الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد المري: أفتخر بـ «بنت مريم» وأطالب بدعم الفيلم الروائي

سعيد المري: أفتخر بـ «بنت مريم» وأطالب بدعم الفيلم الروائي
11 فبراير 2013 21:41
فنان إماراتي يمتاز بموهبة سينمائية، استطاع أن يؤكد حضوره الإبداعي بداية من أعماله الأولى التي انتزعت العديد من الجوائز المحلية والعالمية، إنه سعيد سالمين المري المخرج الواثق من خطواته المتأنية، الذي يمضي وقتا طويلا في تحضير أعماله بدءاً من السيناريو والحوار إلى تصميم المشاهد واختيار مواقع التصوير حتى اللمسات الأخيرة في المونتاج وتركيب الموسيقى وتحديد العرض الأول، بحيث يخرج الفيلم للمشاهدين وهو مكتمل العناصر، في رهان على كسب ونيل رضاهم. فاطمة عطفة (أبوظبي) - بعد أن أنجز المخرج سعيد فيلمه الهام، ماذا كان يحضر لجمهوره؟، وهنا يقول: «الفنان لا يعرف التوقف، لكن إعداد الفيلم الروائي الطويل يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، من حيث التفكير ومراجعة النص مع كاتب السناريو، لأن الأمر يحتاج إلى تحضير الكثير من المستلزمات الأساسية قبل البدء في إخراج أي عمل سينمائي جاد، فالفنان مسؤول أمام جمهوره». ولأن الفنان سالمين كان بعيدا عن الأضواء لمدة سنتين، فإنه في عام 2013 يحمل لجمهوره أخبارا فنية سارة يوضحها بقوله: «لدي عمل روائي طويل، وقد كنت مشغولا به طوال هذه المدة وسيكون أول عرض له في الإمارات، وهو سيناريو فريد رمضان من البحرين، وقصة الفيلم فيها أحداث درامية مؤثرة عديدة ومنها أشياء تاريخية مرت قبل النفط وبعده». «بنت مريم» ولأن فيلمه القصير «بنت مريم» وصل لأهم المهرجانات العالمية وحصل على جوائز عدة، يشير سعيد المري إلى أهمية هذا النوع من الأفلام موضحا: «بالنسبة لي أحترم جدا الفيلم القصير، وآخر عمل لي كما أشرت هو «بنت مريم» وقد استقبله الجمهور بإعجاب كبير ونال العديد من الجوائز الدولية والعالمية، وأنا عندما أجد السيناريو الجيد للفيلم القصير لا أمانع في تنفيذه». ولأن الفيلم الناجح يحتاج إلى النص السينمائي الجيد، والبعض يشكو من وجود أزمة نصوص، يشير سعيد موضحا: «اعتقادي أن السيناريو هو العمود الفقري للفيلم سواء للفيلم القصير أو الروائي الطويل، وطريقة كتابة السيناريو والموضوع الذي يتناوله، من الأمور الأساسية لكل عمل سينمائي، ونحن فعلا من الممكن أننا نعاني بعض الشيء من قلة وجود النص الجيد. وفي الإمارات عندنا كتاب للسينما لكنهم قلة، ومن الممكن أن نجد اثنين أو ثلاثة يكتبون سيناريو الأعمال القصيرة، وأيضا هناك بعض المخرجين هم يكتبون النص ويخرجون العمل، وعندنا مخرجون مخضرمون متفوقون أيضا في كتابة السيناريو، وهم يقدمون أفكارا جديدة ومقنعة للمشاهد. لكني أعتقد أن المبتدئ أو المخرج الشاب الجديد من الممكن بعد سنتين أو أكثر أن يلقي نظرة على الأعمال الإماراتية التي سبق وكانت قدمت من قبل، فيعمل على تطويرها ويضيف لها أفكارا حديثة لتأخذ صيغة جديدة بحيث ينجح في تقديم عمل إنساني واجتماعي بطريقة جيدة». مواهب جيدة وطموحة وحول توجه الشباب بشكل كبير إلى العمل السينمائي ودور الدولة في رعاية هذه المواهب يوضح المري: «أعتقد أن دولة الإمارات منفتحة على جميع المجالات وهي تدعم أبناءها في جميع النواحي سواء في السينما أو المسرح أو في المجالات الأخرى، وأتمنى أن يكون جيل الشباب أكثر اهتماما في مجال صناعة الفيلم، فنحن عند بداياتنا وكان هذا في عام 2001 كونا مجموعة من 20 مخرجا إماراتيا في العمل السينمائي، وهذا كان خطوة جيدة في مجال التنافس والإبداع حيث يطرح كل منا أعماله بشكل جديد». ويضيف سالمين قائلا: «أرى في جيل الشباب الجديد مواهب جيدة ولديه رؤية سينمائية طموحة، وقد لاحظت في المهرجانات السينمائية في أبوظبي أو دبي أو الخليج، وخاصة في مجال الأفلام القصيرة، أن لدينا جيلا يجب أن يستمر وأن لا يشعر بأي تردد أو إحباط حين يأتي أحد من جيل المخضرمين ويعطيهم نصائح، بعد أن يشاهد أعمالهم منطلقا من رؤيته الفنية المختلفة عن رؤية الشباب ونظرتهم المستقبلية. فأنا أخاف على المواهب الشابة من الآراء السلبية ولا أحب أن يكون لها أي