ثلاثة شعراء يقرأون في الحزن والحب والوطن

استضاف نادي الشعر في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقره على قناة القصباء بالشارقة، مساء أمس الأول الشعراء: عمر أبو سالم وحنين عمر ومحمود نور في قراءة شعرية أدارها الشاعر نصر بدوان، وذلك ضمن النشاط الأسبوعي للنادي. قرأ في مستهل الأمسية الشاعر عمر أبو سالم مهيئاً الحضور لحزن في الشعر، فكان لحسن الإيقاع وعذوبة الصوت إضافة لجماليات القول الشعري لديه سحر جعله يحظى بالتصفيق والمقاطعة غير مرة أثناء القراءة. بدأ بقصيدة حملت عنوان “قبل أن نفترق”، وانتهى برياح الخريف غير أنه مرّ بـ”نشيد الصدى”، القصيدة الجديدة التي قد تكون الأكثر شفافية وحزناً من بين ما قرأ الشاعر أبو سالم: “لم يبق في المصباح ضوء شارد، وذبالة المعنى تنوس.. وخافقي نبض تراخى.. ودَّ لو يوماً يبوح والعمر يوشك أن ينوء بثقله عبثاً أكابد وحشتي بين السفوح وسوى التلعثم ليس لي من مهرب، ناءٍ يخبئ ما تناثر في العراء، وما تفتّح من جروح”. من هذه الخبرة الرصينة في القراءة أمام المنبر إلى صوت شعري جديد وموهوب في الإلقاء الذي يعتمد ما يشبه غناء بسبب عروض الشعر، تمثل بالشاعرة حنين عمر التي قدمها للجمهور برنامج شاعر المليون وحققت خلال مسابقته موقعاً متقدماً، حيث قرأت قصائد معدودة قصيرة انتسبت إلى عمود الشعر العربي الكلاسيكي، من بينها “بقي القطار وحيداً” على الخريطة، وتقول فيها: “معي لا تأتمل وطناً سوى قلبي فقد سقطت محطات القطاراتِ معي لا تأتمل شيئاً سوى حبي وتذكرتين في كل المطاراتِ سنمضي نحمل الأحلام في كف وفي كف حقائب من خيالات فلا تحزن إذا لامست أحزاني ولا تحزن إذا شاهدت دمعاتي”. وأخيراً كانت قراءة محمود نور، الذي وصفه الشاعر نصر بدوان بأنه شاعر الإمارات والعراق وفلسطين، وجاءت قراءة متنوعة وثرية لجهة الشكل الشعري فقرأ قصائد تنتمي إلى التفعيلة وأخرى إلى عمود الشعر العربي الكلاسيكي، ليختم بقصيدة من الشعر النبطي في مقاربة شعرية مع قصيدة الشاعر الإنجليزي أوسكار وايلد تحمل عنوان “القطة”، قال قبل قراءتها إنها بإيحاء من هذه القصيدة: “دامها قربك .. تريّث في خطاك بنت صبح تلتحف ثلج وبرَد طفلة تحت الثرى ترقب نداك تنتظر آخر عبارات الوعد شوف حتى القحويان اللي هناك تستمع له.. ان تفتح وان هجد”.