ملتقى أبوظبي للباحثين عن التميز يؤكد ضرورة الاستثمار في الموارد البشرية

تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عقد أمس ''ملتقى أبوظبي للباحثين عن التميز'' الذي تناول أساليب القيادة في المؤسسات الحكومية والخاصة، ودورها في المساهمة في عملية التنمية والتطور، مؤكداً ضرورة الاستثمار في الموارد البشرية· وأكد سعادة محمد مبارك المزروعي نائب رئيس جهاز الشؤون التنفيذية لأبوظبي- في كلمته- أهمية إعادة الهيكلة التي تقوم بها حكومة أبوظبي ونجاحها في تحقيق أهدافها المرسومة· وقال سعادة عبدالله علي الاحبابي مدير إدارة الأداء الحكومي في المجلس التنفيذي: إن الاستثمار في الموارد البشرية وتأهيل الكوادر بالتعليم وتطوير الخدمات الصحية وتفعيل دور المرأة كلها أمور تساهم في تطبيق رؤية أبوظبي الاستراتيجية· وأضاف سعادة عبدالله علي الاحبابي مدير إدارة الأداء الحكومي في المجلس التنفيذي أن الأمانة العامة للمجلس التنفيذي قامت بتطوير إطار مراقبة الأداء الحكومي وتقييم ودمج عمليات التخطيط الاستراتيجي مع الموازنات، وإن الخطوة القادمة هي التركيز، والتفكير الاستباقي، والمرونة للتغيير لتحقيق أهداف الامتياز في تنمية رأس المال البشري· وأضاف أن حكومة أبوظبي حريصة على تحقيق الامتياز في تنمية رأس المال البشري، حيث إننا مسلحون بدعم والتزام القيادة والجميع لتحقيق المخرجات المرغوبة، وقال: إن تنمية رأس المال البشري هي النقطة الجوهرية في كل نظريات النمو الاقتصادية الحديثة، إذ إنه يمثل أحد المحددات الأساسية لكل من: النمو الاقتصادي وبناء القدرة التنظيمية، ومزايا التنافس الواضح في الاقتصاديات الحديثة المتطورة، وعلى ذلك فإن رأس المال البشري يمثل حجر الزاوية في النمو الاقتصادي وفي رخاء الأمم· وتحدث عن الاتجاهات الحالية للعولمة، ولقرون قادمة، قائلاً: إنه ليس هناك ما هو أهم من تنمية رأس المال البشري في اقتصاداتنا وتحقيق الرخاء الاجتماعي، ويتطلب ذلك تصحيح السياسات التي تبلور الجودة والكمية، وتوائمها مع قوى العمل من أجل تحقيق تغييرات ديناميكية (محلياً وعالمياً)، لافتاً إلى أن الحوكمة وجودة المؤسسات الحكومية من الأشياء المهمة أيضاً، إلى جانب رأس المال البشري· من جانبها قالت بدرية الملا رئيسة الإدارة العالمية الإماراتية للجودة نائبة رئيس جمعية الإمارات للجودة ورئيسة اللجنة العليا للملتقى: إن هذا الملتقى أُعد ليكون مبادرة مبتكرة من شأنها أن تكمل الجهود المبذولة في المنطقة بهدف وضع معايير رائدة في مجال القيادة، ويشكل منصة مثالية لتبادل أفضل الممارسات والخبرات القيادية مع المئات من صناع القرار من القطاعات الحكومية والتجارية في المنطقة، ونحن واثقون من النتائج الإيجابية لهذا الملتقى، وأضافت: نتوقع أن نصل إلى شبكة واسعة من الأعمال العالمية من خلال مثل هذه الملتقيات· من جهته قال هادي التيجاني رئيس قسم الجودة والتميز في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ورئيس جمعية الإمارات للجودة: إن هذا الملتقى يعد خطوة هامة ضمن الجهود الرامية إلى تكوين مجموعة من القادة الشباب الذين يتميزون بالبصيرة والقدرات اللازمة لإنشاء وتعزيز الأعمال· وعقد الملتقى على جلستين: ضمت الأولى كلاً من سعادة صلاح سالم بن عمير الشامسي رئيس غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ورئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة ورئيس اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي، وتطرق في كلمته إلى الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص