الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: تأهيل الداعيــــة يقضي على التطرف

العلماء: تأهيل الداعيــــة يقضي على التطرف
15 ابريل 2016 05:01
حسام محمد (القاهرة) اتفق العلماء على أن تكوين الدعاة يعني تكوين الأمة، وأن أثر الداعية الجيد في المجتمع الذي يعيش فيه كأثر المطر في الأرض، ومن المؤكد أن التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية اليوم كبيرة وعظيمة، في ظل انتشار أشخاص أطلقوا على أنفسهم وصف الدعاة، والدعوة منهم بريئة. يقول الدكتور عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر لشؤون التعليم: إن مسألة إعداد الداعية لم تعد سهلة، فلا بد في كل من يستعد لخوض مجال الدعوة الإسلامية أن يتم تدريبه بشكل جيد حتى يكون مؤهلاً لنشر الإسلام الصحيح ومواجهة الجماعات الإرهابية، وأول أمر تأهيل الداعية إعداده فكرياً عن طريق تطوير كتب الفقه بالمذاهب المختلفة، ولا بد من أن ندرس له فقه الواقع، لأن الحياة المعاصرة بها قضايا كثيرة تحتاج إلى الرأي الفقهي، وقد لا تكون هذه الرؤى الفقهية المستحدثة متاحة في كتب الفقه القديمة، وتحتاج إلى اجتهاد فقهي جديد، ولذلك، فلا بد من وضع بعض الأبواب التي تشجع الدعاة وطلاب المجال الدعوى على البحث في المستجدات والتدرب على الاجتهاد، كما أن الطالب أو الداعية يحتاج إلى دراسة مادة جديدة عن «الإعجاز العلمي في القرآن والسنة»، وهو باب مفيد لأبناء الإسلام عامة وللطالب المتخصص في الشأن الدعوى بشكل خاص، فهذا المنهج يبين عظمة الإسلام، وكثير من المسائل العلمية التي يتوصل إليها علماء الغرب قد تعرض لها القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وعندما يفاجأ هؤلاء الغربيون بذلك نجد أن كثيراً منهم يعتنقون الإسلام، كما يجب أيضاً أن يدرس الطالب الإعجاز اللغوي للقرآن الكريم. يضيف د. نصير: الأزهر سعى وبقوة إلى تطوير مناهجه لكي تواكب مستجدات العصر وحتى يظل الأزهر نبراساً للعلم وللأمة الإسلامية كلها، ولكي يقوم بدوره الحقيقي لا بد أن ينفتح طلابه على هذا العالم انطلاقاً من ثوابت الإسلام وحتى يحققوا رسالتهم العالمية في الدعوة لصحيح الدين. نمطية الخطاب يقول الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصرية الأسبق: إن اختيار الداعية أمر مهم للغاية، ولهذا فلا بد أن تحسن المؤسسات الإسلامية في مجتمعاتنا اختيار الشخص الذي سيدعو الناس لدينهم ويفقههم فيه، لأن اختياره أمر خطير له أثره على الدعوة والمدعوين، وإذا كانت بعض المؤسسات تعقد اختبارات لاختيار المتقدمين للعمل فيها وبعض الكليات تقيم اختبار هيئة ولا تقبل إلا من توافرت فيه شروط خاصة، فليس العمل في الدعوة بأقل من هذا، بل أهم، فإن الدعاة هم لسان الأمة وقلبها النابض ومظهر عزتها وكرامتها، فلا بد أن يكون هدفنا الأساسي، ونحن نسعى لتربية داعية إسلامي، أن يدرك أن إعداده يهدف إلى تحقيق الريادة والتميز من في ظل منهج إسلامي وسطي، بعيداً عن الانحرافات والأهواء والادِّعاءات. ويضيف د. زقزوق: لابد بعد اختيار الداعية أن نعلمه كيفية الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بمنهجية متوازنة تبني الذات المسلمة وتحيي القواسم المشتركة بين المسلمين جميعاً بحيث يكون نموذجاً عملياً في إحياء وتجديد رسالة الإسلام والدعوة في هذا العصر وتحصيل علوم الشرع وفق منهج أهل السنة ويعمل على تطهير النفس وتزكيتها، ولا بد أن يكون الداعية صاحب معرفة وممارسة وإدراك لمعاني الدعوة إلى الله تيسيراً وتبشيراً، وخدمة منهجية تلقي العلم والعمل به وإيصاله من خلال أدوات الإعلام المعاصر ووسائله. المتشددون الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية الأسبق يقول: لابد من متابعة الدعاة والأئمة والخطباء في مؤسساتنا الدينية وبأقصى حسم لمنعهم من نشر الفكر المتشدد والمتطرف، ولا بد أن نعي أن وضع الخطط والتضييق على الخطباء المتشددين ليس كافياً ليكون حرباً على الإرهاب «فكرياً ودينياً»، وإنما لا بد من متابعة تلك الخطط والعمل على استمرار تدريب وتأهيل الخطباء فكرياً، خاصة أن جزءاً كبيراً منهم ما زال غير قادر على الخروج من قالب الأفكار المتطرفة التي كانت غالبة على الخطب قديماً، فلا بد من التركيز على القضايا المثيرة للجدل، مثل حقوق المرأة والأقليات الدينية، والتركيز على أن الدين الإسلامي الحنيف كرم تلك الفئات، ولم يهدر حقها، حتى نستطيع أن نستبدل المتطرفين بدعاة يدركون القيم الصحيحة للدين، ويروجون لتلك القيم والتعاليم في كل مكان. ويضيف: لا بد أن تعي الحكومات العربية والإسلامية أهمية تكوين أجيال من الدعاة ذوي الكفاءات العالية والمستوى الراقي في العلم والعمل وحمل أمانة تبليغ الدين، وعلى كل السلطات أن تعي أن الدعاة هم الذين يشكلون عقول الناس إذا أتيحت لهم الفرصة الصالحة، لذلك وبقدر وعي الداعية وفطنتنه وإحاطته بعلوم الدين ومجريات الأحداث تكون ثقافة الأمة، ولذا ينبغي على ولاة الأمور والمسؤولين عن الدعوة والعاملين فيها ألا يتهاونوا في تكوين الدعاة وحسن تنشئتهم علمياً وثقافياً حتى لا تضيع الأمة بأسرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©