الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البحث عن الهوية المحلية

29 أكتوبر 2007 00:46
شهدت دولتنا الحبيبة طفرة إعلامية كبيرة أهلتها لأن تحتل مراكز متقدمة في عدد القنوات وتخصصاتها ونوعية وحصرية برامجها المتنوعة، وهذا يُحسب إيجاباً لإعلام الإمارات اذا ما استُبعدت القنوات التي تبث الغث والسمين، ولكن ما يدعو للإحراج والسؤال معاً هو غياب الهوية الإماراتية عنها، بمعنى غياب الكوادر والوجوه المحلية اذا ما قارنا ذلك بالقنوات الفضائية الأخرى التي تحرص على إظهار مواطنيها في الواجهة كتوجه ثقافي يعبر عن هوية دولته، في الوقت الذي لا يزال إعلامنا المحلي يستعين بالمستورد من الخارج وإصراره على تقديم محلية مهجنة بأكثر من ثقافة ولغة، مما يدعو غير المطلع على ثقافتنا الى الحيرة والتساؤل الدائم عن ماهية هويتنا، الأمر الذي يثبت أن الإمارات من أكثر الدول التي تحتوي على جنسيات مختلفة وتعاني بالفعل من خلل في التركيبة السكانية· لا ننكر توجه بعض القنوات للمحلية من خلال تقديم نماذج إماراتية مشرفة على الشاشة، كقناة سما دبي وقناة الشارقة، ولكن لا زلنا نبحث عن وجوه أخرى تسد العجز الذي تعاني منه باقي القنوات، فلا زالت هناك مجالات لا تغامر بعض القنوات المحلية بزج الوجه الوطني فيها كالمجال الإخباري على سبيل المثال، فبالكاد هناك أسماء تُعد على أصابع اليد الواحدة، مع عدم فتح باب الاختبار لمن يمتلكون الجرأة على الظهور أو خريجي الجامعات، أضف إلى ذلك غياب الإعلامية الإماراتية عن تقديم نشرات الأخبار الرئيسية، فنجدها فقط في المحليات والاقتصاد والرياضة· فهلا أعطيت فرصة لتقديم النشرات الاخبارية الرئيسية؟ هناك بادرة طيبة مبشرة بالخير من خلال قناة أبوظبي التي فتحت باب الالتحاق للقناة بدعوة الشباب والشابات المواطنين لتوطين القناة من خلال جولة قامت بها في عدد من مناطق الإمارات لاستقطاب الشباب المواطنين من كافة إمارات الدولة، وذلك بإجراء اختبارات المقابلة والتي ستؤهلهم لنيل شرف تمثيل الدولة من خلال ظهورهم في القناة، وكان ذلك منذ عام مضى· والسؤال هنا: أين هؤلاء؟ وإن كانت هناك إجابة فلم لم توضح لنا القناة نتائج تلك الاختبارات وتزف لنا البشرى إن كانت هناك وجوه قادمة· إعلامنا العزيز، نحن حريصون كل الحرص على إعلاء اسم إماراتنا الغالية في كافة المجالات، ووسائل الإعلام من أقوى الوسائل التي تصل المتلقي بسهولة تامة، ولها من التأثير ما يكفي بأن تقلب كافة الموازين والأفكار والاتجاهات، فلا زالت هناك دول ومجتمعات لم تسمع بعد بدولة عصرية تحدت العقبات والصعاب اسمها دولة الإمارات العربية المتحدة، أليس للإعلام دور في ذلك؟ أليس من واجب إعلامنا الموقر أن يُعرف العالم بالإمارات من خلال وجوه إماراتية بزيها الوطني ولكْنتها المحلية وثقافتها وتراثها؟ هل نحتاج إلى وقت لإظهارهم عبر وسائلنا؟ لا أعتقد، فبالإمكان إحصاء عدد خريجي الإعلام المواطنين والمواطنات كل عام في مختلف جامعات الدولة، والدول الأخرى· أعتقد أنه آن الأوان· قسم الاتصال الجماهيري (مسار الصحافة)
المصدر: جامعة الإمارات العربية المتحدة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©