القذافي يقر بفشل مؤتمر سلام دارفور

أقر الزعيم الليبي معمر القذافي امس بفشل مفاوضات السلام حول دارفور التي بدأت في سرت الليبية في ظل غياب الفصائل المتمردة الرئيسية· وقال في خطاب استهل به الاجتماع ان حركتي جيش تحرير السودان والعدل والمساواة هما أهم مجموعتين واعتبرهما مثل اولادي رغم ان كل منهما ولد عاق· ولكن من دونهما لا يمكن ان نصنع السلام · واضاف نرى ان هذا المؤتمر يجب ان يقف عند هذا الحد · وكانت مدينة سرت الليبية قد شهدت بدء أعمال المؤتمر في ظل غياب فصائل التمرد الرئيسية فيما أعلنت حكومة الخرطوم عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد وأبدت استعدادها لاتخاذ كافة الاجراءات الضرورية للتقدم في عملية السلام بحسب قولها· ويهدف المؤتمر إلى انهاء الصراع المستمر منذ 4 أعوام ونصف في منطقة دارفور المضطربة ولكن غياب متمردين رئيسيين يلقي بشكوك حول إمكانية أن تسفر المفاوضات عن أي اتفاق له معنى· وافتتح سالم احمد سالم الموفد الخاص للاتحاد الأفريقي الى دارفور، الاجتماع الذي يشارك فيه أيضا الزعيم الليبي معمر القذافي· وقال مشاركون ان شخصيات عدة ستلقي كلمات ولن تبدأ المفاوضات فعليا الا اليوم· وقال فصيلان رئيسيان للمتمردين وهما ''حركة العدل والمساواة'' و''جيش تحرير السودان'' فصيل الوحدة عشية المحادثات التي تجرى بوساطة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في سرت، إنهما لن يحضرا· وجاء القرار بعد أن قال زعيم آخر للمتمردين وهو عبد الواحد محمد النور مؤسس جيش تحرير السودان وهي جماعة ثالثة للمتمردين إنه لن يسافر إلى ليبيا للمشاركة في المحادثات· ويمثل جيش تحرير السودان'' فصيل الوحدة وحركة العدل والمساواة أكبر تهديد عسكري للحكومة السودانية ويتمتع النور بأكبر تأييد شعبي بين سكان دارفور· وفي الاجمال، قررت 7 فصائل منبثقة من حركة جيش تحرير السودان بالاضافة الى حركة العدل والمساواة مقاطعة محادثات سرت فيما لم يبد نور القائد التاريخي للتمرد المنفي في باريس، اي رغبة اساسا في المشاركة· والفصائل الستة المتمردة التي حضرت الى سرت ليس لها صفة تمثيلية كبرى ولم توفد سوى ممثلين ''من الصف الثاني'' كما قال دبلوماسي في الأمم المتحدة· ورأى بعض قادة المتمردين الذين قاطعوا المؤتمر ان الوسطاء ''فشلوا في التعرف على الاطراف المعنية حقا بالنزاع وتحديد منهجية وجوهر المفاوضات''· من جهتها ، ارسلت الحكومة السودانية وفدا كبيرا يضم 30 وزيرا ومسؤولا يترأسهم نافع علي نافع مساعد الرئيس عمر البشير· ويقول محللون إنه دون تمثيل شامل في المحادثات فإن فرصة النجاح ضعيفة· وأكد الموفد الخاص للأمم المتحدة لدى دارفور يان الياسون ان الاجتماع ''لا رجعة عنه'' معتبرا ان مفاوضات سرت تشكل ''خطوة بالغة الأهمية نحو تسوية سياسية للنزاع المسلح''· وسعى مسؤولو الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي للتقليل من شأن احتمال التوصل لاتفاق حاسم في سرت ويقولون إنهم يأملون أن يتحقق بعض التقدم بنهاية العام· وقال نور الدين المازني المتحدث باسم الاتحاد الافريقي ''الأمر ليس اجتماعا أو اثنين· انها عملية طويلة· ونأمل أن يشارك آخرون مع مضي الوقت''· وقال وزير الدولة السوداني للعلاقات الخارجية السماني الوسيلة إن حكومته ترغب بقوة في التوصل لحل وإن على المتمردين أن يحددوا مطالبهم للحكومة وأن تكون هذه المطالب موضوعية ومعقولة مضيفا أن الوفد الحكومي قدم إلى هذه المحادثات بقلب مفتوح للانصات إلى المتمردين· والمحادثات هي المحاولة الأولى لجمع متمردي دارفور والحكومة السودانية للتفاوض منذ 2006 عندما توسط الاتحاد الافريقي في محادثات أبوجا في نيجيريا· ولا يحظى اتفاق أبوجا الذي وقع عليه فصيل واحد فقط ، سوى بتأييد محدود بين مليونين من سكان دارفور يعيشون في مخيمات للنازحين· وبدلا من احلال السلام أثار الاتفاق مزيدا من أعمال العنف إذ انقسم المتمردون إلى أكثر من 12 فصيلا· ومن المقرر أن تجتمع فصائل المتمردين للاتفاق على موقف مشترك قبل التوقيع على رسالة تؤكد التزامها بالمحادثات·