السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيّن خير- (كل أربعاء)

عيّن خير- (كل أربعاء)
16 مارس 2010 22:26
خطيبي يخنقني! المشكلة عزيزي الدكتور: أنا فتاة في الثانية والعشرين من عمري، مازلت في “الثانوية العامة”، وكنتُ قد دخلت الجامعة في بلدي الأصلي ولم أكمل لأسباب خاصة. وأنا أعمل الآن منذ سنتين في وظيفة جيدة في إحدى الشركات. ومشكلتي أنني أشعر بالنقص والفشل دائماً، وهذا يجعلني أخفق في أشياء يمكنني النجاح فيها، وأنا بطبيعتي متشائمة وعصبية، وأكثر الأوقات من حولي يغضبون مني؛ لأنني سريعة الغضب، وردودي لا ترضيهم، وهذا يجعلني لا أختلط كثيراً بهم لكي لا يكرهوني “مع ذلك أنا محبوبة جداً”، وأشعر بالقلق عند تغيير أي شيء في حياتي، وأكثر أوقاتي أكون وحيدة وأشعر بالحزن مع أنني هنا مع عائلتي وخطيبي. ما يقلقني الآن وأحتاج مساعدتكم في حل مشكلتي أنني مقبلة على الزواج ولا أعرف كيف أحتمل سنة أو سنتين وأنا لا أشعر بالارتياح، وأُريد أن أنفصل عن خطيبي، لكنني خائفة من أهلي، ليس لأنهم سيرفضون رغبتي، بل أخاف أن يقولوا إنني فاشلة وهوائية ولن أستطيع أن أنجح في أي شيء فهم يحبونه كثيراً، ويرون أنه الشاب المثالي الحنون الطيب الذي لا يعوض ودائماً يقولوا لي: “لا تخسريـه فلن تجـدي، مثله فهو سوف يرعاك ويسعدك؛ لأنه يحبك كثيراً”، وهذه حقيقه فهو يحبني بجنون. خطوبتنا أوشكت أن تكمل سنة، لكن مشاعري انقلبت منذ فتره لا أعرف لماذا؟ هل من كثر المشاكل التي حدثت مؤخراً مع أنها أشياء يمكن أن تحدث بين أي خطيبين؟ لكنني أنزعج بسرعة ولا أصفى بسرعة ولا أستطيع أن أنسى “الزعل” خصوصاً إذا تكرر كثيراً؛ ولأن شخصية خطيبي هادئة ومن النوع الخجول وصوته منخفض، ولا يتكلم كثيراً خصوصاً في وجود ناس آخرين حتى لو أقرباء، فهذا يزعجني لأنني أحب المرح والكلام وأحب أن أكون سعيدة، لكن هو أكثر الأوقات يعمل مشاكل و”خناقات” دون سبب، وأنا “أتعصب” لدرجة أنه يمكن أن أقول كلاماً يضايقه، ومع ذلك يرجع هو يتصل ويرسل رسائل ويصالحني وينسى ما حدث بعد أن يخنقني من “الخناق”. لكن عندما تحدث مشكلة أخرى يعود يقلب القديم والجديد ويخنقني بالاتصالات والرسائل لدرجة أنني كرهت “الموبايل”، ولم أعد أحب أن أتكلم معه ولا أراه، والأسباب كثيرة، وهو لا يجيد معالجة الأمور وليس عنده أسلوب، وشخصيته ضعيفة، وأنا لا أحب ذلك، من كثرة صفاته السلبية، وكثيراً ما أشعر أنني أخشن منه لدرجة أنني “أقرف” منه ومن كلامه ومن صوته. مع أنني كنت أحب كل حاجة فيه، لكن يمكن لأننا خُطبنا قبل أن نعرف بعضنا جيداً، وأنا وافقت على خطوبته؛ لأنني متأكدة أنه يحبني جداً، وحنون جداً، ويعاملني “كويس” ويتحملني. وقلت يمكن أحبه، لكن لم يحدث. ولا أُريد أن أتزوجه مع أنني أحاول، ونحن الآن نجهز للفرح وغير قادرة على أن أحبه، ودائماً أتعلل أحاول تأخير الزفاف. وللعلم انه لم يكن أول حب في