قرار لا يخدمنا!

قرأنا في إحدى الصحف المحلية مؤخراً خبراً يفيد أن جمعية حقوق الإنسان تطالب بحقوق الخدم في المنازل وإعطائهم يوما واحدا كإجازة أسبوعية بالاضافة إلى دوام عمل 8 ساعات فقط·· لكننا بالطبع نعارض هذا القرار، فنحن لا نقصّر معهم في المعاملة ونترك لهم الحرية معظم الأوقات·· فهناك ساعات كثيرة يرتاحون فيها في غرفهم دون أن نطلب منهم عمل شيء·· مثل الفترة التي بعد الفطور وبعد انتهاء الغداء وبعض الساعات في المساء·· فمن المستحيل أنهم يعملون أربعاً وعشرين ساعة لأننا لسنا بمجرمين وتعاليم ديننا تحثنا على إعطائهم حقوقهم وعدم التقصير معهم·· فلم هذا الاقتراح؟ تخيلوا مثلاً لو كانت المرأة عاملة·· فستخرج من المنزل في الساعة السابعة أو الثامنة وتكون الخادمة في هذا الوقت تقوم بتنظيف المنزل، ثم ترجع المرأة إلى منزلها في الرابعة ليبدأ دوامها المنزلي، باعتبار أن الخادمة انتهت ساعات دوامها في التنظيف·· وكأننا لم نفعل أي شيء جديد، فهي تحتاجها بعد ذلك، أي بعد انتهائها من دوامها الرسمي، حيث يزدحم العمل المنزلي·· وأنتم أدرى أن هناك ضيوفاً قد يأتون فجأة في أي وقت ويحتاج هذا الأمر إلى المساعدة، فهل ستقوم ربة المنزل بعمل كل شيء والخادمة تضع رجلاً فوق رجل دون أن تساهم بأي شيء؟ حتى لو أعطيناهم إجازة أسبوع هل سنضمن صحتهم من الأمراض بعد أن يأتوا إلى المنزل؟ وهل ستقوم الدولة بفحص كل خادمة بعد انتهاء اجازتها؟ نحن نضعهم في البيوت ونمنع عنهم الهواتف ونرى مصائب يشيب لها الشعر·· وأكبر مثال على ذلك ما حدث منذ مدة في مدينة العين بعدما قُتل رب المنزل بيد آسيوي قد أدخلته الخادمة لغرفتها لتمارس معه الرذيلة·· فهل نتركهم يخرجون بأيدينا؟ ثم يتعرفون على فلان وعلاّن ويشترون هواتف أو يتفقون مع أحدهم لدخول منازلنا وسرقتها؟ هل نحن مغفلون لهذه الدرجة حتى نسمح بدخول الانحلال والمصائب الى منازلنا؟ بالطبع لا، ونعارض هذا القرار أشد المعارضة خوفا على أبنائنا وصحتنا·· وإن كان هناك أي قرار آخر لا تكون له تبعات خطيرة كهذا ويضمن حقوقنا وحقوقهم فسنكون من أشد المؤيدين له·· ولكن أمر الإجازة وعدد الساعات لا يفيدنا بشيء ولا يقدم للمجتمع أي خير·· لذا نتمنى من المسؤولين إعادة التفكير ووضع النقاط على الحروف·