العمانيون يختارون اليوم ممثليهم في مجلس الشورى

يتوجه اكثر من 388 ألف ناخب في سلطنة عمان الى صناديق الاقتراع اليوم السبت لانتخاب ممثليهم في مجلس الشورى للدورة السادسة التي تستمر أربع سنوات· وأكد سعود بن ابراهيم البوسعيدي وزير الداخلية العماني أن الوزارة أنهت جميع الترتيبات اللازمة لإجراء الانتخابات· وأوضح أن فرز نتائج الانتخابات سيتم آليا فيما ستعلن النتائج فور انتهاء الفرز في نفس اليوم وتوقع أن يتم ذلك في غضون ساعات قليلة حسب الكثافة في أعداد الناخبين· وكانت وزارة الداخلية العمانية قالت في وقت سابق إنها جهزت 102 من المراكز الانتخابية في مختلف ولايات السلطنة حيث يتنافس في هذه الدورة 632 مرشحا من 61 ولاية على 84 مقعدا هي إجمالي عدد أعضاء مجلس الشورى· ويجري التصويت في يوم واحد بجميع الولايات بينما أدلى العمانيون المقيمون في الخارج بأصواتهم في 20 من الشهر الجاري من خلال 11 موقعا انتخابيا في سفارات السلطنة· وأجرت الحكومة العمانية تعديلاً سمح لكل مواطن يبلغ من العمر 21 عاماً في أول يناير في عام إجراء الانتخابات أن يدلي بصوته بعد تسجيل اسمه في السجل الانتخابي للمنطقة التي يقطنها، وذلك بعد أن كان الشيوخ في المناطق والولايات يتحكمون في تحديد من يملك حق الانتخاب في مناطقهم· وحول اخر الاستعدادات لانتخابات مجلس الشورى كان لـ (الاتحاد) عدد من اللقاءات مع بعض المسؤولين والمشرفين على الانتخابات الذي أكدوا ان مسيرة الشورى في السلطنة حظيت على مدار فتراتها السابقة برعاية كبيرة من السلطان قابوس بن سعيد· مشيرين الى ان المجلس اصبح شريكا اساسيا للحكومة العمانية وعاملا فعالا في التنمية واستحداث الخطط والبرامج الانمائية مؤكدين أن هذه المسيرة اصبحت نموذجا يحتذى به بما وصلت إليه من تطور ونماء· وقال وزير الداخلية العماني ورئيس لجان الانتخابات إن وزارته وضعت خطة عمل منذ عامين وقد تم تطبيق هذه الخطة بنجاح وسارت كما رسم لها بتعاون وتكاتف الجميع كما قامت الوزارة بتنظيم حملات توعوية في كافة الولايات للتأكيد على أهمية الانتخابات وضرورة مشاركة العمانيين· وأبدى الوزير ارتياحه الكبير لسير الانتخابات التي تمت في عدد من مراكز الانتخابات التي تم فتحها في عدد من سفارات السلطنة في 20 أكتوبر الجاري حيث استقبلت هذه السفارات الناخبين منذ الصباح الباكر وأدلوا بأصواتهم في جو ساده النظام والتفاعل مؤكدا في هذا الجانب انه سيتم استخدام كافة الوسائل الحديثة المحصنة بتقنية المعلومات لضمان النزاهة بالاضافة الى أنه يمكن للمرشحين الحضور وقت فتح صناديق التصويت عند بدء العملية الانتخابية موضحا في هذا الصدد أن انتخابات مجلس الشورى تتم بكل شفافية ووضوح لجميع المرشحين والناخبين فعلى طول الفترات الماضية لم يرصد تدخل أحد فيها حيث إن الفيصل بين المرشحين هو صندوق الاقتراع· وحول حظوظ المرأة في انتخابات الدورة الحالية، قال البوسعيدي إننا نتعامل مع المرشحين والمرشحات على حد سواء ولا يمكن أن نقدر حظوظ المرأة المرشحة على الرجل المرشح إلا من خلال التصويت وعلى المرأة المرشحة أن تشحذ الهمم وتبذل الجهد والتركيز والتخطيط داعياً الناخبين في اختيار من يروه مناسبا مؤكدا أن معيار الناخب العماني