الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوش رئيس فرع

1 ابريل 2008 01:32
حين بدأت أشعر بالإحباط بشكل متزايد من خيانة إدارة ''بوش'' المتزايدة للمبادئ الدستورية -والمحافِظة، دافعت على مدى ست سنوات على الأقل عن نائب الرئيس ''ديك تشيني'' وهو رجل أعرفه منذ عقود، وعملت معه ودافعنا عن قضايا مشتركة في الكونجرس، ولكن ليس بعد الآن! إنني لا أُحمل تشيني مسؤولية انتهاكات ''جورج بوش''، كما أنني لا أعتقد أن نائب الرئيس يؤيد بقوة وحماس حرب العراق من باب الولاء لقطاع النفط الذي كان يعمل فيه مشغله السابق، فكما تفيد معظم الروايات، فإن إيمان تشيني بـ''الخيار العسكري'' ومبدأ ''الرئيس من يقرر'' معروف حتى قبل عمله مع شركة هاليبيرتون، فما هي يا ترى القشة التي جعلتني أخيرا أصنف ''تشيني'' ضمن فئة ''أولئك الذين ينبغي علينا أن نكون قلقين عليهم جدا''؟ إنه الحديث الذي خص به ''إي· سي· نيوز'' والذي رد فيه على المراسلة ''مارتا راداتز'' حول تذكيرها له بأن الجمهور الأميركي بعد مرور خمس سنوات لا يؤيد الحرب في العراق، فعلق بجواب من كلمتين (ثم ماذا؟)·· ولكن ثم ماذا·· يا نائب الرئيس؟ تابع ''تشيني'' قائلا: إن السياسة يجب ألا تُخاط لتناسب التقلبات التي تعرفها مواقف الرأي العام، بيد أنه إذا كان ثمة شيء واحد لم يطرأ على مواقف الرأي العام، فهو التقلب: ذلك أن مقاومة سياسة إدارة ''بوش'' تجاه العراق كانت ومازالت واسعة وثابتة ومنسجمة· وسواء كان الرأي العام على صواب أو على خطأ، فإنه لا ينبغي أن يُقلل من شأنه على هذا النحو· لقد أتيحت لي مؤخرا فرصة مخاطبة مجموعة من تلاميذ المدرسة الثانوية الذين زاروا واشنطن مع إحدى المنظمات التى تُعلم التلاميذ المواطنة وتشجعهم على المشاركة في الحياة العامة، وسألني أحد التلاميذ حول أصعب قرار اضطررت إلى اتخاذه على مدى السنوات الست عشرة التي قضيتها في الكونجرس، لم يكن السؤال يتطلب الكثير من التفكير، ففي ،1990 وبصفتي رئيسا للجنة السياسة ''الجمهورية'' في مجلس النواب، والزعيم الجمهوري في ''لجنة العمليات الخارجية'' التابعة لـ''لجنة المخصصات''، لعبت دورا طلائعيا في الحصول على موافقة الكونجرس على حرب الخليج، قلت للتلاميذ إن قرار الذهاب للحرب -إرسال شباب أميركيين إلى المعركة، مع العلم بأن بعضهم سيموت هناك- هو أصعب قرار يمكن لمسؤول أن يتخذه، وهذا بالضبط السبب الذي دفع الآباء المؤسسين، الذين كانوا واعين بالحروب القاتلة التي كانت تدور رحاها في أوروبا آنذاك، إلى حرمان الفرع التنفيذي من صلاحية الانخراط في الحرب، إلا إذا لقي هذا العمل موافقة صريحة من قبل الجمهور، وذلك من خلال ممثليه في الكونجرس· ومما قاله ''تشيني لـ''راداتز'' أيضا ''إن سياسة الحرب الأميركية يجب ألا تتأثر بآراء الناس''، والحال أن آراءهم بالذات هي التي يجب أن تكون مهمة، ذلك أن الناس هم الذين يجب أن يقرروا ما إن كان ينبغي على البلد أن يخوض الحرب أو لا، وهذه ليست فكرة راديكالية أو ليبرالية أو لاوطنية، بل هي صميم النظام الدستوري الأميركي· في أوروبا، وقبل تأسيس الولايات المتحدة، كان ثمة حاكم ورعايا، ولذلك، قرر الآباء المؤسسون أنه لن يكون في الولايات المتحدة رعايا، وإنما مواطنون فحسب، فالحكام يقولون لرعاياهم ما الذي عليهم أن يفعلوه، أما المواطنون، فيقولون لحكومتهم ما الذي عليها أن تفعله· ثم إذا كان ''تشيني'' يعتقد، مثلما يبدو أن يفعل، أن الحرب في العراق ضرورية ومهمة بالنسبة للمصالح الأميركية، فمن واجبه، ومن واجب ''بوش'' أن يدافع عن فكرته عبر تقديم ما يكفي من الأدلة من أجل نيل دعم الجمهور الضروري· وذاك هو الفرق بين رئيس قوي (رئيس يتزعم) ورئاسة قوية (رئاسة تكمن السلطة الأساسية فيها بين يدي شخص واحد)، فرسميا، يُعتبر بوش ''رئيس دولة'' الولايات المتحدة، بيد أنه ليس رئيس الحكومة، فهو رئيس فرع واحد من حكومتنا، وليس رئيس الفرع الذي يقرر بشأن الحرب والسلام· عندما يقلل نائب الرئيس من شأن معارضة الرأي العام للحرب بـ''ثم ماذا؟''؛ فإنه يخرق العنصر الأهم في نظام الحكم الأميركي: فالشعب هنا في الولايات المتحدة هو الذي يحكم! ميكي إيدواردز عضو سابق في مجلس النواب الأميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©