الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السـينما الإماراتيـة.. نحــو القمة

السـينما الإماراتيـة.. نحــو القمة
15 ابريل 2016 04:37
مجرد تجارب أولية.. أفلام لا تزال ناشئة.. صناعة حديثة العهد.. مقولات كانت تتردد في بدايات صناعة السينما والأفلام في الإمارات، حيث واجه كثير من المنتجين وصناع السينما من المواهب الشابة العديد من العقبات، ولم يجدوا الدعم الكافي، لكن مع وجود المهرجانات المحلية والمؤسسات التي تدعم عالم الفن السابع، خاصة «توفور54» و«إيمج نيشن».. استطاعت السينما الإماراتية أن تحقق انفراجة وانتعاشة حقيقية أدت إلى حراك فني، على أساسه تم إنتاج أفلام محلية، وضعت بصمتها من خلال عرضها في مهرجانات سينمائية مختلفة حصلت بجدارة على جوائز عدة، إلى جانب خروجها من نطاق وصفها بأفلام مهرجانات، وتصدرها قائمة صالات العرض. تامر عبد الحميد (أبوظبي) كانت النغمة السائدة في الماضي، استهجان البعض وجود مهرجانات سينمائية في دول لا تصنع سينما، ومع توالي السنين، تبلورت حقيقة أنها كانت الحافز الأقوى لظهور عديد من الأفلام في المنطقة عموما والإمارات خصوصاً، حيث أسهمت المهرجانات من خلال برامجها المختلفة ودعمها للفيلم المحلي، في نقل خبرات وتجارب أخرى للسينمائيين بالدولة، ومنحتهم الثقة في إنتاجياتهم بعد عرض أفلامهم. وفي السنوات الخمس الأخيرة، تكاتف بعض صناع السينما المحليين، لتقديم بعض الأفلام السينمائية الروائية الطويلة كتجارب مبدئية، وظلت السينما الإماراتية تتحرك إلى الأمام بثقة كبيرة، حتى شهدت في العاميين السابقين قفزة ملحوظة في إنتاج عدد من الأفلام التي حققت نجاحاً وصدى كبيرين في المهرجانات المحلية والعالمية، ومن ثم عرضها تجارياً في صالات عرض السينما الإماراتية. إقبال جماهيري الإقبال الجماهير على مشاهدة الأفلام الإماراتية في صالات العرض، والدعم المتوافر من بعض الجهات المعنية بالفن في الإمارات.. أمر رفع عدد الإماراتيين الشباب المهتمين بصناع السينما والفن السابع، ورغبة أغلبهم في الاتجاه نحو تنفيذ أفلام روائية طويلة تكاد تكون منافسا قويا للأفلام العربية والعالمية، فقد أنتجوها بأعلى جودة وبأفضل التقنيات، الأمر الذي جعل السينما الإماراتية تسير في تألق في فضاء عالم الفن السابع. وتستعرض «الاتحاد» بعض الإنجازات السينمائية، التي حققها صناع السينما الإماراتيون في العاميين الماضيين، مستطلعة آراء بعض المخرجين والمنتجين والممثلين الإماراتيين حول مستقبل سينما الإمارات وما وصلت إليه. معايير فنية «دار الحي» 2009 لعلي مصطفى، «ثوب الشمس» 2010 لسعيد سالمين المري، «ظل البحر» 2011 لنواف الجناحي، «ضوء دامس» 2012 لياسر الياسري، «مزرعة يدو» 2013 لأحمد زين، «حب ملكي 2014» لجمال سالم، أفلام إماراتية كانت نواة ظهور الفيلم الإماراتي وخروجه من عباءة المهرجانات إلى صالات العرض السينمائية، وتحقيقه الصدى الكبير والانتشار الجيد محلياً وخارجياً، بحكم التقنيات التي استخدمت فيها، والمعايير الفنية عالية المستوى التي عكست طبيعة الثقافة والتراث الإماراتي وصورة المجتمع المحلي، إلى جانب قضاياه المجتمعية التي لامست هموم الناس، إلى أن انطلقت الأفلام