هو الأصلح والأكفأ بالنسبة له ولولايته بغض النظر عن كون هذا المرشح قريبه أو من قبيلته· من جانبه قال رئيس مجلس الشورى العماني الشيخ أحمد بن محمد العيسائي إن مسيرة الشورى بدأت عندما تم تأسيس المجلس الاستشاري عام 1981 حيث صدرت العديد من الدراسات التي اهتمت بتقديم الخدمات الاساسية في جميع المناطق العمانية والدليل على ذلك أن الكثير من المشاريع الخدمية كانت بتوصيات من مجلس الشورى والحكومة العمانية التي بدورها ايضا تسترشد بهذه التوصيات· واضاف العيسائي ان ''مجلس الشورى غاية وطنية قد تحققت، وكثير من الخطط والقوانين التي سنتها الحكومة للحفاظ على كثير من القطاعات الاقتصادية كانت تناقش في مجلس الشورى أو يقوم المجلس من خلال أعضاء لجانه بالمشاركة فيها''· وبالنسبة لمشاركة المرأة العمانية في مسيرة مجلس الشورى ترشحا وانتخابا قال العيسائي إن ''المرأة هي شقيقة الرجل ونحن في عمان لدينا القوانين التي لا تفرق بين الرجل والمرأة سواء كان قانون الخدمة المدنية أو قانون العمل العماني، الا باستثناء ما أورد في الشريعة فالمرأة في السلطنة اتيح لها المجال لتتبوأ أعلى المناصب فهناك 4 حقائب وزارية للمرأة'' ، فضلا عن شغل المرأة للعديد من المناصب القيادية الاخرى كوكيلة وزارة وسفيرة وغيرها من القيادات النسائية المختلفة في السلطنة· وعن الرؤية المستقبلية لمجلس الشورى خلال المرحلة المقبلة قال العيسائي إن هناك رؤية متفائلة للفترة السادسة الجديدة التي نأمل أن تفرز انتخاباتها أعضاء قادرين على التفاعل مع المرحلة القادمة من مسيرة المجلس، وان يكون لهؤلاء الأعضاء دور بارز في اثراء وتطوير الاداء بالمجلس وان يكون هناك وعي باحتياجات المرحلة القادمة وبما يلبي تطلعات السلطان قابوس بن سعيد للارتقاء بهذا المجلس الى الامام· وفي رده على سؤال حول فاعلية اللجان الداخلية بمجلس الشورى قال العيسائي ''ان اللجان الداخلية تقوم بزيارات ميدانية وفقا لما تتطلبه القضايا التي تقوم هذه اللجان بدراستها حيث تتركز الزيارات الميدانية لهذه اللجان بمقتضى حاجة الموضوع المدروس، حيث من مسؤوليتها القايم بمثل هذه الزيارات للتثبت من الحقائق والقضايا التي بصدد الدراسة ونحن نستطيع القول وبكل أمانة إن هذه اللجان أدت دورها خلال المراحل السابقة وأتت بالنتائج المطلوبة''· من جانبه قال وزير الزراعة سالم بن هلال الخليلي إن مسيرة الشورى في عمان هي تجربة رائدة متميزة في كل مراحلها وخطواتها الغنية بالنجاحات والمبادرات الغير مسبوقة التي ارتقت بهذه التجربة· الدعاية الانتخابية ضمن الإجراءات الجديدة التي استحدثتها اللجنة الرئيسية لانتخابات مجلس الشورى للفترة السادسة، وحددتها اللائحة التنظيمية للانتخابات، موضوع الدعاية الانتخابية، وتعريف المرشح بنفسه عن طريق الملصقات واللوحات الاعلانية· وحددت اللائحة أن تكون الدعاية الانتخابية وفق الأحكام الصادرة، بحيث يسمح لأي مرشح القيام بها من تاريخ إعلان القوائم النهائية للمرشحين وتستمر لليوم السابق مباشرة لليوم المحدد لإجراء الانتخابات الذي يحظر القيام في بأي نوع من أنواع الدعاية الانتخابية· ومع أن اللائحة حظرت على المرشح أو من ينوب عنه تنظيم وعقد الاجتماعات وإلقاء الخطب