تراجع ثقة المستثمرين الألمان للشهر السادس على التوالي

تراجعت ثقة المستثمر الألماني للشهر السادس على التوالي في مارس وسط مؤشرات على تعاف اقتصادي بسيط ومخاوف بشأن أزمة الديون التي تضرب أجزاء من أوروبا. وتراجع مؤشر مركز “زد إي دبليو” للأبحاث الاقتصادية الأوروبية ومقره مانهايم إلى 44,5 نقطة هذا الشهر بعد أن تراجع إلى 45,1 نقطة في يناير. وكان محللون يتوقعون أن يتراجع المؤشر الذي يقيس معنويات المحللين والشركات الاستثمارية إلى 44 نقطة. كان المؤشر قد خسر بشكل أساسي مكاسبه منذ ارتفاعه إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات عندما بلغ 57,7 نقطة في سبتمبر 2009، بعد أن خرجت ألمانيا من أشد ركود تتعرض له في عقود خلال الربع الثاني من العام الماضي. وأثارت بيانات صدرت مؤخراً المخاوف بشأن التعافي مع دخول اقتصاد ألمانيا العام الجديد. وصاحب ذلك قلق بشأن خطر أن تنتشر الأزمة المالية التي أطبقت على اليونان إلى أجزاء أخرى من أوروبا خصوصاً إسبانيا والبرتغال. واعتماداً على استطلاع، رأي نحو 300 محلل، يأتي مؤشر “زد إي دبليو” في إطار مرحلة تمهيدية لصدور مؤشرات رئيسة عن الثقة الاقتصادية في أوروبا في وقت لاحق من هذا الشهر. ويشمل ذلك مؤشر “إيفو” الألماني لثقة الشركات الذي سجل أول انخفاض شهري له في 10 أشهر في فبراير الماضي. ومن المرجح أيضًا أن تلقي الفترة الطويلة لموجة الثلوج خلال فصل الشتاء بآثارها على النمو الاقتصادي الألماني في الأشهر الأولى من هذا العام. ورغم تزايد طلبات شراء المصانع الألمانية بنسبة 4,3% في يناير، ارتفع الناتج فقط بنسبة 0,6% بعد أن ضرب الطقس البارد الإنتاج الصناعي. وفي الوقت نفسه، هوت الصادرات الألمانية الرئيسة بنسبة 6,3% في يناير وفقاً لما أظهرته بيانات الأسبوع الماضي. وعلى أية حال، لا يزال الاقتصاديون يتوقعون أن تسجل ألمانيا نمواً اقتصادياً معتدلاً خلال العام الجاري. ويتوقع البنك المركزي الألماني “بوندسبنك” أن يبلغ نمو ألمانيا هذا العام 1,6% بعد أن انكمش الاقتصاد بنسبة كبيرة بلغت 5% في العام الماضي. لكن يرى الكثير من المحللين أن معدل النمو يمكن أن يقترب أكثر من نسبة 2%، إذ إن توسع التجارة العالمية تقوي تعزز صادرات ألمانيا من الآلات.