الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزمن في لبنان يعود إلى الوراء مهنة «البوابرجي» تستعيد عرشها بسبب الغلاء

الزمن في لبنان يعود إلى الوراء مهنة «البوابرجي» تستعيد عرشها بسبب الغلاء
26 ابريل 2009 00:51
عادت مهنة «السنكري» أو «البوابرجي» لتطل من جديد، حيث استخرج الناس من بيوتهم البوابير القديمة، التي كانوا يحتفظون بها كنوع من التراث القديم، وأحضروها لـ»معلم الصنعة» بعد أن نفضوا عنها الغبار، ليطلبوا منه تصليحها وجعلها صالحة للاستخدام. يقول أبومحمد، وهو يحتضن أدواته بين يديه، لم أعد أجد متسعاً من الوقت للحديث، فأنا منشغل على الدوام في إصلاح «بوابير» الكاز. ويقصد العشرات أبو محمد الذي أضحى وحيداً بين أقرانه في محله المتواضع في منطقة الأسواق القديمة في طرابلس، من أجل إصلاح «بوابير الكاز» ليستخدموها في إعداد الطعام هروباً من ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء وتدني الرواتب. ويبين أبو محمد أنه رغب في تعلم المهنة وهو في سن العاشرة من عمره، وورثها من والده وواظب عليها حتى يومنا هذا. ويختصر أبو محمد علاقته بالمهنة بعد كل هذا العمر، بالرضى والحمد. ويقول: «إنها مستورة، لم أحتج لأحد، وهذه أكبر نعمة، عشت من هذه المهنة وتزوجت ورزقت أولاداً ومن خلالها أعانني المولى على إعالتهم جميعاً فأصبحت جداً والحمد لله». أما أبو حسين دقماق، فإنه يفضل استخدام «البابور» بالرغم من متابعه ومساوئه الصحية، فهو أفضل من استخدام الحطب والنار في طهي الطعام، فهو يعيش في شقة ولا مجال لإشعال الحطب مما جعل خيار «البابور» أفضل خيار. وتقول أم شادي التي كانت تطلب من المعلم أبو محمد أن يصلح لها «بابورها»: «منذ أسبوعين فرغت جرة الغاز، ونظراً للارتفاع المتواصل في أسعارها لم يكن أمامي سوى البحث عن (البابور) في بيتي وتصليحه. ويلتقط أبو محمد الحديث ليقول إن العديد من اللواتي تزوجن حديثاً، يطلبن منه على استحياء أن يشرح لهن طريقة عمل وتشغيل (البابور)، فهن لم يعاصرنه إطلاقاً». وتتحدث أم كريم، ربة بيت، عن معاناتها مع «البابور»، فتقول: «لا أستطيع أن أضعه في شقة مغلقة، فأطفالي صغار ويعبثون به وكأنه كائن غريب يرونه لأول مرة، عدا عن أن الغازات والروائح المتصاعدة منه خانقة وضارة بالصحة وتعرض حياة الصغار وحياتي للخطر». ولكنها تستطرد: «لا بديل أمامنا، نريد أن نطعم صغارنا». وما زال لقب «السنكري» يلاحق أبوعبد الأشهر في مدينة طرابلس، فلمسة يده السحرية وحدها كفيلة بحل مشاكل «البابور». وتعلم أبوعبد المهنة من والده صغيراً، لكنه هجرها بحثاً عن حرفة تطعم خبزاً، بعد أن هجر الناس «بوابيرهم»، وأصبحت أفران الغاز على اختلاف تقنياتها سيدة المطابخ، إلا أن «الأزمة الاقتصادية» أعادت «البابور» إلى المطابخ. وأعادت لمصلحيه مهنة أعتقدوا أنها اندثرت. أجواء مسلسل «باب الحارة» على الواقع، فقد عادوا إلى «البابور» والحطب
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©