أردوجان: لن نطلب إذناً لضرب الكردستاني

تزايدت مجددا احتمالات التوغل العسكري التركي في شمال العراق مع فشل مهمة الوفد العراقي في أنقرة ومغادرته أمس من دون الحصول على أي رد بشأن مقترحاته لمعالجة أزمة متمردي حزب ''العمال الكردستاني'' سلميا، الى جانب رفض الحكومة التركية إجراء المزيد من المفاوضات، حيث أكد رئيسها رجب طيب أردوجان أن بلاده ستشن عملية عسكرية ضد المتمردين المتحصنين في شمال العراق عند الضرورة ودون الحاجة الى الأخذ برأي المجتمع الدولي أو طلب الإذن من أحد· وواصلت القوات التركية ملاحقتها لمتمردي ''الكردستاني'' التركي المحظور داخل إقليم كردستان العراق استعدادا لشن عمليات عسكرية عبر الحدود لضرب معسكراتهم هناك· في وقت أوضح الوفد العراقي الذي غادر أنقرة أمس أنه قدم مقترحات الى القادة العسكريين الأتراك لم يتم الرد عليها أو القبول بمناقشتها· وفي حين التقطت طائرات تركية صوراً لمعسكرات المتمردين الأكراد خلال طلعات فوق المناطق الجبلية الحدودية ذكرت صحف تركية أن هناك عملية عبر الحدود على الأبواب وأن الجيش ينتظر الأوامر ليضرب· تركيا تكثف استعداداتها للتوغل في شمال العراق واصلت القوات التركية ملاحقتها لمتمردي حزب العمال الكردستاني التركي المحظور داخل إقليم كردستان شمال العراق استعدادا لشن عمليات عسكرية عبر الحدود لضرب معسكراتهم هناك عقب فشل محادثات وفد عراقي زار أنقرة مع القادة العسكريين الأتراك، لكن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان استبعد أي توغل عسكري قبل التقائه الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن يوم 5 نوفمبر المقبل· من جانبه اتهم رئيس كردستان مسعود بارزاني الحكومة التركية بأنها ''افتعلت الأزمة للتهرب من مشاكلها الداخلية'' وبأنها تستهدف أساساً ضرب الاقتصاد الكردي وليس المتمردين· وقال مسؤولون أتراك وعراقيون إن الوفد العراقي غادر تركيا أمس دون إجرء مزيد من المحادثات بعدما رفض الجيش التركي الليلة قبل الماضية مقترحاته للشروع في تسوية الأزمة سلمياً· وقال عضو البرلمان العراقي النائب الكردي محمود عثمان إن عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني عماد أحمد ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديمقراطي الكردستاني سفين دزيي استبعدا من الوفد بناء على طلب رئيس أركان الجيش التركي الجنرال يشار بيوكانت الذي رفض مشاركتهما في المفاوضات أو حتى استقبالهما· وأوضح الوفد في بيان رسمي أن المقترحات تضمنت ''قيام القوات متعددة الجنسيات بمراقبة واستطلاع مستمرين للحدود المشتركة وتشكيل لجنة فنية ميدانية لمتابعة وتنسيق الأعمال العسكرية وإعادة بناء وتنظيم وتجهيز وتجديد المخافر الحدودية لمنع التسلل باتجاه الأراضي التركية وإغلاق جميع المقار غير الشرعية وتفعيل اللجنة الثلاثية العراقية، التركية، الأميركية على أن يكون هناك تنسيق بين اللجنة الفنية الاختصاصية واللجنة الثلاثية على المستوى العسكري بما يؤمن الحل والسيطرة على نشاطات حزب العمال الكردستاني وتجفيف منابع تمويله''· وذكرت مصادر عسكرية أن طائرات حربية تحلق في طلعات استطلاعية فوق المناطق الجبلية الحدودية العراقية وتلتقط صوراً لمعسكرات المتمردين الأكراد في شمال العراق وتقوم طائرات مروحية بطلعات فوق القرى ويواصل جنود عملية تمشيط بحثاً عن ألغام، بينما حشدت تركيا نحو 100 ألف جندي مدعومين بطائرات ومروحيات حربية ودبابات ومدافع عند الحدود قبل هجوم محتمل على تلك المعسكرات· وذكرت صحف تركية أن احتمال حصول تدخل عسكري تركي في شمال العراق ازداد، غداة فشل زيارة الوفد العراقي إلى أنقرة· وقالت صحيفة ''زمان'' الموالية للحكومة ''عملية عبر الحدود على الأبواب''، بينما قالت صحيفة ''وطن'' المستقلة ''الجيش ينتظر الاوامر ليضرب''· وألمح أردوغان مساء أمس الأول إلى أن أي عملية عسكرية تندرج في اطار آلية تشمل محادثاته مع بوش· وقال ''إننا الآن في وضع استنفار مستمر ولا أعلم ما يمكن أن يحصل حتى موعد زيارتي الى أميركا''· وقال بارزاني في حديث لقناة ''العربية'' الفضائية مساء أمس الأول ''ان الازمة''هي مشكلة داخلية تركية وما يجري هو تهرب من المشكلة الحقيقية وتبرير لفشل حل المشكلة بين الاتراك واكراد تركيا·'' واضاف ''هناك مبالغة وتهويل والاعلام التركي لا ينقل الحقائق، فحزب العمال ليسوا في اقليم كردستان وهم ليسوا مرحبين بهم، إذن لماذا يحدث اجتياح لاقليم كردستان؟'' وتابع ''نحن لسنا جزءا من هذا الصراع بين حزب العمال وتركيا· ''بصراحة نحن نعتقد ان حزب العمال الكردستاني حجة والهدف هو إيقاف أو إعاقة النمو والتطور في إقليم الكردستان''· واستبعد تسليم تركيا زعماء الحزب المطلوبين واغلاق جميع مكاتبه داخل العراق· وقال ''حزب العمال ليس له أي مقر في اي مدينة أو ناحية أو قرية في كردستان·· تركيا تطلب منا شيئا هي عاجزة عن تحقيقه إنهم موجودون داخل تركيا وماتقوم به تركيا هو تبرير لفشل الاسلوب العسكري''· ورفض مرة اخرى اعتبار حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية قائلا ''أنا لست متفقا مع كل أساليبه وانا ضد العنف واستخدام هذه الجماعة الاراضي الكردية لتهديد دول الجوار· لكن للشعب الكردي حقوق لا يجب أن تنكر''·