واشنطن (وكالات)
كشفت مصادر أميركية، أمس، عن طرح الرئيس دونالد ترامب، 3 شروط جديدة لتعديل الاتفاق النووي بدلاً من إلغائه، تتضمن تعهدات من إيران بوقف انتهاكات حقوق الإنسان وإيقاف الهجمات والتهديدات الإلكترونية، وتجميد الأنشطة الاقتصادية للحرس الثوري، بالإضافة إلى التعديلات التقنية التي طالب بها سابقاً. في وقت أكد فيه قائد القيادة المركزية جوزيف فوتيل خلال جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، أن أنشطة إيران الخبيثة تشكل تهديداً لاستقرار المنطقة على الأمد البعيد.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي قوله «إن ترامب، اشترط تمديد الاتفاق النووي بتنفيذ المطالب الثلاثة، بالإضافة إلى المطالب السابقة المتمثلة بوقف إيران إنتاج وتطوير واختبار الصواريخ الباليستية، وسحب قوات الحرس الثوري من دول المنطقة، وإمكانية تفتيش جميع المواقع النووية في إيران من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعديل بند يطلق عليه اسم «الغروب» (sunset)، وينص على أن البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يستأنف مرة أخرى بعد 10 أعوام». وكان الرئيس الأميركي منح مهلة 120 يوماً للحلفاء الأوروبيين لمراجعة الاتفاق مع إيران، مهدداً بالخروج من الاتفاق إذا لم يتم إصلاحه بنهاية المهلة التي ستنتهي في 11 مايو المقبل، بينما تهدد إيران بالعودة إلى الأنشطة النووية إذا ما خرجت أميركا من الاتفاق. وتعثرت جهود كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا منذ أشهر لإقناع ترامب بالتراجع عن نيته لإلغاء الاتفاق الإيراني وأعلنت عن قبول إيران بمفاوضات حول برنامجها للصواريخ والتخلي عن دعم الإرهاب والتدخل الإقليمي. وإذا ما تمكن الأوروبيون من التأثير على إيران وصولاً لقبولها الشروط المطروحة، فإنهم يأملون في أن يوافق ترامب على الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 الذي قال إنه «أسوأ اتفاق» توقعه أميركا. وأرسلت الحكومة الإيرانية إشارات إلى الغرب والولايات المتحدة حول استعدادها للتفاوض، حتى إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف ومساعديه أظهروا خلال العديد من المقالات والمقابلات والاجتماعات السياسية والأكاديمية استعداد حكومتهم لمناقشة المشاكل المتعلقة بالبرنامج الصاروخي. ولكن بالرغم من كل هذه التنازلات يبدو أن شرط تعديل بند «الغروب»، ومطالبة واشنطن باستمرار الحظر على البرامج النووي الإيراني حتى بعد انتهاء الاتفاق، يعد من أصعب الشروط. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس، إن طموحات إيران الصاروخية الباليستية مقلقة للغاية، وتتنافى مع قرار للأمم المتحدة، وأضاف خلال مؤتمر صحفي في موسكو بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أنه من الضروري الحيلولة دون أن يصبح برنامج إيران الباليستي عنصراً يهدد جيرانها. فيما وصف لافروف محاولات تغيير اتفاق إيران النووي بالخطيرة للغاية، مشدداً على ضرورة حل جميع المسائل المتعلقة بإيران عن طريق التوافق، وليس عن طريق «الإنذار النهائي».
عدد اليوم