حياتي، فقد أحببت شاباً قبله، وجرحت منه، ويمكن يكون قد تسبب لي في عقدة. ولا أُريد أن أصارحه حتى لا أجرحه؛ لأنني أعلم معاناة الجرح جيداً. ولو تزوجته سيكون بسبب إسعاده هو، وإسعاد أهلي على حساب سعادتي أنا، ولا أُريد أن أشعر بالندم أو أُطلق بعد الزواج، وأنا بصراحة عندي عقدة نفسية من الطلاق وأخاف من الطلاق يمكن لأن أختي كانت متزوجة وطلقت بعد زواج دام سنه تقريباً، مع أنها تزوجت ثانية وتعيش سعيدة جداً لأنها تحب زوجها الحالي؛ لذا أنا خائفة وقلقة من الزواج، وغير قادرة على التصرف، والمشكلة أن الموضوع بدأ يظهر عليّ وخطيبي بدأ يشعر أنني تغيرت، وأمي لاحظت، وأناس كثر لاحظوا أنني “أتخنق” منه بسرعه. خديجة س. النصيحة فتاتي: أحيي فيك صراحتك ووضوحك، وقد حاولت كثيراً اختصار رسالتك، وهي في الحقيقة تتضمن أكثر مكن مشكلة، الأولى عدم ثقتك في نفسك، وخوفك من الفشل، وخوفك من حكم الناس عليك بالفشل، وموافقتك على خطيبك بعد قصة حب فاشلة إرضاء لمن حولك، أو هروباً من فشلك الأول مع حبيب القلب، ومن ثم تجربة أختك، لكن هذا لا يخفي تناقضاتك في الحكم على خطيبك بين الطيبة والحنان والهدوء والخجل وحبه الجنوني لك ، وبين صفاته الأخرى التي لا تحبينها وباتت “تقرفك”. إنني فقط سأتوقف عند رأيك فيه أن “شخصيته ضعيفة”، وهو أخطر إحساس يمكن أن تمر به الزوجة تجاه زوجها، ومن ثم ستفقدين احترامك له، ومن ثم ليس هناك حب دون احترام، وأستطيع أن أجزم أن إحساس عدم الاحترام لا يمكن أن يعالج ولا يعدل إن تسلل إلى قناعة الإنسان. وبالتالي ستكون صورة زوجك باهتة ومشوشة وغير مقنعة لك، وقد قلتها بوضوح “إنني (أتخنق) منه، أو أقرف منه”، ولا أجد في قاموس اللغة لفظاً يمكن أن يقال أو يعبر عما بداخلك بعد هذا القول! إن مجمل ملاحظاتك حول خطيبك تنم عن عدم قناعة أو تقبل، ولو كان الأمر يتعلق بخلافات حول الطبائع أو المواقف لكان الأمر سهلاً أو محتملاً، لكن للأسف أستشعر أن “قرفك” سببه صفات وسمات وطبائع تتعلق بالشخصية. ابنتي.. ليس هناك بد من الصراحة والوضوح والمكاشفة مع أهلك، واحذري أن تحاولي (ابتلاع قرفك)، وعدم قناعتك إلى ما بعد الزواج، فألم يوم أخف كثيراً من آلام أيام وسنين وعمر طويل، فالخطبة جعلت وسنت للاختبار، فاحزمي أمرك، وراجعي مشاعرك، وأهدئي وتخلصي من عقدك، وواجهي نفسك، وتحلي بالشجاعة مع ذاتك، حتى لا تندمي، وعليك بصلاة الاستخارة، واتخذي قرارك دون تردد مهما كانت النتائج، ونتمنى لك التوفيق”. فراغ في حياتي المشكلة عزيزي الدكتور: تزوجت منذ أكثر من ست سنوات، ورزقت والحمد لله بطفلين “ولد وبنت”، ويمكن القول إننا متفاهمان ومتفقان (أنا وزوجي) على كل شيء تقريباً، ولا نختلف فيما بيننا إلا في أشياء بسيطة وعابرة، ونظراً لأن طبيعة عمل زوجي تقتضي بقاءه خارج المنزل فترة طويلة، وعندما يعود إلى المنزل لا يكون هناك متسع للحديث معي، وإذا تحدث فلا يكون