الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدونون ينشرون قصصهم مع الحوادث في أسبوع المرور الخليجي

مدونون ينشرون قصصهم مع الحوادث في أسبوع المرور الخليجي
16 مارس 2010 21:33
هذا الأسبوع تحتفل دول الخليج بأسبوع المرور الخليجي الموحد السادس والعشرين تحت شعار «احذر أخطاء الآخرين» ما دفع أغلب المدونين لنشر قصصهم المختلفة مع حوادث المرور، البعض تعرض لها وهناك من كاد أن يتعرض لها، الكل يكتب ويروي تجاربه المختلفة مع أخطاء الآخرين في الشارع. كتب المدون الإماراتي أسامةhttp://osama.ae مساء هذا اليوم مررت بموقف جعل شعيرات جسمي كلها تقف من شدة الرعب، فبينما كنت أقود السيارة عائدا إلى المنزل، فجأة ومن دون سابق إنذار إذا بأحد الآسيويين يظهر أمامي محاولا قطع الشارع عند أحد المنعطفات ، و لولا ستر الله لكنت اصطدمت به و حولت جسده إلى أشلاء، حيث لم يفصلني عن ذلك سوى مليمترات قليلة، حتى أنني من شدة هول الصدمة أوقفت سيارتي لعدة ثوان وسط الشارع بعد أن تسارعت دقات قلبي بشكل رهيب خشيت معها أن يتوقف في أي لحظة! بقيت لبرهة قبل أن أكمل طريقي بعد أن استوعبت هول المفاجأة، ثم جلست أفكر بعدها ماذا لو قمت فعلا بدهس الرجل؟ سأدخل في متاهات و (حيص بيص) أنا في غنى عنها، فإذا ما قررت الهروب من موقع الحادث كما يفعل أغلب المتورطين في حوادث الدهس من باب (الشردة نص المريلة) فسأظل مطلوبا من قبل السلطات إلى أن يتم إلقاء القبض علي في نهاية المطاف، و إذا ما قررت مواجهة الموقف بشجاعة و نقل المصاب إلى المستشفى أيضا سيتم القبض علي، وإذا ما توفي المصاب من جراء الحادث فالورطة ستكون أكبر، فسوف يطالبني ذووه بدفع مبلغ الدية الشرعية، شركة التأمين من المفترض أن تتكفل بالمبلغ كاملا حسب بنود البوليصة لكن الإجراءات الروتينية عادة ما تستغرق وقتا طويلا، حتى تتأكد الشركة فعلا أنني قمت بدهس الرجل بشكل (قانوني)..!! الهواجس الشيطانية و بما أنني (مفلس) حاليا فسيتم إيداعي في السجن طوال هذه الفترة جنبا إلى جنب مع المجرمين و القتلة و المتورطين في الجرائم الأخلاقية، أو أن يتكرم أحد رجالات الخير ويقوم بدفع المبلغ، سيارتي ستتحطم وسيكلف إصلاحها (هذا إذا لم يتم شطبها) مبلغا كبيرا، سأضطر طبعا للغياب عن بيتي و أسرتي و سوف تتعطل جميع مصالحي خلال هذه الفترة، وإن طالت مدة غيابي سيتم طردي من عملي، سيرتي سوف تصبح على كل لسان و الجميع سيرمقني بنظرات الشفقة و في داخلهم ترن هذه العبارة: “مسكين أسامة ّ(دعم) واحد”، سيستلم بعد فترة أهل ذلك الآسيوي مبلغ الدية و سيتحولون بسببه إلى أثرياء في بلدهم، في حين سأعيش بعد خروجي من السجن أزمة نفسية حادة من جراء الحادث الذي سيظل محفورا في ذاكرتي و ذاكرة الجميع إلى فترة غير قصيرة، و سأكون مطالبا هذا الصيف بصوم شهرين متتابعين ككفارة للقتل غير العمد! لحسن الحظ أن المسافة إلى المنزل لم تكن بعيدة و إلا كنت استرسلت في تلك الهواجس الشيطانية إلى ما لا نهاية، فمازلت أذكر سيناريو الحادث الذي مر به أحد أقربائي و الذي استنبطت منه جميع المراحل الأليمة التي ذكرتها أعلاه. السؤال الذي دائما ما يدور في بذهني؛ ما ذنبي كسائق سيارة إذا كنت ملتزما بجميع قواعد و أنظمة المرور و (ماشي في حالي) لكي أتورط في هذه المعمعة الطويلة؟ و السبب الرئيسي هو رغبة ملحة لأحد (المجانين) بالانتحار تحت عجلات سيارتي!؟ نتسامح في الخفيفة أما السعودي صالح عبدالله الهزاع http://www.abuziad.ws فقد كتب :تعودنا على الحوادث الخفيفة و الشنيعة ، نتجمهر في الشنيعة و يتعطل السير، حتى و لو كان الحادث في الاتجاه المقابل ! و نتسامح في الخفيفة بكل سهولة و ربما لم ننزل من السيارة لنرى مقدار التلف الذي لحق بالسيارة و كأن شوارع الرياض أصبحت ميدانًا كبيرًا للعبة تصادم حقيقية ! بل إني ليخيل إليّ أحيانا و أنا أشاهد التجاوزات في السرعة من حولي أني في لعبة بلاي ستيشن ! يوم الإربعاء الماضي حصل لي حادث شنيع نجوت منه و الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، اعتبره ثاني أخطر حادث حصل لي و رأيت فيه الموت بعينيّ الاثنتين ! حينما نزلت من السيارة و وقفت على رجلي و تفقدت نفسي فلم أجد غير بعض الخدوش و الرضوض المتفرقة لم أصدق نفسي و عرفت أن كل ما في الأمر أن ساعتي لم تحن بعد ، و إن كل ما حدث كان رسالة مفادها أن الأمر قد يحدث في أي لحظة فكن مستعدًا ، و قد وصلت الرسالة ! الشيء الذي أسعدني أني تذكرت التلفظ بالشهادة في تلك اللحظة ، و أتمنى أن أتذكرها مرة أخرى عندما تحين اللحظة الحقيقية ، كلنا راحلون عن هذه الحياة في لحظة ما ، قد تكون متوقعة و قد تكون غير متوقعة و بدون مقدمات! في تلك اللحظة سوف تنسى كل ما كان و كأنه لم يكن من الأساس ، سوف يكون تفكيرك كله مركزاً على ما هو آتٍ و قادم ، سوف تنسى كل شيء جميل و كل شيء قبيح ، سوف تنسى اللذيذ و الأليم ، سوف تنسى الغالي و الرخيص ، لن يبقى إلا تفكيرك في نفسك ، في ذاتك ، في مصيرك ! كم تشبه تلك اللحظة اليوم الآخر ، و كأنها جزء منه ، و لذلك سماها العلماء ” القيامة الصغرى “. شكراً لكل الذين سألوا عني أو هاتفوني ، لا أراكم الله مكروهاً في أنفسكم و لا من تحبون ، أما الذين لم يعلموا إلا الآن فأقول لهم أنا بخير و لله الحمد ، لم يكن هناك من داع لنفجعكم بالخبر في ساعته ، أعلم قدري عندكم و محبتي في قلوبكم ، أدام الله بيننا و بينكم الألفة و المحبة . لحظتي الأخيرة السعودي ميس أبو صلاح http://mais.maktoobblog.com كتب أيضا حول نفس الموضوع ، فقال: حوالي السادسة و النصف من عصر يوم الخميس 29 - 5- 2008 . شرطي السير يعطي إشارة للسيارات في المسرب الذي كنت أقود سيارتي فيه بالمرور (القادمين من شارع مكة) بينما توقفت السيارات القادمة من شارع المدينة المنورة، إلاّ سيارة واحدة كانت “طايرة” و لم تتوقف أو تتمهل لتتأكد من إِشارة الشرطي بالتوقف مما أدى إلى اصطدام هذه السيارة بسياراتي من جهة ، لكنّ قوّة الضربة لم تتوقف عند هذا الحد، بل تسببت الضربة في تغيير اتجاه مسير سيارتي و اصطدامها في السيارات المتوقفة بالاتجاه المقابل (الذاهبين إلى شارع المدينة المنورة). لم ينتج عن الحادث إصابات بشرية، سوى بعض الألم في كتفي، و أصبت بذهول لبعض الوقت كون الضربتين كانتا متتابعتين، و حين تلقيت الضربة الأولى أحسست أن هذه هي لحظتي الأخيرة في الحياة. و عندما أفقت من الصدمة اكتشفت أنني نجوت بأعجوبة… زجاج النافذة مهشم تماماً (نجوت من تشوه و جهي)، حزام الأمان خفف من الضربة الثانية ( لم يتهشم وجهي و لم يكن هناك أي كسر في العظام)، الباب لا يفتح و قد عطب تماماً و لا زلت على قيد الحياة… لا يمكنني القول إلى أن سبب النجاة الوحيد هو العناية الإلهية - الحمد لله. لكن ما أود أن أتحدّث عنه ليس كل ما ذكرت سابقاً، بل هو موضوع أهم و أخطر…. بينما كنّا في انتظار “شرطة” قام المتسبب بالحادث بالاتصال بالميكانيكي الخاص به قائلاً: “ايمتا أجيبلك المرسيدس؟” فقال له صاحب السيارة المتضررة الثالثة: “شكلك بتعمل حوادث كتير” فرد عليه: ” كتير. انا و ولادي بنعمل حوادث كتير و مرة ابني هد حيطة بالسيارة… إحنا عيلة مشاعيط” و قالها بكل فخر و ثقة. أرأيتم استهتاراً أكثر من هذا؟ هل يستحق أمثاله قيادة السيارات و حمل الرخص؟ ألا ترون أن أمثاله هم السبب الرئيسي في خطف الأرواح يومياً؟
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©