الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس الوزراء الفرنسي: العلاقات بين فرنسا والإمارات استراتيجية وتتسم ببعد فريد

رئيس الوزراء الفرنسي: العلاقات بين فرنسا والإمارات استراتيجية وتتسم ببعد فريد
12 فبراير 2011 22:50
أبوظبي (وام) - أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون إن العلاقة بين فرنسا ودولة الإمارات تتطور بوتيرة استثنائية، نتيجة لعلاقات الثقة بين قيادتي البلدين، والتعاون الوثيق والقديم، وتلاقي وجهات النظر بشأن العديد من الموضوعات. وقال فيون في مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات “يمكن وصف هذه العلاقة بالاستراتيجية، ليس لأننا أردنا تسميتها كذلك، بل لأن مجمل المشروعات التي نقوم بها معاً تتسم ببعد فريد وتاريخي وتندرج شراكتنا في إطار طويل الأجل”. وقال إن العلاقة بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة تتطور بوتيرة استثنائية، وهذا نتاج للعلاقات الشخصية وعلاقات الثقة بين قادة البلدين، والتعاون الوثيق والقديم وتلاقي وجهات النظر بشأن العديد من الموضوعات، وتندرج زيارتي هذه، بعد الزيارتين اللتين قام بهما رئيس الجمهورية في 2008 و2009، في إطار هذا الطموح المشترك. مجالات التعاون وقال فيون إن مجالات التعاون بين البلدين “تشمل كل المجالات، من الدفاع حتى الثقافة، مروراً بالطاقة والتعليم والمشروعات المشتركة الرمزية، وهي معروفة جداً: “معسكر السلام”، واللوفر أبوظبي، والتعاون النووي المؤسسي، وجامعة باريس ـ السوربون أبوظبي، وتعمل هذه المشروعات على إنشاء علاقات عميقة بين الشعبين. إن شركاتنا التي يزداد عددها باستمرار والتي بقيت وفيّة في لحظات الأزمة، تقوم أيضاً بوضع أشكال جديدة للتعاون، متوجهة نحو المستقبل وتستمر في الاستثمار بشكل ضخم في مجالات متنوعة جداً هنا”. وأعرب المسؤول الفرنسي، وفي إطار الرئاسة الفرنسية لمجموعة الـ 20، عن رغبة بلاده “في إشراك شركائنا الإماراتيين في البحث عن حلول لرهانات العولمة حتى نجعلها أكثر عدلاً، لا سيما من خلال السير قُدماً نحو تنظيم اقتصادي أفضل وحوكمة عالمية أكثر فعالية”. و قال “أود أن أشير أيضاً إلى سعادتنا باستقبال الإمارات العربية المتحدة في شهر أكتوبر الماضي داخل الأسرة الفرنكوفونية الكبيرة. لقد دعمت فرنسا بنشاط طلب الترشيح الإماراتي الذي يفتح محوراً جديداً للتعاون”. وأضاف “إن ما يترجم عملية تعميق العلاقات بين البلدين الزيادة المستمرة لأعداد الجالية الفرنسية في الإمارات العربية المتحدة. حيث يتجاوز عدد الفرنسيين 15 ألفاً. وهم يساهمون عبر حضورهم وتواصلهم مع أصدقائهم الإماراتيين في إثراء شراكتنا”. و قال “إن فرنسا لفخورة بالوقوف إلى جانب الإماراتيين في تنفيذ المشروع الذي يختارونه. ويشكل هذا الأمر نموذجاً حديثاً ومنفتحاً على العالم، مع احترام تقاليد هذه الحضارة العريقة وتراثها”. مكانة دولية مرموقة وصف رئيس الوزراء الفرنسي مواقف الإمارات العربية المتحدة وفرنسا من القضايا الدولية بأنها “مواقف متقاربة جداً” بشأن معظم الرهانات الإقليمية، وبشأن العديد من الموضوعات المُستعرضة. وقال إن فرنسا، كما الإمارات العربية المتحدة، “تسعى إلى تغليب الحوار، والحلول السلمية