السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيئي».. مجموعة تطوعية تجمعها هموم مشتركة

«بيئي».. مجموعة تطوعية تجمعها هموم مشتركة
16 مارس 2010 21:27
إنهم شباب المستقبل كما يعلنون عن أنفسهم، مدركين كم للسلوكيات اليومية من تأثير على بيئتهم أرادوا المساهمة بالنشاطات وحملات التوعية من أجل تعزيز السلوكيات الإيجابية على البيئة وإبعاد تلك السلبية فتجمعوا من عدد من المؤسسات التعليمية، وبالتالي هم طلاب وطالبات للعلم وسموا مجموعتهم “بيئي” والتي تكتب بالإنجليزية Be-E، تحت شعار “شباب الإمارات العربية المتحدة من أجل البيئة، ولوغو الكرة الأرضية التي يحلمون بمساهماتهم المتواضعة في تحسين ظروفها البيئية في مواجهة الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ. لماذا اسم “بيئي” بالعربية والأحرف اللاتينية؟ تقول منى محمد لرضي الطالبة الجامعية في اختصاص الصحة البيئية (سنة ثالثة) في جامعة الشارقة، إن أعضاء المجموعة اجتمعوا وأرادوا تمييز نفسهم باسم يؤكد على عنصر الشباب في المجموعة، كون جميع الأعضاء طلاب في مختلف الجامعات ومن كل إمارات الدولة، فوجدوا أن ترجمة “بيئي” لن تميزهم (إنفايرونمنتال) ففضلوا الإبقاء على الكلمة بالعربية وكتابتها بالأحرف اللاتينية للقراء باللغات الأجنبية وتحديداً الإنجليزية. وهذا ما يقوم به شباب اليوم في العادة في محادثاتهم على مواقع المحادثة والمنتديات في شبكة الإنترنت، فإذا لم يكتبوا بالعربية، يكتبون باللاتينية الكلمات العربية. وأساس “بيئي” كاسم هي “كن بيئي” أو “بي إنفايرونمنتال” فألغيت “كن” ليوافق أعضاء المجموعة على الاختصار بكلمة “بيئي”. بداية مبشرة “بيئي” ولدت بالصدفة إذ كان الجامع بين الطلاب الـ 14 والمنتمين إلى جامعات متعددة هو هيئة أبوظبي للبيئة التي تنظم مؤتمرات وحملات توعية ونشاطات بيئية متنوعة، وفي مايو 2009 وجهت الدعوة لمختلف الجامعات في الإمارات للمشاركة في مؤتمرها الذي حمل عنوان “شباب متحدون لمواجهة التغير المناخي”، وكان مؤتمر -فيديو بمشاركة جنوب إفريقيا والهند بالإضافة إلى الإمارات العربية المتحدة. وتقول منى، كما يؤكد يوسف الحمادي (هندسة الكترونية- كلية التقنية العليا) أنهم شعروا بأن لديهم أكثر للقيام به من مجرد المشاركة كمتطوعين أو حاضرين أو مشاركين في تنظيم المؤتمرات، لعطائه في سبيل بيئة أفضل، ومن فكرة بسيطة احتشد حولها الشبان والشابات، بدأ العمل الجاد لإضفاء صفة رسمية وتأسيس كيان مستقل للمجموعة الشبابية التطوعية فكان تأسيس “بيئي” العام المنصرم وتوالت الاجتماعات والنشاطات التي بدت متواضعة في البداية وطامحة للمستقبل، بحيث أن “بيئي” تعمل على تنظيم نشاطات للأولاد والشباب وكل أفراد الأسرة لمناسبة يوم المياه العالمي الموافق في 22 مارس وذلك في عطلة الأسبوع التي تليه. وفي البرنامج المبدئي ألعاب يمكن أن يشارك فيها أفراد الأسرة من مختلف الأعمار، الكبار والصغار، وجوائز وهدايا للفائزين بها، وكل الألعاب المدرجة تعتبر ألعاباً تربوية بيئية تضيف من الحصيلة العلمية للمشاركين والحضور في عدد من المواضيع البيئية الحسّاسة من التوفير في استهلاك الطاقة (الكهرباء مثالاً) وفي استهلاك المياه. تقول منى: “توالت اجتماعاتنا وتابعنا تطوعنا كمجموعة في العديد من الفعاليات التي كانت تنظم على مستوى دولة الإمارات، إلى أن قررنا تعزيز كياننا كمجموعة عبر مشاريع ونشاطات نقوم بها من أجل توعية الناس حول أهمية المحافظة على البيئة”. وتشير منى إلى أهمية جذب عنصر الشباب إلى المجموعة لأن الأربعة عشر شخصاً هم البداية التي تتأمل أن تتعزّز بعناصر إضافية من طلاب الجامعات على مستوى الدولة. من جهته يتحدث يوسف الحمادي عن اهتماماته الشخصية بموضوع البيئة التي لا يفصلها عن اختصاصه في الهندسة الإلكترونية، إذ يرى أن ثمة سبلاً متعددة في اختصاصه لابتكارات