الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات النفط في العالم الثالث تشتم رائحة النفط الفنزويلي

شركات النفط في العالم الثالث تشتم رائحة النفط الفنزويلي
27 أكتوبر 2007 00:48
عندما انسحبت كل من مؤسسة اكسون موبيل وشركة كونوكو فيليبس من مشاريع في فنزويلا فإنهما تركتا وراءهما أكثر من مجرد الحقوق على إنتاج النفط، فهذان العملاقان في مجال النفط خلفا وراءهما التكنولوجيا والمعارف القيمة التي بات من المكن أن تقع في أيدي منافسيهما الحريصين على اكتشاف أقصى حد ممكن من النفط الثقيل، وهو نوع النفط الأكثر صعوبة وتكلفة في المعالجة والتحول إلى وقود مكرر مثل الجازولين عما هو الحال بالنسبة لما تطلق عليه الصناعة اسم ''الخام الخفيف''· ولكن النفط الثقيل أصبح يكتسب قيمة وجدوى اقتصادية متزايدة مع ارتفاع أسعار النفط كما بات يشكل مصدراً حيوياً وشديد الأهمية في السباق العالمي على تأمين المزيد من الإمدادات الجديدة· وكما ورد في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' مؤخرا فإن الإرث التقني الذي خلفته هاتان الشركتان الغربيتان في فنزويلا بات من الممكن أن يزود المنافسين بالفرصة على امتلاك الخبرة اللازمة لحفر الآبار المتقدمة وتحسين جودة النفط الخام ومنع الحوادث المكلفة كما يشير المحللون، بل أن الدخول إلى هذه المعارف من شأنه أن يبرهن على ازدهار لشركات النفط الوطنية التي تسيطر على اكبر المكامن في العالم والتي مازالت تعتمد على تكنولوجيات تقليدية يتم تبادلها بالعلاقات العامة مع كبريات شركات الطاقة· والى ذلك قررت كل من اكسون موبيل وشركة كونوكو فيليبس الانسحاب من مشاريعهما في حزام اورينكو في فنزويلا في يونيو الماضي في وجه الضغوط التي مارسها عليهما الرئيس الفنزويلي جوهر شافيز اثر مطالبته لجميع شركات النفط الأجنبية بقبول شروط تعاقدية اقل تفضيلاً لمصالح الشركات، وفي الوقت الذي أصبحت فيه اكسون موبيل في انتظار قرارات التحكيم الدولي فقد دخلت شركة كونوكو فيليبس في محادثات بشأن تعويضات مع فنزويلا التي ترفض حتى الآن التطرق الى التكنولوجيا أو الأموال التي أنفقتها وتكبدتها هذه الشركات في هذه التكنولوجيا· ومازال مصير التكنولوجيا المتخلفة يحيط به الغموض على الرغم من أن أي شركة تستفيد منها يمكن أن يسفر عن تحد قانوني، إذ يقول جيمس لوفتيز رئيس إدارة حل النزاعات في مكتب فينسون آند ايلكينز القانوني في لندن: ''إن استخدام فنزويلا لأي موجودات خاصة بأكسون موبيل على سبيل المثال لا يمكن أن يبطل حقوق هذه الشركة الخاصة بالملكية الفكرية المضمنة في هذه الموجودات، تماما كما أن أي جهة تستقل الملكية الفكرية عبر انتهاك حقوق اكسون موبيل سيتعين عليها بالضرورة دفع تعويضات للشركة''· بيد أن شركة بتروليز دي فنزويلا النفطية الحكومية في الدولة والمعروفة اختصاراً باسم (PDVAS) قد رفضت التعليق على ما ستفعله بالموجودات والتكنولوجيا التي خلفتها الشركة وراءها، ويعتقد المراقبون في الصناعة بأن شركة (PDVAS) تبحث عن شركاء دوليين تتقاسم معهم النفقات والتحديات الفنية لتطوير النفط الثقيل في إقليم اورينكو بالإضافة إلى تقوية العلاقات السياسية مع دول أخرى في ظل استمرار تحدي شافيز للولايات المتحدة الأميركية· وكما يقول مانويل تريفينو رئيس مؤسسة ان سي تي بتروليرا لاتينو اميركانا الشركة الخاصة في إسبانيا والتي تنتج النفط والغاز في كولومبيا والمكسيك وتكساس وتوفر خدمات الاستشارة للشركات العالمية في فنزويلا: ''لقد أصبح من السهل جداً على أي شركة تدخل في شراكة مع فنزويلا أن تستفيد من المعدات والممارسات التي خلفتها الشركتان في حزام اورتيكو''· ويذكر ان فنزويلا من الدول العديدة الغنية بالموارد التي أحكمت قبضتها على احتياطيات النفط والغاز في الوقت الذي صعدت فيه الأسعار إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة، وفي العديد من الأماكن بدأت الحكومات تنتهك وتتخلى عن الاتفاقيات المبرمة في سنوات سابقة عندما كانت أسعار النفط متدنية ويتعين على الدول تقديم شروط أفضل لاجتذاب الاستثمارات· ولكن النفط الثقيل الأكثر لزوجة والأشبه بالمربى في قوامه يتسم بصعوبة في الإنتاج والمعالجة اكبر مما هو عليه الحال بشأن النفط التقليدي، والآن فإن التدفقات الجديدة للنفط الخام في العالم من المعتقد أن يهيمن عليها النفط الثقيل والذي يعتقد أيضا بأن فنزويلا تستلقي على بعض اكبر احتياطيات هذا النوع من النفط· إذ تشير إحصائيات شركة PDVAS إلى أن حزام اورينكو يطفو على أكثر من 1,3 تريليون برميل من النفط الثقيل ويمكن استخراج 235 مليار برميل منها بواسطة التكنولوجيا المتوفرة حاليا، والآن وبعد خروج شركتي اكسون موبيل وكونوكو فيليبس أول وثالث اكبر شركتين اميركيتين على التوالي في مجال إنتاج النفط من حيث القيمة السوقية فقد أصبحت الساحة خالية بالكامل للعديد من الشركات في العالم لكي تحقق المكاسب وتساهم في استخراج النفط في هذه المنطقة· إذ يقول فرانسيسكو بيلو مدير الإدارة الاميركية في شركة آي اتش اس ورئيس العمليات السابق في شركة PDVAS : ''تعتقد بأن شركة PDVAS سوف تفضل اختيار شركائنا اعتمادا على رؤية جيوسياسية حيث تشير دراساتنا إلى أن الشركات من اميركا اللاتينية والصين والهند وفيتنام وروسيا وإيران بالإضافة إلى بعض شركات النفط العالمية سوف تصبح الأقرب للحصول على شراكة مع PDVAS للعمل في اورينكو''· علماً بأن شركة بتروبارس الإيرانية ومؤسسة النفط والغاز الطبيعي الهندية ولوك اويل الروسية والمؤسسة الوطنية للبترول الصينية بالإضافة إلى شركة بتروليو برازيليريو البرازيلية تتمتع بموطئ قدم في حزام اورينكو الفنزويلي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©