الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هوية البكاء

13 فبراير 2012
يجتمع بنو البشر جميعاً في البكاء على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم، وقد لفت نظري بكاء الكوريين الشماليين على رئيسهم كيم يونج إيل في نهاية السنة الماضية، بل ونوحهم، وكنت أظن أننا العرب أهل النوح ولنا قصب السبق في البكاء، بحكم رقة مشاعر العربي، فنحن أهل البكاء على الأطلال، ولكن الكوريين ببكائهم الشديد بددوا ظني الواهم، فالدموع واحدة وذات طعم واحد، فلا دموع شرقية، أو غربية، فهي عالمية الهوية، سواء كانت دموع الحزن، أم دموع الفرح. قد لا يعرف الكثيرون منا أن للبكاء معنى آخر غير المعنى المعروف، ولدى قراءتي وصية الشاعر عمرو بن كلثوم لأبنائه في زاوية الأمس تبين لي المعنى الآخر وهو النقصان "ومن الناس من لا يرجى خيره، ولا يخاف شره؛ فبكؤه خير من درّه". بكؤ: لها معنيان أحدهما البُكاء، والآخر نقصان الشيء وقِلّتُه. فالأوّل بَكى يَبْكي بُكاءً، وتقول: باكَيْتُ فلاناً فبَكَيْتُه، أي كنتُ أبْكَى منه. وقال النحويُّون: مَنْ قَصَرَهُ أجراه مجرى الأدواء والأمراض، ومَن مَدّه أجراه مجرى الأصوات كالثُّغاء والرُّغاء والدُّعاء.وأنشد في قصره ومَدِّه: بكَتْ عَيْني وَحُقَّ لها بُكاهَا وما يُغني البُكاءُ ولا العَويلُ وقال الأصمعيّ: بَكَيْتُ الرجل وبَكّيْتُه، كلاهما إذا بكَيْتَ عليه؛ وأبكَيْتُه صنعت به ما يُبْكِيه. البَكّاءُ في العرب الذي يُنْسَبُ إليه فيقال بنو البَكّاء، هو عوف بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، سُمِّيَهُ لأنّ أُمّه تَزَوّجَتْ بعد موت أبيه فدخل عوفٌ المنزلَ وزَوجُها معها، فظَنّهُ يُريد قَتْلَها، فبكى أشَدَّ البُكاء. والأصل الآخَر قولُهم للناقة القليلة اللّبن هي بَكِيئَةٌ، وبَكُؤَتْ تَبْكُؤُ بكاءةً ممدودة. وقال أبو عُبيد: فأما قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّا مَعْشَرَ الأنبياء بِكاءٌ" فإنّهُمْ قليلةٌ دُمُوعُهم. وقال زَيد الخيل: وقالوا عامِرٌ سارَتْ إليكم بألفٍ أوْ بُكاً مِنْهُ قليلِ فقوله بُكاً نَقْص، وأصله الهمْز، من بكأت الناقةُ تَبْكَأُ، إذا قَلَّ لبنُها، وبَكُؤت تبكُؤ أيضاً. ابن الرومي: بكاؤكُما يشفي وإن كــــــان لا يجدي فجـــــودا فقد أودى نظيركمُا عندي بُنَيَّ الـــذي أهـــــــــدتهُ كفَّاي للثَّرَى فيا عـزَّة َ المهدى ويا حسرة المهدي ألا قاتــــــــــــل اللَّهُ المنايــــا ورميها من القــــومِ حَبّات القلوب على عَمدِ توخَـــّى حِمَامُ الموت أوســـطَ صبيتي فلله كيف اختـــــــــار واسطة العقدِ عـــلى حين شمتُ الخيرَ مـــن لَمَحاتِهِ وآنســتُ من أفعالـــــــــه آية الرُّشدِ طـــــــواهُ الرَّدى عنِّي فــــأضحى مَزَارهُ بعيداً على قُرب قـــــــــريباً على بُعدِ إسماعيل ديب | Esmaiel.Hasan@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©