إلا في الأشياء الضرورية، وهذا طبعه وقد تعودت عليه. المشكلة التي تواجهني إحساسي بوجود فراغ كبير في حياتي، وأرغب في إقامة صداقات مع نساء أخريات من الجارات أو القريبات أو المعارف، ولكنني أتردد، وأخشى أن صادقت واحدة منهن أن تبتعد عني، وهذه الخشية ليست جديدة علي، ولكنها صفة لازمتني منذ الصغر، فإنني أجد نفسي محبة للجميع، ولا أكره أحداً حتى لو أساء إليّ، ولا أبحث عن المشاكل، بل أحاول أن أتجنبها دائماً، ورغم ذلك فإنني أشعر أنني غير قادرة على إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين واتحسس دائماً من فرض نفسي على الآخرين حتى لا أشعر أنني أثقل بنفسي عليهم. فماذا افعل. خديجة س. النصيحة أود أولاً أن أُثني على قناعتك بحياتك، ورضاك بزوجك، وتقديرك لظروفه وطبعه، وتدركين جيداً أن المشكلة ترجع إليك واعترفت بذلك بأنها ليست وليدة ما بعد الزواج، وهذا مؤشر جيد للتغيير. ليس هناك عيب في أن نعترف بعيوبنا حتى يمكن أن نصلحها ما أمكن لنا ذلك، وما دمنا نمتلك الرغبة في الإصلاح والتغيير، وهذه الرغبة يتوقف عليها أكثر من تسعين بالمئة من فرص النجاح. إن قلة الاختلاط والاحتكاك في مجتمعاتنا المحافظة، وطبيعة وأسلوب التربية والتنشئة الاجتماعية، وخوف الأهل على الفتاة في مراحل الطفولة والمراهقة، والحرص الزائد، قد لا تسمح بالتأكيد للفتاة من حرية تكوين صداقات إيجابية مع الفتيات مثلها، أو قد تمنعها ظروفها من اكتساب هذه الخبرات، وقد تساهم أساليب التربية في الأسرة في تكوين نمط معين من الشخصية تشعر صاحبتها في كثير من الأحيان بفقدان الثقة بالنفس وعدم القدرة على مجاراة الآخرين والتكيف والتوافق معهم، أو التخوف من إقامة علاقات اجتماعية حميمة دون سبب محدد. هذا بالإضافة إلى سلبية زوجك ومشاغله، وعدم إتاحة فرص الحوار المتبادل بينكما من جهة، وإتاحة فرص التعارف والاختلاط وإقامة علاقات اجتماعية مع الأسر الأخرى كالجيران والأقارب. على أية حال.. عليك أن تنمي ثقتك بنفسك، ولا تخجلي من الاقتراب من الأخريات، وعليك من جانب آخر أن تلفتي نظر زوجك شيئاً فشيئاً إلى ما ينبغي أن يقوم به كلما كان ذلك ممكناً، واجعلي ذلك مدخلاً مقنعاً ومثيراً لاهتمامه وحرصه، وحاولي إخراجه من صمته بأسلوب لا يثير ضيقه، وحاولي أن تقتربي من جاراتك وقريباتك ممن تجدين فيهن من الصفات ما يروق لك، ولا تتحسسين من شيء غير موجود، وحاولي أن تستثمري المناسبات الاجتماعية في إقامة علاقات إيجابية، وتبادل الزيارات كلما سنحت لك الفرص بذلك دون التأثير السلبي على التزامات بيتك وأسرتك وأولادك، وان تضعي في اعتبارك أنه ليس هناك ما يستحق أن تخافي منه، وتعاملي مع الناس ببساطة ووضوح، وثقي في نفسك، وحاولي أن تتخلصي من أي إحساس سلبي يلازمك، وتدريجياً ستشعرين بأن الأمور طبيعية ولا تستحق منك هذا القلق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©