الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تنتزع تاج الدولة المصدرة الأكبر في العالم

الصين تنتزع تاج الدولة المصدرة الأكبر في العالم
28 أكتوبر 2007 00:22
استطاعت الصين أن تتجاوز المانيا للمرة الأولى على الاطلاق لكي تصبح أكبر مصدر في العالم بعد أن تمكنت من شحن بضائع بقيمة 111 مليار دولار في أغسطس الماضي، وبشكل أثار مجدداً الانتقادات الحادة من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا بضرورة اعادة تقييم عملتها اليوان· وكشفت البيانات الواردة من منظمة التجارة العالمية أن هذه الدولة كانت قد قفزت فوق الولايات المتحدة الأميركية في بداية هذا العام وتحركت منذ ذلك الوقت بسرعة هادئة لتستحوذ على المكانة التي طالما انفردت بها المانيا كأكبر ورشة للصادرات في العالم بعد أن تمكنت من شحن بضائع بقيمة 111 مليار دولار في أغسطس المنصرم بزيادة بمعدل 55 في المئة مقارنة بالعام السابق· والآن وبعد أن تمكنت من الاستحواذ على 8 في المئة من اجمالي الصادرات العالمية - أي أكثر من ثلاثة أضعاف الحصة البريطانية المتأرجحة - فقد استطاعت الصين أيضاً التسلق إلى أعلى المراتب التكنولوجية حيث تشكل ماكيناتها ومعداتها وسياراتها 46 في المئة من اجمالي الصادرات بينما تراجعت صادراتها من المنسوجات· وكما ورد في صحيفة الديلي تليجراف اللندنية مؤخراً فإن بكين درجت من جانب آخر على ترك اليوان يخترق حاجز 7,5 يوان مقابل الدولار مؤخراً وفيما يبدو فإنها لا زالت عازمة على مقاومة الضغوط الغربية الهادفة للتسريع في عملية إعادة التقييم· وذكر هنري بولسون وزير الخزانة الأميركي أن من مصلحة الصين أن تسمح لليوان بأن يرتفع في ظل المؤشرات الواضحة على السخونة المفرطة التي يعاني منها الاقتصاد· كما أن السياسة الصينية الهادفة لخفض قيمة اليوان عبر شراء السندات الأميركية والسندات الأجنبية الأخرى قد تسببت في انتفاخ احتياطياتها النقدية إلى قيمة تبلغ 1430 مليار دولار وبشكل أدى إلى رفع معدل التضخم إلى مستوى 6,5 في المئة وأشار جيم روجرز أحد كبار المستثمرين الأميركيين لصحيفة الديلي تيليجراف إلى أنه بادر إلى سحب جميع أمواله وموجوداته المقيمة بالدولار من أجل شراء اليوان والين والفرنكات السويسرية علماً بأن العملتين الأخيرتين تلقتا ضربة موجعة مؤخراً بسب المضاربات في تجارة العملة وبيع أنواع معينة منها بأسعار للفائدة متدنية نسبياً· ومضى روجرز يقول ''إن الاقتصاد الأميركي أصبح في ركود بلاشك كما أن العديد من اجزاء الصناعة في حالة أسوأ من الركود وإذا لم يبادر بيرنانكي (محافظ الاحتياطي الفيدرالي) إلى ضخ كميات هائلة من الأموال في سوق الأسهم فإن السوق سوف يصبح في طريقه للانهيار أكثر من ذلك''· وإلى ذلك فقد ذكرت اليابان أن صادراتها للولايات المتحدة الأميركية قد تراجعت بمعدل 9,2 في المئة في أغسطس في دلالة تشير امكانية انتشار عدوى التباطؤ الأميركي إلى مناطق أخرى جديدة· وفي واشنطن فقد عكف الكونجرس أصلاً على رسم الخطط الرامية لتوقيع عقوبات على الصين بموجب اتهامات للنظام الصيني بأن درج على سرقة حصة سوقية عبر التلاعب بقيمة اليوان· أما أوروبا فقد أصيبت بالفزع هي الأخرى أمام حمى الصادرات الصينية التي اجتاحتها بعد أن ارتفع اليورو بنسبة 18 في المئة مقابل اليوان في غضون فترة العامين الماضيين وارتفع العجز التجاري الأوروبي مع الصين إلى أكثر من 220 مليار دولار في هذا العام· وكان بيتر مانديلسون مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي قد حذر بكين مؤخراً بضرورة أن تلجأ إلى تخفيض موجة السلع التي تغمر أسواق الاتحاد الأوروبي أو تواجه مصير أن تصبح دولة عدو عوضاً عن دولة صديقة عندما قال ''إن الأمر أصبح يتعلق بالصين نفسها وضرورة أن تتحمل الالتزام بمسؤولية المشاركة بحصة عادلة ما يتعلق بالعلاقات التجارية''· وفي هذه الأثناء فلقد ظل اليوان يقيم بنسبة 8 في المئة مقابل الدولار منذ أن تم استحداث عملية الربط في يوليو من عام ·2005 إلا أن هذه الخطوة لم تؤد الا بالكاد إلى تقليص حجم الصادرات الصينية· وكانت وو اكسيولينج نائبة محافظ البنك المركزي الصيني قد صرحت قائلة ''إن الصين ستمضي قدماً حسب الخطوات التي تحددها هي وربما لن نسرع الأمور بالخطوات التي يرغب فيها البعض الا أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح ولكن بطريقة سلسلة وهادئة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©