذلك، وأنهــا مستعــدة لاتخــاذ أي إجــراء يتطلبــه الموقف ضد أي فصيل يسعى إلى تقويض عملية السلام، أو يخرق أي اتفـــــاق لوقـــف إطلاق النار يتم التوصـــل إليـه، أو يُقدم على مهاجمة جماعات المساعدات الإنسانية· ومع هذه التحذيرات الصارمة فإن الأمـــم المتحـــدة قد تجـــد نفسها هي أيضا أمام ''لحظة الحقيـــقة'' مثلهــــا فـــي ذلــك مثـــل جماعات المتمردين والحكومة السودانية· ويعلـــــق ''الكـــــــس دي وال'' -الخبير السوداني في ''مجلس أبحاث العلوم الاجتماعية'' في نيويورك- على تأجيل المحادثات بقوله: ''تأجيل المحادثات يعد في رأيي خطوة منطقية، خصوصا وأن الوضع قد وصل إلى طريق مسدود، ولكن يجب أن يكون معلوما أن ذلك لن يؤدي إلى حل المشكلات الجوهرية في الصراع، وعندما يتم إقناع المزيد من قادة الجماعات المتمردة بالحضور إلى المؤتمر، فإن ذلك وإن كان سيؤدي إلى زيادة تمثيل تلك الجماعات، إلا أنه لن يؤدي إلى زيادة الحوافز التي تشجع هؤلاء القادة، أو تشجع الحكومة السودانية ذاتها على التوقيع على اتفاقية''· يذكر أن 6 جماعات متمردة فقط هي التي قررت حضور المحادثات المنعقدة في ليبيا· ويقول ''عبد الواحد محمد نور'' -زعيم أكبر حركة مناوئه لحكومة الخرطوم ''جيش تحرير السودان''- إن حركته ستشارك في محادثات مع الحكومة عندما تحصل على ضمانات تكفل سلامة شعب دارفور، مضيفا إنه ''بمجرد نشر القوة المختلطة المكونة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، فإن حركته سوف تنضم للمفاوضات''· ويقول ''باجان أموم'' -السكرتير العام لـ'' الحركة الشعبية لتحرير السودان'' في جوبا-: ''إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم لا يلتزم بالاتفاقيات التي يوقع عليها''·( من المعروف أن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد انخرطت في حرب أهلية ضد الخرطوم لمدة 20 عاما قبل أن توقع على اتفاقية سلام معها عام 2004)· ويقول أموم أيضا: ''على الرغم من حقيقة أننا مررنا بتجربة سيئة مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فإننا قمنا مع ذلك بتشجيع الفصائل على التفاوض مع الحكومة، لأننا ندرك أن هناك احتمالا كبيرا لامتداد الصراع إلى مناطق أخرى في البلاد''· وقد أعرب عدد من قادة حركات التمرد الذين اتصلنا بهم عن أراء في غاية التشاؤم بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاقية سلام من خلال المفاوضات التي تجري في ليبيا· فقد قال ''عصام الحاج'' إن الفصيل الذي يقوده من جيش تحرير السودان، لم يشارك في تلك المفاوضات، لأن الحكومة في الخرطوم ليست أمينة في تنفيذ الاتفاقيات التي تتوصل إليها· في حين أنحى ''جار النبي كريم'' -قائد فصيل آخر منشق عن جيش تحرير السودان- باللائمة على الأمم المتحدة، لأنها لم تمنح الحركات المتمردة وقتا كافيا للاتفاق على موقف تفاوضي واحد إزاء حكومة الخرطوم· وأكد ''وال'' أن الأحوال القائمة ''لا تساعد على الدخول في محادثات''، محذرا من أن الهجمات الأخيرة التي شنتها حركة العدل والمساواة في كردفان يمكن أن تصبح أكثر خطورة من صراع دارفور ذاته· وأوضح ''وال'' ما يعنيه بذلك بقوله: ''لقد كان واضحا منذ بعض الوقت أن جماعة العدل والمساواة تريد أن توسع الصراع من أجل إسقاط الحكومة، وعلى ما يبدو أنها رأت أن الوسيلة الأفضل لتحقيق ذلك هي مد الصراع إلى كردفان''· معظم سكان إقليم كردفان -مثلهم في ذلك مثل سكان دارفور- يشعرون بخيبة أمل تجاه الحكومة، ولكنهم يختلفون عنهم من ناحية أنهم يمتلكون حقول نفط، ويشعرون بأن فوائد الثروة النفطية في إقليمهم تتجاوزهم وتذهب لغيرهم''· ''إن أقليم كردفان هو برميل بارود جديد في السودان'' كما يقول ''وال''· مراسل كريستيان ساينس مونيتور في جوهانسبرج- جنوب أفريقيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©