ونجاح هذه الشراكة في أبوظبي، وإلى دور المنهاج القيادي في إنجاح المسيرة· وقال الدكتور علي قاسم جواد مستشار التخطيط الاستراتيجي بدائرة التخطيط والاقتصاد: إن ضمان نجاح تنفيذ المبادرات والمشاريع والبرامج المنبثقة من استراتيجية دائرة التخطيط والاقتصاد هي جزء من الاستراتيجية العليا لأبوظبي، والتي تستند إلى خلق مؤسسة مهنية تدعم تحقيق التميز في تنفيذ هذه الاستراتيجيات· وضمت قائمة المتحدثين سعادة مبارك الشامسي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، وناصر أحمد بن عبود رئيس شؤون الشركات في شركة اتصالات، والدكتور منصور العور نائب رئيس الكلية الالكترونية للجودة الشاملة في دبي، وعبدالرحمن علي الشيخ مدير عام الشركة السعودية للصناعات الأساسية ''سابك''، ونائلة الخاجة أول مخرجة ومنتجة سينمائية مستقلة في الإمارات، ومحمد خليفة القبيسي مدير الجلسات وشؤون الأعضاء في الأمانة العامة للمجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي· وتحدث خلال المؤتمر 11 شخصية من القياديين في المؤسسات الحكومية والخاصة طرحوا رؤيتهم في التطوير والإدارة مع الإشارة إلى جانب من تجربتهم الخاصة في الإدارة· وأجمع المتحدثون على أهمية الاستثمار في الموارد البشرية لتحقيق النجاح في الإدارة، وهو ما يتجسد في إمارة أبوظبي التي تدرك أن الاستثمار في الموارد البشرية طريق للنجاح· وأثنى المشاركون في الملتقى على النجاح الكبير الذي حققه هذا الملتقى· وقد استقطب الحدث أكثر من 500 من كبار التنفيذيين والمدراء من القطاعات الحكومية والخاصة في المنطقة، حيث أكدت انطباعات المندوبين المشاركين فيه الاستفادة الكبيرة من العروض التي قدمت من قبل مجموعة من المتحدثين البارزين خلال الملتقى· ووفر الملتقى منصة لعرض أساليب القيادة الفريدة لأكثر قادة الأعمال تميزاً ونجاحاً في الإمارات· وقام بتنظيم هذا الحدث، الذي استمر ليوم واحد، كل من ''الإدارة العالمية الإماراتية للجودة''، المؤسسة الاستشارية الرائدة في مجال توفير المنهجيات الاستراتيجية وخدمات إدارة التغيير والتطوير الإداري، و''جمعية الإمارات للجودة'' (EQA)، الهيئة المعنية بتعزيز التميز· وسعى ''ملتقى أبوظبي للباحثين عن التميز'' إلى إبراز الدور المركزي للجودة ومنهجيات إدارة التغيير في التغلب على التحديات بهدف تحقيق التميز، كما أنه هدف أيضاً إلى تأسيس مبادرات متطورة للتواصل بغية تشجيع أفضل الممارسات وتبادل المعارف وتوثيق التعاون بين المؤسسات العاملة في القطاعات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة في الإمارات والمنطقة· وقالت نائلة الخاجة، إحدى المشاركات: ''يسعدني حضور هذا الملتقى، حيث إني تعلمت الكثير حول الأساليب الجديدة للقيادة والتي ربما لا يتم تدريسها في كليات التجارة، وكانت الخبرات التي قدمت لنا من قبل كبار قادة الأعمال في المنطقة لا تقدر بثمن، ونأمل في إدراج ما تعلمناه منهم ضمن ممارساتنا الإدارية''· ومثل المتحدثون الاثنا عشر في هذا الملتقى والذين تم تقسيمهم إلى مجموعتين، مختلف المجالات بما فيها التخطيط الاقتصادي، والمنظمات التجارية، والدوائر الحكومية، وقطاع النفط والغاز، والحكومة الإلكترونية، والتعليم وصناعة السينما· واشتملت المناقشات المقدمة في الملتقى على جملة أمور منها: ''إعادة هيكلة حكومة أبوظبي'' والتميز في القطاع العام'' ومجتمع الإمارات: حتمية تحقيق التميز'' و''القيادة والطريق إلى التميز-شرطة دبي نموذجاً'' و''تميز أبوظبي في مجال تطوير الكفاءات'' و''تعزيز تميز الإمارات في مجال التعليم''·