الإماراتية إلى العالمية بعد فيلم «من ألف إلى باء» للمخرج الإماراتي علي مصطفى، الذي افتتح مهرجان «أبوظبي السينمائي الدولي» في دورته الثامنة عام 2014، وعرض في مهرجانات خليجية وعالمية الأخرى، كما دخل صالات سينما غير محلية، مثل السينما المصرية، خصوصاً بعد مشاركته في مهرجان القاهرة السينمائي. حركة سينمائية توالت بعد «من ألف إلى باء» الأعمال والنجاحات التي حققها صناع الأفلام الإماراتيون، لدرجة أن 2015 كان العام الأكثر انتعاشا بالنسبة للحركة السينمائية الإماراتية، التي تميزت بأعمال متعددة الأفكار، ومختلفة القصص، ما بين الرعب والأكشن والجريمة والتراجيديا والتراث، فصدر للمرة الأولى في تاريخ الإمارات، أكثر من أربعة أفلام روائية طويلة في عام واحد، إلى جانب الأعمال الوثائقية والتسجيلية الأخرى، من بينها «زنزانة» للمخرج ماجد الأنصاري، و«عبد الله» للمخرج حميد السويدي، و«ساير الجنة» للمخرج سعيد سالمين المري، و«مزرعة يدو2» للمخرج أحمد زين، و«عبود كنديشن» للمخرج فاضل المهيري، و«دلافين» للمخرج وليد الشحي، والتي عرض أغلبها في صالات العرض وحققت رواجاً كبيراً. دعم السينما أطلق المنتج عامر المري عبر شركته «رؤية السينمائية» هاشتاق #ادعم السينما الإماراتية، لتكون بمثابة حملة تدعم السينما المحلية، وقام بجولات في العروض السينمائية الخاصة، التي أقيمت لبعض الأفلام الإماراتية، وكان آخرها فيلم «ضحي في أبوظبي»، وحمل شعاراً مكتوبا عليه «دعم السينما الإماراتية»، ودعا صناع السينما الإماراتيين والخليجيين والعرب لحمل الشعار والتقاط صور فوتوغرافية معه، لتحقيق هدفه المنشود وهو دعم السينما المحلية. ويوضح أن الإمارات شهدت في الفترة الأخيرة إنتاجات سينمائية محلية بجهود فرية ومؤسساتية، حققت نجاحات داخلية وخارجية بفضل اشتراكها في المسابقات الرسمية لعدد من المهرجانات المحلية والدولية. ويقول «لكي تستمر السينما الإماراتية، وتزداد ازدهاراً، تحتاج إلى دعم أكبر من الجهات المعنية بالفن في الدولة، لاسيما أنه في هذه الفترة تشهد الساحة السينمائية الإماراتية اهتماماً كبيراً من صناعها خصوصاً الشباب، وكذلك الجمهور الذي أصبح لديه ثقة كبيرة بالفيلم الإماراتي». ويلفت إلى أن أكثر ما يميز السينما الإماراتية في الفترة الأخيرة، موضوعاتها التي تحث على القيم المجتمعية والتفاعل الإنساني من خلال الحبكة الدرامية. إنجاز كبير حول ما وصلت إليه السينما في الدولة، يقول المخرج أحمد زين «قطعنا أشواطاً مهمة كسينمائيين في الإمارات، وقدم صناعها أفلاما بارزة حققت نجاحاً وتابعها الناس بشغف، لاسيما أنها لامست بشفافية الذائقة والثقافة الفنية السينمائية لدى المجتمع، حتى بات الجمهور يتابع جديد الأفلام الإماراتية، وما تقدمه من قضايا ورؤى مختلفة». ويتابع «حققت السينما الإماراتية في الخمس سنوات الماضية إنجازاً كبيراً، سواء في عدد الإنتاجات، أو توجه الجهات المعنية بالإنتاجات والمتخصصة بالسينما بدعم الأفلام المحلية، وكذلك عرضها في أهم المهرجانات السينمائية المحلية والخليجية والعربية والدولية، الأمر الذي يعد دليلاً واضحاً على أن السينما الإماراتية في عصرها الذهبي». ويشير إلى أنه لا بد من استغلال هذا