الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة تزداد تفاقماً

27 أكتوبر 2007 02:01
ما زالت الأزمة التي قامت بين شريكي الحكم في السودان تراوح مكانها رغم انقضاء نحو أسبوعين من بدايتها، بل لعلها زادت وتعمقت أكثر بما أعلنه نائب رئيس الجمهورية والرجل الثاني في قيادة حزب المؤتمر الوطني من تعثر عنيف للحركة الشعبية واتهامها بأن وراء قراراتها الأخيرة أيادي صهيونية وجهات أخرى لم يسمها، وقال إن الحركة الشعبية قامت بتحركات عسكرية على حدود الشمال والجنوب توحي بأنها تستعد للحرب، وأضاف السيد علي عثمان محمد طه أن حزبه يرفض اللجوء لتدخل إقليمي أو غيره في الأزمة وأن الحل يكمن في الرجوع للحوار· وأشار نائب الرئيس إلى حديث للأمين العام للحركة الشعبية ''باقان أموم''، الذي اقترح فيه أن تعقد دول (الإيقاد) قمة طارئة للنظر في شكاوى حزبهم من أن الحزب الآخر لا يريد تنفيذ الاتفاقية· وتستمر الحملة الإعلامية ضد الحركة الشعبية وأولى وسائلها الإذاعة والتلفزيون السوداني الذي لا تملك الحركة الشعبية منهما صوتاً· وعلى الصعيد السياسي العام فإن التجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم لفيفاً من الأحزاب والمنظمات السياسية المعارضة أعلن تأييده للحركة الشعبية التي عادت لتنشيط عضويتها فيه· إن المجتمع الدولي يتابع تطورات هذه الأزمة عن كثب حتى أن الحكومة الفرنسية اقترحت عقد مؤتمر دولي يتكون من دول (الإيقاد) إضافة إلى أصدقاء الإيقاد وكذلك دعوة جمهورية الصين والمملكـة العربيــة السعوديــة وذلــك لحــل الأزمة بين الشريكين، ولكن قيادة المؤتمر الوطني، أعلنت رفضها لذلك الاقتراح معلنة أن اتفاقية (نيفاشا) ومؤسساتها القائمة في السودان كفيلة بحل الأزمة· إن رفض المؤتمر الوطني لتدخل إقليمي أو دولي في الأزمة لا يعني أن ذلك سيكون مستحيلاً، ذلك لأن الدول المشار إليها وكذلك منظمة الأمم المتحدة كانت راعية لاتفاقية (نيفاشا) ويهمها في المقام الأول أن تنفذ كل بنود تلــك الاتفاقيــة لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها· ولهذا فإن الكرة كما يقولون هي الآن في معسكر دول (الإيقاد) وفي مجموعات أصدقاء (الإيقاد) ليطرحوا ما يرونه بشأن الأزمة رغم رفض المؤتمر الوطني لذلك التدخل· وغني عن القول إن الأزمة القائمة ستكون لها انعكاساتها على الوضع البالغ الخطورة في دارفور، وأول تلك الآثار أن المؤتمر المزمع عقده في ليبيا خلال الأيام المقبلة بهدف الوصول إلى اتفاق بين حكومة السودان والفصائل المتمردة في دارفور والرافضة لاتفاقية أبوجا قد لا يتم وقد يتم ذلك لأن تلك الفصائل تقول مثلاً (وما جدوى الاتفاق مع الحكومة إن هي كانت غير وفية في اتفاقها مع الشريك الأول في الحكم معها)· وهكذا فإن ألازمة القائمة على مستوى الحكم المركزي بين الشمال والجنوب واستمرار تفاقم الأزمة في دارفور وانسداد الطرق والمنافذ لحلها، كل ذلك يضع عبأً ثقيلاً على السودان بأكمله وقد يقوده كل ذلك الاضطراب إلى تدهور كامل في اللحمة السودانية، وقد لا يضل السودان كما كان وهو ما نرجو الله ألا يكون··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©