الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفيتو ضد الناتو··· ومعضلة أوكرانيا وجورجيا

الفيتو ضد الناتو··· ومعضلة أوكرانيا وجورجيا
31 مارس 2008 02:52
قبل قمة حلف الناتو المهمة المرتقبة الأسبوع المقبل، توجد محاولتا أوكرانيا وجورجيا للانضمام إلى أول منظمة أمنية في العالم في وضع صعب، حيث تتقدم عليهما أولويات مثل أفغانستان والدفاع الصاروخي، وتعارضهما دول مؤثرة وذات نفوذ مثل ألمانيا· تجادل الدول المدافعة عن انضمام هذين البلدين -بخاصة دول حلف وارسو السابقة- بأن من شأن رفض شامل للمحاولتين أن يؤدي إلى تداعيات جيواستراتيجية مهمة، ومن ذلك إعاقة ''الثورات الملونة'' الديمقراطية الهشة في هذين البلدين، ومنح موسكو الوقت لدفعهما للعودة إلى سيطرتها، وتشكيل ''فيتو'' روسي حول عضوية الناتو، وفي هذا السياق، يقول ''رونالد آسموس'' -دبلوماسي أميركي سابق يشغل اليوم منصب مدير ''صندوق مارشال'' الألماني في بروكسيل-: ''إنها رهانات كبيرة''، مضيفا ''آمل أن يكون لدينا مخطط بديل، ربما لدينا مخطط من هذا النوع، ولكنني لم أسمع عنه، غير أنه يجب أن يكون مفيدا وجوهريا، فالجوهر مهم أكثر من الكلمات''، وبينما من المنتظر أن تُمنح ثلاث من دول البلقان العضوية، تبحث أوكرانيا وجورجيا عن ''دعوة إلى الدعوة'' للانضمام، غير أن بلدانا أعضاء نافذة، تقودها ألمانيا، تشك في استعدادهما· بالنسبة للرئيس الروسي ''فلاديمير بوتين'' الذي سيشارك كضيف، فيعد انضمام الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين واحدة من أهم القضايا الراهنة، وترى موسكو بصفة خاصة أن أوكرانيا، المهمة من الناحية الاستراتيجية والتي تعد مهد روسيا القديمة، ''خطا أحمر'' لا يمكن تجاوزه، وبالمقابل، يدعم الرئيس ''بوش'' محاولتي أوكرانيا وجورجيا· وحسب عدد من الخبراء، فإن البيت الأبيض لم يقم بما يكفي من أجل التغلب على معارضة ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، التي انضمت إليها اليوم فرنسا، غير أن مصادر من وزارة الخارجية الأميركية أوضحت الأسبوع الماضي أن ''مخطط العمل الخاص بالعضوية'' لا يتصدر قائمة الأولويات· هذا الرأي يجد صدى له في فرنسا قبيل القمة أيضا، حيث يقول ''توماس جومارت'' -مدير الشؤون الروسية في ''معهد العلاقات الدولية'' الفرنسي في باريس-: ''حقيقة أن الناتو يمكن أن يُهزم في أفغانستان، ومسألة أوكرانيا-جورجيا في ذيل الأولويات بالنسبة لنا، فإن مستقبل الناتو ليس هو التوسيع، إنه أفغانستان، ثم أفغانستان، ثم أفغانستان''، ويضيف قائلا: ''إذا أدخلنا جورجيا أو أوكرانيا إلى الناتو، فإن ذلك سيغير طبيعة التحالف من نادٍ عسكري إلى نادٍ سياسي، والحقيقة أنه لدينا ما يكفي من المشاكل في العالم تغنينا عن التوتر مع روسيا''· أما معارضو انضمام جورجيا وأكرانيا، فيجادلون بأن معارضتهم إنما هي معارضة على التوقيت، وليس الجوهر، موضحين أن العضوية ليست مسألة ''هل، وإنما متى''، أما ما إن كان ''بوتين'' أو الرئيس المنتخَب ''ديميتري ميدفيديف'' يوافقان، فتلك مسألة أخرى، وحسب الخبراء، فإن هذا الأمر قد يكون مراوغة عبر الكلمات على اعتبار أن الأعضاء لا يستطيعون القول إن روسيا تمارس نوعا من الفيتو على الناتو، ولكن، ومثلما يقول دبلوماسي من أحد بلدان البلطيق: ''أوكرانيا وجورجيا لن تنضما إلى الناتو بسبب روسيا، ولكن ألا يملك فلاديمير بوتين فيتو في الناتو؟''· عقب انضمام ست دول من بينها دول مجاورة سوفييتية سابقة مثل لاتفيا وليتوانيا وإيستونيا قبل أربع سنوات، باتت موسكو تنظر إلى مزيد من ''توسع'' الناتو في منطقة نفوذها -إلى جانب المخططات الأميركية لمكونات دفاع الصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك- باعتباره تهديدا لأمنها، وفي هذا الإطار، أوضح ''ميدفيديف'' في مقابلة مع صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' هذا الأسبوع أنه: ''لا توجد دولة يمكن أن تَسعد بوجود ممثلين لكتلة عسكرية لا تنتمي إليها بالقرب من حدودها''· وخلافا لعقد التسعينيات، عندما كانت العلاقات الألمانية الأميركية المحرك وراء دخول نحو 10 دول جديدة من الكتلة الشرقية السابقة إلى الناتو، توجد اليوم خلافات جوهرية بين واشنطن وبرلين، فقد عارضت المستشارة الألمانية ''أنجيلا ميركل'' صراحة ''مخطط العمل الخاص بالعضوية'' في موسكو هذا الشهر، كما رفضت أن تلتقي الرئيس الأوكراني ''فيكتور يوشينكو'' والرئيس الجورجي ''ميخائيل سكشفيلي'' في بروكسل في الثالث عشر من ''مارس الجاري عندما سعيا إلى محادثات حول الناتو· ويصف ''فلاديمير سوكور'' -من ''يوروإيجا ديلي مونيتور''- هذه المعارضة بـ''الحملة العامة الشاملة'' من قبل ألمانيا، وإن كان آخرون يقولون إن ألمانيا هي الأكثر جهرا بمعارضتها، ليس إلا، وفي هذا الإطار، يقول هينريخ كريفت''من فريق السياسية الخارجية في حزب ميركل ''الحزب الديمقراطي المسيحي'': ''إن انضمام أوكرانيا إلى الناتو سيشكل إذلالا لروسيا سيستمر على مدى عدة أجيال''، غير أن ''آسموس'' يقول: إن أوكرانيا وجورجيا ينبغي أن تتلقيا حزمة من مخططات العمل الملموسة التي لا ترقى إلى مستوى الدعوة -''لنقلْ 80 في المائة من ''مخطط العمل الخاص بالعضوية''- مثل وجود موظفين وتدريبات الناتو، وزيادة الزيارات، ووضع برامج للأنشطة، والقيام بأشياء حقيقية، فكل ذلك سيمنح الناس سببا للأمل''· في مؤتمر صحافي مؤخرا في بروكسل، قال وزير خارجية لاتفيا ''ماريس ريتكينس'': ''أعرف الشعور الذي ينتاب المرء حين يكون على باب الناتو''، ولكن الانضمام ساعد على ''إصلاح المجتمع، وجعلنا نعيد التفكير في بنيتنا العسكرية، وسمح لنا بحوار داخلي حين لم يكن ثمة حوار''· روبرت ماركاند- بروكسل ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©