حذر المستشار رحمن مالك القائم بأعمال وزارة الداخلية الباكستانية حركة ''طالبان باكستان'' من تحدي سلطة الحكومة في المناطق الشمالية من البلاد، رافضاً كل ما يقال عن إمكانية دخولهم العاصمة إسلام آباد• وقال مالك في حديث لقناة جيو الإخبارية الباكستانية أمس إن الحكومة وقعت اتفاق السلام مع حركة تطبيق الشريعة في محافظة ملاكند بإقليم الحدود الشمالي الغربي لإعطاء الفرصة لإحلال السلام وإنهاء مظاهر القتال في المحافظة وليس لاستغلالها من قبل طالبان في التوغل والسيطرة على أجزاء من البلاد• ودعا مالك مسلحي طالبان إلى إخلاء جميع القرى والمناطق المتواجدة فيها وإلقاء السلاح حسب اتفاق سوات•• مؤكداً أن الحكومة ستتخذ إجراءات صارمة في التعامل مع تلك العناصر اذا لم تلق سلاحها وتنبذ العنف• وبعد اجتماع في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية بين زرداري والجنرال أشفق كياني قائد الجيش ووزراء بارزين وزعيم الحزب الحاكم في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، أصدر المتحدث باسم زرداري بياناً حول الأمر• وقال المتحدث فرحة الله بابار ''لن تتهاون الحكومة حول تطبيق قانون البلاد ولا السماح للمتشددين والعناصر الخارجة بخلق سلطة موازية خاصة بهم بالقوة في أي جزء في البلاد''• وقد تغير الوضع الأمني في بونر أمس بعدما ترك مقاتلو حركة طالبان قاعدتهم الرئيسية، لكن مسؤولين قالوا إن فلولاً من المقاتلين لا تزال تجوب المنطقة الواقعة شمال غرب البلاد• وقال عبد الرشيد خان كبير ضباط الشرطة في المنطقة لرويترز ''رحلوا، لكنهم تركوا جراثيمهم هنا• لدينا الآن حوالي 200 من مقاتلي طالبان يمكن رؤيتهم في الطرق''• وفي هذه الأثناء قتل 12 طفلاً على الأقل في انفجار قنبلة في شمال غرب باكستان كما أفاد مسؤولون• وقال المسؤول في الشرطة سلطان محمود إن ''الأطفال وجدوا القنبلة خارج مدرسة الإناث الابتدائية في بلدة لقمان باندا في منطقة دير السفلى''• واعتبر قسم من الرأي العام الباكستاني والولايات المتحدة حليفة باكستان الاتفاق بمثابة استسلام أمام هؤلاء المقاتلين القريبين من شبكة القاعدة• وقال جواد أحمد المسؤول في الادارة المحلية ''إن سيطرتنا باتت كاملة على المنطقة والطالبان انسحبوا تماماً''• لكن لم يكن بوسعه توضيح عدد الطالبان المعنيين، لكنه أكد انهم عادوا الى منطقة سوات المجاورة، وأن الشرطة شبه العسكرية تقوم بدوريات في اقليم بونر وجواره• وقال رشيد خان وهو مسؤول كبير في شرطة بونر إن نحو ثلاثمائة طالباني رحلوا فيما بقي بعض الطالبان المحليين بالرغم من انتشار تعزيزات من القوات الحدودية• وكان دخول طالبان بونر الواقعة على بعد حوالي مئة كيلومتر شمال غرب إسلام آباد أثار قلق واشنطن خلال الاسبوع المنصرم، بينما تنامت المخاوف حول استقرار باكستان الدولة الاسلامية المسلحة نووياً• وكان قيادي الميليشيات فضل الله أمر مقاتليه امس بالانسحاب إلى وادي سوات المجاور، وقال متحدث باسمه إن حوالي مئة مقاتل ينسحبون• وشاهد سكان المنطقة مقاتلي طالبان وهم يغادرون قاعدتهم الرئيسية في قرية سلطان فاس بوادي بونر• لكن ومع عودة مقاتلين من سوات إلى بلادهم فإن مقاتلين مسلحين ينحدرون من بونر شوهدوا وهم يجوبون الطرق كالعادة على الرغم من إرسال المئات من ميليشيات الشرطة إلى المنطقة• وقال سيد جاويد شاه وهو مسؤول حكومي بارز في بونر ''لن يلقوا بأسلحتهم بسهولة• يعلمون أنهم خلقوا عداوات مع سكان قتل أقارب لهم''• وأجبر فضل الله قيادي طالبان في سوات الحكومة على الإذعان لمطالب تطبيق الشريعة في عموم منطقة ملكند في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي التي تشمل سوات وبونر• وعلى الرغم من إعلان زرداري والبرلمان تطبيق الشريعة في سوات في وقت سابق من الشهر الحالي إلا أن تطبيقها لم يبدأ بعد•
عدد اليوم