الانتخابية في الساحات العامة ودور العبادة والمعاهد والأبنية الحكومية والأندية والمؤسسات الخاصة أو ما شابهها، كما يحضر عليه استخدام مكبرات الصوت أو نشر أية إعلانات تخص الانتخابات بما في ذلك الصور والرسوم والكتابة على الجدران ووسائل النقل المختلفة، إلا انها اجازت للمرشح ان ينشر عن طريق الإعلان بالصحف المحلية اسمه وصورته ونبذة تعريفية عنه وفقا للضوابط التي تحددها اللجنة الرئيسية للانتخابات· وعلى ذلك انتشرت في العديد من الشوارع وعلى الابنية اللوحات الاعلانية التي تعرف بالمترشحين وتقدم سيرتهم الذاتية وخبراتهم العملية، وتعرف الناخبون على مترشحي ولاياتهم عن طريق الصحف المحلية، التي حفلت هي الأخرى بإعلانات الترشح وفق قواعد اللائحة التنظيمة لانتخابات الشورى· وزيرة التعليم العالي: تجربة الشورى أهم روافد النهضة اكدت راوية بنت سعود البوسعيدي وزيرة التعليم العالي أن تجربة الشورى في عمان هي من اهم الروافد الحضارية التي جادت بها النهضة العمانية وهذا النهج المتمثل في مجلس الشورى يعكس مدى التلاحم القوي بين الحكومة والمواطن وذلك من أجل دفع مسيرة التنمية في السلطنة وفق أسس تعتمد المشاركة بين الحكومة والمواطن مشيرة الى ان تجربة الشورى اسهمت في حل الكثير من القضايا، واستطاعت أن توصل صوت المواطن وتترجم مشاغله اليومية كما حققت التجربة نوعا من الشفافية وتجدداً من مرحلة الى أخرى· استكمال جميع الاستعدادات لإجراء الانتخابات اكد السيد خالد بن هلال البوسعيدي مدير عام شؤون الحدود رئيس لجنة التحضير والإعداد لانتخابات مجلس الشورى وعضو اللجنة الرئيسية للانتخابات بوزارة الداخلية ان انتخابات الفترة السادسة لمجلس الشورى تم التحضير لها منذ فترة طويلة، حيث شكلت وزارة الداخلية لجانا خاصة بالتوعية قامت بزيارة جميع ولايات السلطنة وعقدت العديد من اللقاءات والاجتماعات مع المواطنين وتوعيتهم بأهمية الانتخابات والمشاركة فيها واضافة لذلك قامت اللجنة الرئيسية للانتخابات بعقد اجتماعات دورية طيلة الأشهر التي سبقت الانتخابات وقامت بدراسة الاستعدادات وتحضير اللجان والمراكز واتخذت القرارات المناسبة التي انصبت في إنجاح عملية الاستعداد للانتخابات· واضاف البوسعيدي ان يوم الانتخابات هو يوم من الايام التي يسجلها التاريخ لكل شخص شارك وسيشارك في الانتخابات حيث إنه حدث وطني تاريخي ومفخرة لكل مواطن ومواطنة ان يشارك فيه خاصة وان الشورى تجسد الديمقراطية الحقيقية التي نعيشها على ارض السلطنة·واشار الى ان ادخال نظام الدعاية عن طريق الاعلان عبر الصحف واللافتات في الشوارع هي خطوة جديدة تمت الموافقة عليها في اجتماعات اللجنة الرئيسية وهذه فكرة ايجابية وجيدة وهي فرصة ليتمكن كل شخص من معرفة المترشحين بولايته وسيرتهم وغيرها من الضروريات التي يرغب الناخب في معرفتها عن المترشحين لتمثيل الولاية·وقال البوسعيدي ان عملية الانتخاب واختيار الاعضاء التي تمت في سفارات السلطنة بالخارج يوم السبت الماضي كانت مبشرة بالخير حيث ان الاقبال عليها كان جيداً وهذا يعكس مدى وعي المجتمع باهمية الشورى في البلاد والحرص الكبير من قبل المواطنين على الادلاء باصواتهم حتى وهم خارج البلد والمشاركة بالواجب الوطني في كل الظروف·