والدبلوماسية والمتفاوض بشأنها، في إطار احترام القانون الدولي”. و قال “أعبر عن سروري إزاء مساهمة الإمارات العربية المتحدة في الاستقرار الإقليمي، ومستوى المساعدات الخارجية الإماراتية استثنائي، وكما أن اختيارها لليمن وأفغانستان وباكستان والسلطة الفلسطينية كجهات أولى مستفيدة من هذه المساعدات يتوافق مع أولويات نتشاطرها معها، وكما أعبر عن سروري للدعم الذي تقدمه الإمارات العربية المتحدة لجهود الاستقرار من خلال المشاركة الفعالة في عدد من المجموعات الدولية كمجموعة أصدقاء باكستان أو مجموعة أصدقاء اليمن، أو من خلال المشاركة الفعالة في عمليات حفظ السلام”. التعاون النووي وفيما يتعلق ببرنامج الإمارات للاستخدام السلمي للطاقة النووية، قال فيون “إن تعاوننا المؤسسي نشيط جداً، كان الرئيس ساركوزي أول من وقع في 15 يناير 2008 على اتفاق تعاون بين الحكومتين، حيث رغب في تطوير الأسس لتعاون نموذجي في إطار من الشفافية واحترام الشرعية الدولية وقواعد عدم الانتشار”. وأضاف قائلاً “في الواقع، إن البرنامج النووي الإماراتي نموذج للشفافية واحترام قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال، على سبيل المثال لا الحصر، التوقيع على البروتوكول الإضافي، وهو ينص على أعلى مستوى من الضمانات المتعلقة بعدم الانتشار، حيث تم وبشكل طوعي وقانوناً منع تخصيب الوقود النووي وإعادة معالجته على الأراضي الإماراتية، تم أخذ السلامة والأمن في الاعتبار، حيث إنهما شرطان ضروريان للحصول على قبول دولي”. واستطرد قائلاً “في هذا المجال أيضاً، تقدم الإمارات العربية المتحدة مثالاً مفيداً من شأنه أن يكون نموذجاً تحتذي به البلدان التي ترغب في الحصول على الاستخدام السلمي للطاقة النووية، نستطيع القول إن الإمارات العربية المتحدة تفتح الطريق نحو برنامج نووي مسؤول، تسعى فرنسا للنهوض به، لذا فإننا مستمرون في دعم هذا البرنامج ومواكبته”. التعاون الثقافي والتعليمي وحول التعاون الثقافي والتعليمي قال رئيس وزراء فرنسا “إن مشروعي جامعة باريس ـ السوربون أبوظبي واللوفر أبوظبي هما الأكثر رمزية في مجال تعاوننا الثقافي والتعليمي وهما يزدادان قوة، حيث تشهد السوربون أبوظبي تزايداً في عدد طلابها سنة بعد سنة، فبلغت نسبة الزيادة في هذه السنة 20 بالمئة، وهي تستقبل حالياً 640 طالباً، 35 بالمئة منهم من الإماراتيين، وقد فُتحت حديثاً حقول تعليمية جديدة، منها ماجستير في تاريخ الفن والمهن المتحفية الذي من شأنه أيضاً أن يشكل صلة وصل مع مشروع اللوفر والمشاريع المتحفية الأخرى، وبالتالي، فإننا نستجيب مباشرة لاحتياجات التأهيل وسوق العمل في الإمارات العربية المتحدة”. وقال فيون “لدينا العديد من المشروعات التعليمية الأخرى، مثل المعهد الأوروبي لإدارة الأعمال قائم، ومشروع تعليم الرياضيات والفيزياء في ثانوية لوي لوغران المرموقة يحظى بالرضا بعد 3 سنوات من إطلاقه، ولقد تقدمنا باقتراحات من أجل القيام معاً بتعزيز مكانة اللغة الفرنسية في التعليم الثانوي، عدا عن ذلك، نريد أن نواكب، في مجال الثقافة، الإمارات العربية المتحدة في طموحها بأن تصبح مركز إشعاع ثقافي في كل المنطقة وما وراءها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©