الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ليبيا تحيي الذكرى الثالثة للثورة وسط انعدام الأمن

ليبيا تحيي الذكرى الثالثة للثورة وسط انعدام الأمن
18 فبراير 2014 00:12
عواصم (وكالات) - خرج مئات الآلاف من الليبيين مساء امس إلى شوارع وميادين المدن، احتفالا بالذكرى الثالثة لثورة 17 فبراير التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في أجواء من الريبة والقلق وسط أزمة سياسية عميقة واستمرار انعدام الأمن. وشهدت معظم المدن الليبية احتفالات شعبية حملت أعلام الاستقلال وأطلقت الألعاب النارية، فيما انتشرت وحدات أمنية وعسكرية في الشوارع والميادين لحماية المحتفلين، وبخاصة في مدينتي بنغازي ودرنة. وغص ميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس بالمحتفلين فيما أقفلت جميع الشوارع الرئيسية المؤدية إليه بجموع بشرية بينما شهدت شوارع وميادين الأحياء القريبة من العاصمة ازدحاما شديد للسيارات المزينة بالأعلام والتي أطلقت أبواقها بهذه الذكرى رغم الأوضاع الأمنية التي تعيشها معظم المدن الليبية.وعكست هذه الفرحة وهذا الخروج الذي قدر بمئات الآلاف عزم الليبيين على التمسك بالثورة رغم الإخفافات التي صاحبتها. ودعا رئيس البرلمان نوري ابو سهمين في كلمة الليبيين إلى تناسي الخلافات والتسامح، مشددا على ضرورة أن يمسحوا بأيدي المحبة ما خلفته أيدي التفريق والتمزيق. وأعلن أن البرلمان توصل في جلسته إلى توافق بين كتل ومستقلين، للذهاب إلى انتخابات في أسرع وقت وان يسلم قانون الانتخابات إلى المفوضية العليا للانتخابات في زمن أقصاه نهاية شهر مارس المقبل. وأشار إلى أن أعضاء البرلمان توافقوا كذلك على تعديل دستوري يتعلق بحقوق المكونات اللغوية والثقافية الامازيغ والتبو والطوارق، مشيرا إلى أن هذا التعديل يمكن الامازيغ من الانضمام إلى لجنة 60 بالمقعدين المخصصين لهم. ودعا رئيس الوزراء علي زيدان الليبيين إلى التحلي بالإرادة في مواجهة الصعوبات السياسية والاقتصادية التي تشل البلاد. وقال زيدان بالمناسبة إن «التحدي القائم هو تحد حقيقي يواجهه الليبيون ولكن يقابل هذا التحدي إرادة مقتدرة تنطلق من إرادة الثورة التي فرضت نفسها في لحظات اليأس هذه الثورة لا تسمح للوطن ولمسار الثورة أن يتداعى لغير رجعة وتتلافاه ليعود لمساره الطبيعي، هذا إنجاز عظيم وضمانة لكي تستمر ليبيا وتبقى». وأضاف أن «هذا التحدي ينبغي أن يعيشه الليبيون، وغمار الثورة ليس غمارا سهلا فيه تحديات ومصاعب وفيه استحقاقات تحتاج لجهد ومثابرة، فينبغي ان تكون الإرادة حاضرة والقدرة على مواجهة الأحداث حاضرة، وينبغي ان تكون إرادة الشعب لمواجهة كل من يقف في طريقه ليحول بينه وبين اختياره الحر الديمقراطي الممنهج الذي يتسم بالطابع الحضاري الديمقراطي». ولم يعلن عن أي برنامج رسمي لهذه الذكرى الثالثة لكن تنظم عدة احتفالات عفوية منذ السبت في عدة مدن، لا سيما بنغازي حيث انطلقت التظاهرات الأولى ضد النظام في 15 فبراير 2011 قبل أن تتحول إلى حركة منظمة في 17 فبراير. وفي طرابلس برمجت احتفالات أمس في ساحة الشهداء في قلب العاصمة، حيث أقيمت منصات زينت بأعلام الاستقلال. وأعاد متطوعون طلاء الأرصفة ووضعت مصابيح ملونة في كبرى الشوارع. لكن العديد من الليبيين عبروا عن شعورهم بالحزن. وقال «تريبوليتانيان» على تويتر إن «الاحتفالات ستكون فقط من اجل الاحتفال، وليس هناك ما يدعو إلى الافتخار نظرا للوضع الحالي في البلاد». وقال أحمد الفيتوري الأستاذ الجامعي لفرانس برس «لم ينجز شيء خلال هذه السنوات الثلاث وما زلنا نراوح مكاننا» مضيفا ان «سرق ثورة الشعب سياسيون في نزاع متواصل». وتسود الفوضى في ليبيا التي تتخبط في أزمة سياسية غير مسبوقة. وفعلا يواجه المؤتمر الوطني العام (البرلمان) اكبر هيئة سياسية وتشريعية منذ نهاية يناير حركة احتجاج بسبب قراره المثير للجدل تمديد ولايته التي كان يفترض ان تنتهي في السابع من فبراير، حتى ديسمبر 2014. وأكد أن «البلاد في مأزق لان القادة الجدد يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح الأمة بتمسكهم بالحكم». إلى ذلك، أشاد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج امس بالتضحيات التي قدّمها الليبيون في السعي وراء الحرية، بمناسبة مرور الذكرى الثالثة لثورتهم التي أطاحت بنظام العقيد معمّر القذافي. وقال هيج إن ثورة 17 فبراير كانت مظاهرة لطموحات الشعب لبناء ليبيا أفضل يتمتع فيها جميع الناس بحرية التعبير عن آرائهم وممارسة دور فعّال في تقرير مستقبل بلدهم، وتفخر المملكة المتحدة بالدعم الذي قدمته لهم خلال الثورة ولا تزال ملتزمة بدعم ليبيا للتغلب على إرث أربعة عقود من سوء حكم القذافي وتأثيره على بلدينا. وأضاف أن ليبيا أحرزت تقدماّ منذ عام 2011، لكن لا تزال أمامها تحديات كبيرة وحاجة ملحة لتحقيق تطلعات الثورة، ومن الأهمية بمكان وضع دستور جديد للبلاد يكرّس حقوق الإنسان لجميع الليبيين ويصون التبادل السلمي للآراء في إطار شامل ومستقل، ويسهّل الحوار الوطني. وشدّد هيج على ضرورة تمسّك جميع المؤسسات الليبية بالمبادئ التي كافحت من أجلها الثورة وهي، حرية التعبير، وحرية تكوين الجمعيات، ونظام عدالة نزيه وشفاف، ونظام سياسي ديمقراطي. وأكد أن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم جميع الليبيين في سعيهم لتأمين مستقبل حر ومزدهر، والمساعدات التي نقدّمها لهم في مجال الدفاع والعدل والأمن هي دليل على ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©