المفاوضات العراقية - التركية في طريق مسدود

أكدت قيادة الجيش التركي أنها لن تتخذ قراراً بالتوغل داخل أراضي كردستان العراق لحين اجتماع رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان مع الرئيس الأميركي جورج بوش بواشنطن في الخامس من نوفمبر المقبل· وذكرت شبكة ''سي إن إن'' التركية أن المسؤولين العراقيين عرضوا خلال المفاوضات تسليم 18 من قادة ''الكردستاني'' لكن المسؤولين الأتراك أبدوا شكوكاً في قدرة بغداد على الوفاء بالتزاماتها كون السيطرة على إقليم كردستان بيد حكومته الإقليمية، بينما أعلن قائد القوات الأميركية بشمال العراق أن قواته لا تنوي القيام مطلقاً بأي إجراء ضد المسلحين الانفصاليين، ملقياً بالمسؤولية على قوات الأمن الكردية المعروفة بالبشمركة· وقد جدد نائب رئيس الحكومة التركية جميل جيجك عزم بلاده على شن عملية عسكرية إذا لم تقم الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان المدعومتان من قبل الأميركيين باجتثاث المسلحين وتسليم جميع عناصرهم· قصف تركي لأهداف بشمال العراق··وتصاعد وتيرة الحشود كثفت تركيا أمس الضغوط على الحكومة العراقية بمطالبتها الوفد الأمني العراقي في أنقرة بتسليم جميع قيادات حزب العمال الكردستاني الانفصالي وأكدت انها قصفت أهدافا بشمال العراق لكنها لم تبدأ توغلا بريا شاملا معلنة أن مجموعة المقترحات التي حملها الوفد العراقي المفاوض ''غير مرضية'' وأبدت تشاؤمها بشأن امكانية التوصل الى صفقة مقنعة تحول دون شن عملية عسكرية ضد المسلحين الانفصاليين قبل مغادرة الوفد العراقي اليوم الى بغداد· وقال جميل جيجك نائب رئيس الوزراء التركي عصر أمس إن تركيا تريد من العراق تسليم كل قادة حزب العمال الكردستاني الانفصالي بشمال العراق· وكان جيجك يتحدث في مقابلة تلفزيونية فيما اجتمع مسؤولون عراقيون وأميركيون وأتراك في أنقرة لـ''مباحثات اللحظة الأخيرة'' لمحاولة اثناء تركيا عن القيام بتوغل في شمال العراق لمواجهة المتمردين· وقال جيجك ''كل واحد هناك (أعضاء حزب العمالي الكردستاني في شمال العراق) مذنب· انهم مجرمون على الأقل لأنهم أعضاء في منظمة إرهابية·'' وأضاف ''نريد تسليمهم جميعا'' مشيرا الى أن أنقرة سلمت العراق قائمة باسماء متمردي الحزب· ومنعت أنقرة وزير داخلية اقليم كردستان العراق كريم سنجاري من دخول أراضيها لحضور المحادثات الجارية· وأكد دبلوماسي تركي كبير أن مجموعة المقترحات التي عرضها الوفد العراقي الرفيع على تركيا ''غير مرضية'' لانها تحتاج لوقت طويل لتعطي نتائج· وكان وفد عراقي رفيع يقوده وزير الدفاع العراقي اللواء عبد القادر جاسم العبيدي ووزير الأمن القومي شيروان الوائلي قد بدأ مساء أمس الأول محادثات مع المسؤولين الأتراك في أنقرة حول كيفية شن حملة على حزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي يستخدم شمال العراق قاعدة ينطلق منها لشن هجمات على تركيا· وقال العبيدي إنه يحمل مقترحات عملية لاحتواء الأزمة غير أن الدبلوماسي التركي الذي طالب بحجب هويته، قال إنها لم تلب مطالبنا وتوقعاتنا مكتفيا بالقول ''اقترحوا قطع خطوط الدعم اللوجستي من المتمردين وتقييد تحركاتهم وإغلاق المكاتب التابعة للميليشيا''· ونقلت شبكة ''سي ان ان'' التركية عن مسؤولين عراقيين قولهم إن الجانب التركي طالب تسليمه 153 قياديا في الحزب الكردي الانفصالي مبينة أن الجانب العراقي ابدى استعداده لتسليم 18 قياديا في الحزب المتمرد· بيد أن جيجك أكد رغبة بلاده في اعتقال جميع القياديين في ''العمال الكردستاني'' مشيرا الى أن هناك من سيقدمون للمحاكمة لانتمائهم لمنظمة ''إرهابية'' وهناك من سيحاكمون لشنهم هجمات ضد المواطنين الأتراك وعملوا قادة للمجموعة المتمردة· وجدد نائب رئيس الحكومة التركية عزم بلاده على شن عملية عسكرية اذا لم تقم الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان المدعومتان من قبل الأميركيين باجتثاث المسلحين· وفي إشارة واضحة لقادة اقليم كردستان العراق قال'' إذا كان هناك من يستفيد من وجود هؤلاء المتمردين فدعه يدفع الثمن''· وذكر المصدر الدبلوماسي نفسه أن جاسم سيجتمع مع نظيره التركي وجدي جونول لإجراء محادثات اليوم قبل أن يغادر أنقرة· وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري أبلغ الصحافيين ظهر أمس بقوله ''محادثات مهمة جدا تجري· هناك نتائج ايجابية''· والتقى الوزيران العراقيان بوزير الخارجية التركي علي باباجان ووزير الداخلية بشير اتالاي· وذكرت محطة ''ان تي في'' الاخبارية التلفزيونية ان باباجان توجه الى مقر قيادة هيئة اركان الجيش لإجراء مشاورات في حين اطلع وزير الداخلية، رئيس الوزراء طيب رجب أردوجان الموجود في رومانيا، هاتفيا على فحوى المحادثات· وتزامن الجولة مع قصف مواقع المتمردين واستمرار إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية· وكانت طائرات الهليكوبتر تنقل أيضا المزيد من القوات الى الحدود· وذكرت مصادر أمنية ان 10 طائرات هليكوبتر من طراز سيكورسكاي تحمل جنودا وعتادا عسكريا اقلعت من بلدة يوسيكوفا في اقليم هكاري وتوجهت الى منطقة داجليجا القريبة من الحدود العراقية· وقال مصدر عسكري في جنوب شرق تركيا ''بدأنا ننقل مزيدا من القوات من أقاليم اخرى الى اقليم سيرناك''· قائد أميركي: ليس لدينا تعليمات بالتدخل في كردستان أعلن قائد القوات العراقية بشمال العراق الميجور جنرال بنجامين مكسون أمس، ان قواته لا تخطط لاتخاذ أي إجراء للتصدي لهجمات مسلحي حزب العمال الكردستاني عبر الحدود العراقية ضد الأراضي التركية مشيرا الى ان المحافظات العراقية الشمالية الثلاث تقع تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان وانه لم يتلق تعليمات للقيام بأي عملية على الحدود مع تركيا· وفي رد على سؤال حول خطة قواته ضد مسلحي ''الكردستاني'' بشمال العراق أجاب بقوله ''لا شيء''· وإزاء إلحاح الصحفيين بواشنطن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، قال مكسون من شمال العراق '' دعوني أوضح لكم·· المحافظات العراقية الشمالية الثلاث تقع تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان ولهذه الحكومة قوات أمنية· مسؤولية أمن الاقليم تقع على عاتقها''·