ولتصنيع أجهزة مساعدة في خدمة البيئة، فهو ومنذ السنة الأولى في الجامعة شارك مع طلاب صفّه في مشروع عن الاحتباس الحراري الذي دفعه للانخراط أكثر فأكثر في المشاريع والنشاطات التي تعنى بالمحافظة على البيئة، ومن تطوع ومشاركة في مؤتمر لطلاب الجامعات على مستوى الخليج العربي إلى إجراء بحث خلاله عن أشجار القرم والبيئة، نال المركز الأول في مجاله، تشجع للانضمام لمجموعة “بيئي” الحديثة، وسيكون نشاطه الأول معها في يوم المياه العالمي. ويشير يوسف إلى أن الإعلام التوعوي غير مقصر لجهة العناية بالبيئة، ولكن ثمة فجوة بين ما يعرفه الناس وما يقومون به، ومن هنا، يرى أن من أهم أهدافه تحويل الوعي والإدراك لمشاكل البيئة إلى فعل. ويأمل أن تتحول مجموعة “بيئي” كما مؤسسة “تكاتف” إلى مجموعة لها ثقلها على الأرض بين الشباب المتطوعين، إنما في مجال البيئة كتخصص لهم. ومن حياته اليومية، يلاحظ يوسف ضرورة توفير عدد أكبر من سلات المهملات في شوارع أبوظبي، والبداية بتوزيعها وفق تقسيم أنواع النفايات في محاولة للفت الانتباه لضرورة عملية تسهيل تدوير النفايات التي رأى أنها ستنعكس إيجاباً على تشجيع الناس لفرز نفاياتهم في المنازل قبل رميها. تقاطع الأهداف علي عبد الله العفيفي (سنة أولى هندسة كهربائية في كلية التقنية العليا) يقول عن مجموعة “بيئي” التي ينتمي إليها إن “أهدافي تلاقت مع أهداف المجموعة، لأنني منذ البداية أهتم بالتوعية على المشاكل البيئية وعلى سبل المحافظة على البيئة، وقد حاولت أن أقوم بمشروع في الكلية كان زميلي يوسف في المجموعة قد شرع به قبل سنتين وهو تدوير النفايات الورقية، وقمت بدراسة ووجدت أن الكلية تستخدم مليوني ورقة كل ثلاثة أشهر ولكن عدم تجاوب الطلاب والكلية حال دون متابعتي للمشروع، لذا أجد أن تأسيس مجموعة خاصة قد يكون البداية للالتزام بمشاريع توعوية وأخرى تنفيذية على الأرض للمحافظة على البيئة”. ويضيف علي “لمست أن هناك اهتماماً لدى الناس عند تزويدهم بالمعلومات الضرورية التوعوية حول البيئة، إذ سبق لي أن ألقيت محاضرة في الكلية في اليوم العالمي لطبقة الأوزون وكانت ردود الفعل إيجابية جدا، وعلى الصعيد الشخصي فقد بدّلت معظم اللمبات في المنزل بتلك الموفّرة للطاقة”. فعالية مباشرة أما عامر سالمة (سنة ثانية هندسة كهربائية في المعهد البترولي) فيشير إلى أنه تمكن من التأثير على الصعيد الشخصي بأفراد أسرته وهم يطبقون نظام اللمبات الموفرة للطاقة في مختلف أرجاء المنزل، ويلفت إلى أن القيام بفعل يومي صغير وربما يبدو تافهاً وغير ذي أهمية للبعض، بوسعه المساهمة في حماية البيئة. ويرى من خلال تخصصه أن ثمة مجالات واسعة لإيجاد طاقة بديلة تخفف من التأثير السلبي على بيئة الأرض. ويقول عامر “ثمة آمال كبيرة وكثيرة في المجموعة التي أسسناها، ومن دون شك بوسعنا تحقيق هذه الآمال بالعمل الجاد، متمنين أن يستمع إلينا الناس ويقومون بخيارات مفيدة للبيئة ويجعلون منها خياراتهم الأولى في منازلهم وفي محيطهم. ويلخص رؤيته لمجموعتهم “بيئي” بأنها توحّد الجهود عوض تبعثرها في نشاطات ومشاركات فردية. المحافظة على البيئة ترى منى أن الهدف الأول للمجموعة هو إثبات وجودها بقوة على الأرض كي يتشجع الناس للمشاركة والتعاون في نشاطاتها، وتبدي استياءها ممّن يدركون ما لسلوكياتهم اليومية من تأثير سلبي على البيئة ولا يعمدون لإحداث أي تغيير في هذه السلوكيات، مشيرة إلى أن الأجيال المتعاقبة تعاني من الآثار السلبية للسلوكيات المسيئة للبيئة، وأن طموحها تأهيل البيئة وتحويل الكلام إلى فعل، خصوصاً “أن البيئة ليست حدثاً واحداً بذاته إنما سلسلة مترابطة، وبالتالي قد تكون سلسلة من الأفعال الإيجابية المحافظة على البيئة وقد تكون سلسلة سلبية تفاقم من المشاكل البيئية بدل أن تجد لها حلاً مناسباً”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©