الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جنيات بغداد ·· تعرض تجرد الكائن البشري من إنسانيته

جنيات بغداد ·· تعرض تجرد الكائن البشري من إنسانيته
30 أكتوبر 2007 03:14
ركزت الأوساط الأدبية السويدية اهتمامها هذه المرة على رواية ''جنيات بغداد'' بذاتها، ولم تعط كثير اهتمام في البحث عن الاسم الحقيقي لكاتبها، كما حدث قبل سنوات، عندما صدرت رواية ''بعد الهجوم'' بالسويدية وهي تحمل اسم كاتبتها المستعار ياسمينا خضرا· وقتها كانت هذه الأوساط، شأنها شأن الأوساط الأدبية الغربية وخاصة الفرنسية، مهتمة بالكشف عن الاسم الحقيقي لهذه الكاتبة الجزائرية التي ظهرت دون مقدمات على سطح الحياة الثقافية وكتبت روايات بالفرنسية ذات مستوى جيد وعن موضوعات آنية أقبل الناس على قراءتها باهتمام شديد· لكن الأمر لم يدم طويلا، فقد كشف الكاتب نفسه السر وأعلن ان اسمه الحقيقي هو محمد مولسحول، وأنه كان ضابطا في الجيش الجزائري ضمن وحدة خاصة لمحاربة المجاميع الإرهابية· جمع مولسحول بين الكتابة والجيش، لكنه لم يجن لا الشهرة ولا المال عندما كان يكتب روايات وقصصا باسمه الحقيقي في الجزائر· اليوم يكتب النقاد السويديون عن رواية ياسمينا خضرا ''جنيات بغداد'' التي صدرت حديثا بالسويدية، دون تأثر بضجيج وسائل الاعلام· الموضوع الرواية تنطلق من قرية كفر كفرام العراقية الوادعة في الصحراء· كان سكان القرية الصغيرة يعيشون أياما متشابهة، لم يغير طبيعتها إلا اقتحام القوات الاميركية لأبوابها· كان الناس مجتمعين في حفلة زفاف وفجأة اقتحم الجنود الحفل وحطموا كل شيء· دخلوا عنوة الى البيوت، فتشوها وأهانوا أهلها· رأى الشاب البدوي، هكذا يسميه الروائي، كل شيء بأم عينيه، رأى كيف أذل وأهان الجنود والده· لحظتها قرر الشاب الذهاب الى بغداد والانضمام الى خلايا إرهابية· أراد الانتقام لوالده وقريته: ''سأقوم بهجوم أقوى ألف مرة من هجوم الحادي عشر من سبتمبر''· فكرة الانتقام ستقوده للمشاركة في عملية انتحارية دوره فيها، كما كان مخططا له، نقل جرثومة قاتلة الى لندن، يحملها في جسمه، ومن هناك يقوم بنشر عدواها على بقية الغربيين· نقد الرواية عن ''جنيات بغداد'' كتب الناقد إنغمار نيلسون·· تتطرق الرواية مثل سابقاتها من أعمال خضرا: ''بعد الهجوم'' و''سنونوات كابول'' الى حالة الحرب الراهنة في العراق وافغانستان وفلسطين· جاهدة في البحث عن الأسباب التي تدفع بالشباب للانضمام الى مجاميع إرهابية أو أن يتحولوا الى انتحاريين· وينبه الى خطورة اعتبار الكاتب كأنه ناطق رسمي باسم الارهابيين، لذلك يختار من زاوية نقدية مقاطع ومقتبسات تشير الى حالة التوازن التي ينشدها الروائي، مثال ذلك نقده للأساليب التي يستخدمها المتطرفون في صراعهم وأيضا استغلالهم للدين كوسيلة للتأثير على عقول الشباب· وهنا، كما يشير الناقد، ستبقى نصيحة ابن عمه، عمر، حاضرة في ذهن الشاب: ''حارب من أجل وطنك ولا تحارب من أجل بقية العالم''· الناقدة في التلفزيون السويدي ايفا بيكمان رأت في الرواية التالي: ليست رواية ''جنيات بغداد'' استثنائية جدا وليست من أفضل الأعمال الروائية في العالم، لكن الموضوعة التي تتطرق لها مهمة جدا· معظم الروايات التي تتناول موضوعات مشابهة يحتاج كتابها الى وقت طويل ليسجلوا الحدث أدبياً، عبر متابعة متأنية لرسم ملامح شخصياتها، ومعتمدة في الأغلب على ما تنشره وسائل الاعلام· من هنا تبدو الرواية وكأنها متابعة معمقة لما تنشره وسائل الاعلام عن العراق· لكن هل توصلت الرواية الى معرفة الأسباب التي تدفع شاب ما ليصبح انتحاريا؟ بيكمان تقول: لا أحد يستطيع ذلك· ليس ثمة جواب أكيد· صحيفة سفنسكا داغ بلاديت في عرضها للرواية وصفت كاتبتها بالنفسانية الواقعية: إن خضرا في عملها هذا أقرب ما تكون الى نفسانية واقعية· تجبر القارئ على الدخول تحت جلد المتطرف ليتعرف على طريقة تفكيره· وتضيف: لا تضع خضرا في روايتها وجهات نظر متعارضة، تقدمها لنا جاهزة، قدر ما تحولنا، نحن القراء، الى شهود على حالة تجرد الكائن البشري من انسانيته· تقدير الزوجة تقاعد عن العمل وتفرغ للكتابة بعد أن درت عليه أعماله، التي نشرها في فرنسا وترجمت بعدها الى عديد من اللغات العالمية، مالاً أمن عيشه، وأكسبته شهرة واسعة، لكنه ظل محتفظا باسمه الأنثوي المستعار تقديرا وحبا لزوجته كما أعلن في لقاءات صحفية لاحقة·
المصدر: ستوكهولم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©