التألق السينمائي، من خلال دعم أكبر لصناع السينما الإماراتيين، ما يجعل المخرجين الشباب والممثلين والمنتجين يتجهون لتنفيذ أعمال سينمائية بأعلى المستويات تنافس وبقوة الأعمال الأخرى. ويقول «رغم الإنجازات السينمائية التي تحققت، إلا أن الدعم المعنوي والمادي لا يزال مطلوباً، لكي نتابع مسيرة النجاحات». تحول جذري ويرى المخرج سعيد سالمين المري أن السينما في الإمارات أصبحت مواكبة للتطور المتسارع في وسائل التكنولوجيا والاتصال، وتعرض معالجات وتطورات أضفت طابعاً حيوياً على مضمون العمل ورسالته. ويقول «بعد كل الجهود المبذولة من صناع السينما في الإمارات، من أجل إظهار أفلام سينمائية ذات مستوى عال على الشاشة الذهبية، وبعد تأسيس شركات ومسابقات وجوائز من قبل جهات معنية ومهرجانات سينمائية، كان ولا بد أن تتحول السينما الإماراتية بشكل جذري، وتكون في صدارة الأعمال العربية». ويتابع «السينما في الإمارات حققت نقلة نوعية لافتة لاهتمام النقاد والإعلامين وكذلك الجمهور، وكان سر النجاح يكمن في صناعها الذي قرروا تقديم شيء مختلف للسينما، والارتقاء بالفيلم الإماراتي». صفة التواجد ويرى الممثل عبد الله زيد، بطل فيلم «حب ملكي»، أنه بعد محاولات وتجارب بسيطة من قبل بعض المخرجين والممثلين والمنتجين الإماراتيين، ورغم أن بعض الأعمال لم تحقق الصدى المطلوب، إلا أنها كانت محاولات جيدة، أكسبت الأفلام الإماراتية صفة التواجد، لافتاً إلى أنه في الفترة الأخيرة ومع زيادة اتجاه صناع السينما الشباب نحو تنفيذ أعمال إماراتية مميزة، ومع الدعم الذي توفره الجهات المعنية بالسينما، أصبح الفيلم الإماراتي موجوداً بصفة مستمرة في مهرجانات الدولة أو صالات العرض. ويوضح أن الجهود الفردية في صناعة الأفلام، هي أصعب ما يواجه صناعها، ويقول: «من دون دعم، لا توجد صناعة أفلام، خصوصاً أنها تحتاج إلى مبالغ طائلة للوصول إلى المستوى المطلوب، الذي يستطيع المنافسة، وبالتالي احتلال مراكز متقدمة في شباك التذاكر». وقال «كان التحدي الصعب بالنسبة للأفلام الإماراتية وصناعها، قدرتها على جذب الجمهور لصالات السينما، فهو الدليل على نجاحها»، مشيراً إلى أن هذا المسألة أخذت بعض الوقت، إلا أن الجمهور أصبح مهتماً لما تقدمه السينما الإماراتية، خصوصاً أنه لمس ذلك بنفسه حين حضر العروض الخاصة لفيلمه «حب ملكي» مع أبطاله وكاتبه جمال سالم في بعض صالات العرض من إمارات الدولة المختلفة. أول فيلم روائي طويل «عابر سبيل» أول فيلم إماراتي روائي طويل للمخرج علي العبدول، وانطلقت أولى عروضه المحلية أواخر عام 1988، عندما تطورت فكرة الفيلم على يد مجموعة من الشباب الهواة وشبه المحترفين، وهم المخرج علي العبدول وشقيقه المنتج سهيل العبدول والكاتب عارف إسماعيل، والأديبة رشا المالح وبمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين منهم سعيد بوميان، وعبدالله المناعي، ومحمد سعيد، وبلال عبدالله، وعائشة عبدالرحمن، وسعيد عبدالعزيز، ورشا المالح، وحسن محمد، إسماعيل النوبي، وسيف الغانم، وعيد الفرج، وعبدالله صالح، وهدى الخطيب، ونعيم الخطيب، وتولت إنتاجه «المجموعة الفنية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©