المافيا... أضخم مؤسسة تجارية في إيطاليا!

أصبحت ألمافيا الآن أكبر الأعمال التجارية حجماً في ايطاليا بعد أن باتت الجريمة المنظمة تدر على زعمائها أكثر من 63 مليار جنيه استرليني في كل عام أي ما يعادل 7 في المئة من اجمالي الناتج المحلي للدولة من أنشطة المخالفة للقانون· وقالت صحيفة الاندبندنت اللندنية في عدد صدر مؤخراً إن اجمالي الايرادات التي حققتها العصابات الإجرامية في العام الماضي قد تجاوزت ما استدرته شركة أينيي عملاقة النفط الايطالية بمقدار 2,8 مليار استرليني وضعف ما حققته شركة فيات تقرياً وفقاً لتقرير أعدته شركة تونفسير سينتي المجموعة التجارية المعنية بالبحوت· ونظراً لانعدام الدلائل المؤكدة فقد خلا التقرير من دخل المافيا السنوي من المخدرات والذي من الممكن أن تصل قيمتها إلى مستوى 40 مليار جنيه استرليني وبرغم حجم الاعتقالات التي تمت مؤخراً لأكبر زعمائها وأسوأهم سمعة قبل بيرناردو بروفينزانو الا أن المنظمات الأربع الرئيسية في الدولة كوسا نوسترا في صقلية وساكرا كورونا يونتيا في بوجاليا وكامورا في نابولي وندرانفيتا في كالابريا - ما زالت تتمدد وتنتشر في داخل الصناعات التي طالما عرفت في السابق بشرعيتها مثل صناعة الأغذية كما خلص الباحثون· وبذلك فقد أصبحت الأعداد الهائلة من الشركات العائلية الصغيرة في إيطاليا على وجه الخصوص تواجه مخاطر دفع الديات بالبيزو أو ما يعرف بأموال الحماية لعصابات المافيا· وهنالك حوالي 80 في المئة من الشركات في صقلية التي تدفع كل منها مبالغ تصل قمتها إلى 350 يورو في كل شهر برغم التهديدات التي أطلقتها مجموعة تجارية في الجزيرة بأنها سوف تطرد كل عضو يدفع أموال الحماية· وكان تونو جراسو رئيس المفوضية الايطالية لمكافحة الاحتيال ذكر بأن المافيا استطاعت أن تكتسب مبلغ 4 مليار جنيه استرليني في العام الماضي من ممارسات الابتزاز لأكثر من 160 عملاً تجارياً معظمها يتواجد في جنوب إيطاليا· وكنتيجة لذلك فإن واحد فقط من كل عشرة مستثمرين أجانب عمد إلى تأسيس شركة في الجنوب الايطالي أما عمليات السرقة والنصب والاحتيال والاتجار في السلع المزيفة فقد حقق مبلغاً إضافياً بقيمة 15 ملياراً استرلينياً بينما استدرت الحقائب وأشرطة دي في دي المقرصنة مبلغ 5 مليارات جنيه استرليني، أما صناعة الأغذية والأطعمة فقد ساهمت بمبلغ 5,2 مليار استرليني كما يقول جراسو· وفي نابولي فقد درجت منظمة كامورا الاجرامية على تشغيل وإدارة 2500 مخبز غير شرعي بينما سارعت كل من منظمتي كوسا نوسترا وندرانفيتا للتربح من أعمال صيد الأسماك غير المشروعة وبخاصة في الانواع المهددة بالانقراض مثل أسماك التونا الزرقاء· ومضى التقرير يرسم صورة سوداء للدولة حيث تمكنت القوة المتنفذة لرجال العصابات من التسلل إلى داخل الشركات والمؤسسات الكبرى أيضاً· إذ ورد في التقرير ''لقد أصبحت كبريات الشركات المسجلة في البورصة والتي تتخذ من ميلانو وتورينو مقراً لها ضمن قائمة الضحايا وليس فقط المحلات والمتاجر الصغيرة في ضواحي نابولي''، على أن المافيا ظلت ناشطة على وجه الخصوص في الاشغال العامة بعد أن أصبحت العصابات تهيمن على العديد من العمال في مواقع الإنشاءات· وذكر التقرير أن أكبر مجموعة هندسية في الدولة ''كوندوتي اس بي ايه'' الشركة المتخصصة في خطوط أنابيب المياه وشركة ايتال سيمنتي المجموعة الأكبر من نوعها في مجال الاسمنت في القارة الأوروبية قد درجت جميعها على دفع الاتاوات للمافيا برغم نفي متحدثين في هذه الشركات بهذه الممارسات، علماً بأن شراك الديون يعتبر أيضاً من الأنشطة المفضلة للمافيا حيث يتورط أكثر من 150 ألف شركة وعمل تجاري في هذه الديون كل عام· وإلى ذلك فقد استمرت الشركات والمحال التجارية عرضة لهجمات ومداهمة عصابات المافيا في كل يوم تقريباً قبل أن تجبر على دفع أموال الحماية التي تنعش هذه المنظمات الاجرامية، وتختتم الوثيقة تقريرها مشيدة إلى الاعتراف الذي أدلى به فينسيزو نوفاري رئيس شركة ثري إيطاليا لهاتف الموبايل التي اصبحت تشهد سوء استقبال اشارتها في جنوب البلاد قبل أن شرح نوفاري المشكلة قائلاً ''لم تتمكن الشركة من تركيب الانتينات في بعض الاجزاء الجنوبية من الدولة بسبب ما طلبته عصابات المافيا من دفعات الحماية ونحن لا نرغب في دفع هذه الأموال''!·