تأثير عليهم، فنحن كنا هكذا في بداياتنا وربما كنا في واقع أسوأ إلا أننا تطورنا بأعمالنا من خلال التجربة. لذلك يجب أن نعطي الجيل الجديد معنويات عالية بالحماسة والدعم بدل أن نحبطهم. ونحن كجيل قديم ما زلنا حتى الآن نتعلم. صحيح أننا نجحنا في كثير من أعمالنا القصيرة وأفلامنا شاركت في المهرجانات وحصلت على الجوائز، وهذا شيء جيد لكن واجبنا أن نشجع جيل الشباب خاصة أنهم يملكون الرؤية الواضحة والتكنولوجيا ويعرفون ما الذي يطرحونه». مشكلة السيناريو ويشير سعيد إلى مسألة النص بالنسبة لجيل الشباب، قائلا: «المشكلة بسيطة جدا وهي السيناريو وما هي الفكرة التي يتم طرحها. أعتقد أن لديهم في السيناريو مشكلة كبيرة ويتمنون أن يحصلوا من جيلنا على ما يفيدهم في تجاوز هذه المشكلة، وأنا أنصح الجيل المبتدئ بأن يشاهدوا أفلاما كثيرة ويقرؤوا ويحضروا المهرجانات، وسيكون لدينا جيل ناجح، والمهم ألا يتوقفوا عن العمل ونحن معهم، وأنا لاحظت أن تقنية الأفلام وإخراجها عند الشباب جيدة ولا ينقصهم إلا السيناريو الجيد». وعن أهمية التربية الفنية منذ الصغر يؤكد سالمين: «في الواقع نحن لا نستطيع أن نعلم الأطفال من البداية السينما لكن مشاهدة الأفلام المناسبة لهم تنمي الهواية وتشكل معرفة ثقافية. لكن المشكلة أن المدارس لا تقدم عروضا خاصة للسينما الإماراتية في مدارس الأطفال، كي يشاهدوا أعمالنا وهي تتناول قضايا مفيدة وقصصا وأفكارا جيدة. وأنا لست مع من يقول ليست لدينا سينما، مع أن الواقع يؤكد أن هناك أعمالا مبنية بطريقة صحيحة وتتناول الواقع الإماراتي». دعم الفيلم الروائي ولأن الإنتاج السينمائي لا يتم إلا بدعم مالي كبير، يوضح الفنان المري رأيه في ذلك، قائلاً: «الدعم الذي أطالب به، هو للفيلم الروائي الطويل، وليس للفيلم القصير، لأن تجربة القصير على ما أظن لديها دعم من قبل شركة «تو فور 54» وهناك دعم من مهرجان الخليج السينمائي الذي يدعم «سند» للأفلام القصيرة، إضافة للدعم من مهرجان أبوظبي. وأنا هنا أتحدث عن الفيلم الروائي الطويل، فهناك مشكلة لأن لدينا مخرجين نصوصهم جاهزة وجيدة وهم ينتظرون الدعم وأنا واحد منهم، وأتمنى أن تتبنى الجهات الحكومية مثل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، هذا الدعم وتوفر التمويل المادي للمشاريع السينمائية، خاصة أن لديها خطوات حقيقية لدعم أعمالنا السينمائية، وأتمنى لو كانت لدينا جمعية للسينمائيين». ويضيف سالمين: «أتمنى على مسؤولي شركة إميج نيشن أن يكونوا جادين في إنتاج الأعمال الإماراتية ودعمها، فهناك نصوص كثيرة وجيدة ولكن لا توجد فرصة للدعم، نحن إلى متى سننتظر الدعم للفيلم الطويل، فبعد نجاح الأعمال القصيرة يجب أن ننتقل لإنتاج الأفلام الطويلة». وعن مشروعه الخاص «رؤية سينمائية» وإن كان مقتصرا على أعماله فقط يشير إلى انفتاحها، مؤكدا: «ليست حصرية بل على العكس هي مفتوحة للشباب ومن الممكن أن نقوم بالتنفيذ إن كانت النصوص جيدة بالنسبة للأعمال القصيرة، والشركة مفتوحة لأي شخص مبدع يريد مساعدة». وحول وجهة نظره تجاه الأفلام التاريخية والقصص الحديثة، يوضح: «أنا مع السينما الجيدة والمفيدة ولا يهمني إن طرحت موضوعات من التراث أو من العصر الحديث أو المعاصر فالمشاهد يرى لوحة وشاشة تعرض عملا جماليا فيه فكر وإبداع، وأعتقد أن هذه هي السينما، بغض النظر عن أي شروط أخرى». عناوين شعرية لأفلامه يقول المخرج سعيد سالمين المري، والذي يتميز باختيار عناوين شعرية لأفلامه: «أنا حريص جدا على اختيار عناوين أعمالي، وأحب للعنوان أن يكون جذابا ويجذب المشاهد. مثلا: إن كان فيلم رعب، أختار له عنوانا موحيا مثل «البيت المسكون»، وهذا شيء معروف أن البيت المسكون فيه رعب، وأكثر المقربين لي قالوا إن عناويني لافتة للنظر، واختياري للعناوين يكون مع الكاتب حيث نتفق فيما بيننا على العنوان المناسب، وهناك الأعمال التي قمت أنا بكتابتها مثل «ثوب الشمس» و«غبنة»، وفيها أحببت أن أتعامل مع العناوين بطريقة معينة، فأنا لا أحب العنوان العادي، بل أسعى ليكون مختلفا ومميزا، فاختيار العنوان مهم جدا عندي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©