على الرغم من زحام المسلسلات خلال شهر رمضان المبارك، لم يشدني من تلك المسلسلات إلا القليل، وبعد استعراضها وجدتها متسربلة بسوداوية حتى النخاع، حتى انتابتني حالة من الاكتئاب إلى أن وجدت ضالتي، فريج··· هذا البرنامج الكرتوني محلي الصنع، استطاع أن يخرج المشاهد من دائرة التكرار وعن كل ما هو مستهلك من مواضيع قد حفظها المشاهد عن ظهر قلب ومن أول مشهد، عدا عن ذلك المبالغة في طرح بعض المواضيع وتضخيمها لزوم الإثارة والتسويق للعمل، والغريب وبالرغم من كل تلك المحاولات لشد انتباه المشاهد وكل تلك الفبركات نجد أن هناك مللا وفراغا كبيرين يعاني منهما المشاهد المظلوم، وحالة من عدم الرضا تطغى على انطباعات الأغلبية، فإلى الآن لم يستطع منتجو الدراما تحقيق المعادلة التي من أهم عناصرها المتعة والتشويق والفائدة·
والملاحظة التي استوقفتني هذه السنة وكأنها موضة، هي كمية الضرب أو العنف بشكل عام التي تخللت أغلب الأعمال، أما الظلم فحدث ولا حرج·· ''بصراحة قلبي عورني''، فالمقارنة ما بين مسلسل كرتوني خفيف الظل لا تتجاوز مدة عرضه أربع عشرة دقيقة وكم من المسلسلات يقف وراءها كتاب ومخرجون وطابور من الفنانين النجوم، ربما يجد فيها البعض نوعا من الظلم والإجحاف لتلك الأعمال، فوجه المقارنة لديّ هو الرضا الكامل للملايين من المتابعين لمسلسل ''فريج'' وللسنة الثانية على التوالي الذين يؤكدون نجاحه الباهر وبدون منافس، فقد استطاع سحب البساط من تحت الكثير من الأعمال، فمهندس فريج استطاع بموهبته هو والمجموعة التي معه تحقيق المعادلة التي عجز عن تحقيقها من سبقوه في مجال الانتاج التلفزيوني بأشواط، فالعمل يلتف حوله ساعة عرضه الكبار والصغار ومن مختلف الجنسيات، فاللهجة المحلية لم تكن عائقاً في كسب ود المشاهد، بل على العكس كانت عاملاً مساعداً في انتشاره ونجاحه وفي توصيل ما يحمل من رسائل ومضامين اجتماعية راقية تعنيه بأسلوب ممتع وشيّق، بدليل اقتباس الجماهير الكثير من سيناريوهات شخصيات المسلسل وتداولها فيما بينهم وهذا ما لم يحدث منذ زمن طويل، فتحية لفريق عمل المسلسل المبدعين وإلى مايسترو العمل الشاب محمد سعيد حارب وإلى كل من وقف وراء انجاح هذا المشروع الفريد وبتوليفة إماراتية 100 في المئة·· فشكراً لكم لأنكم أمتعتمونا في كل إطلالة لكم، إلى درجة حرصنا على متابعة الإعادة في وقتها، ونبصم لكم بالعشرين ونقول كما قالت الشاعرة (نهن نهبكم نهن·· وفريج إنجاز ما يتقدر بثمن)·
عدد اليوم
