الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يترأس اجتماع التخطيط العمراني

محمد بن زايد يترأس اجتماع التخطيط العمراني
25 أكتوبر 2007 03:39
ترأس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي اجتماع مجلس التخطيط العمراني أمس الأول بديوان سموه لمناقشة خطة العمل للسنة القادمة والتي تتضمن استمرار تطوير خطة أبوظبي 2030 وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة والمتعلقة بالتطوير العمراني واستمرارها بالعاصمة· وقدم سعادة فلاح الأحبابي مدير عام مجلس التخطيط العمراني شرحا مفصلا لخطة عمل المجلس خلال العام القادم· ووجه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي بأن يكون لمنطقة العاصمة كيان وصورة معمارية مميزة توحي لسكان وزوار المدينة بمكانة أبوظبي على خارطة المنطقة والعالم، داعيا إلى الأخذ بأفضل المعايير والمواصفات في تطوير المنطقة لتصبح من أرقى مناطق الدولة· واطلع المجلس كذلك على سير العمل لوضع خطة عمرانية لمدينة العين كمرحلة ثانية والمنطقة الغربية كمرحلة ثالثة· وقد أعد فريق عمل المجلس الدراسات الاقتصادية والبيئية ودراسات البنية التحتية لمدينة العين والوقوف على احتياجات المدينة للعشرين عاما القادمة ومن المقرر وضع خطة مكتملة لتطوير المدينة بنهاية شهر مارس القادم· وفي ختام الاجتماع حث سموه أعضاء مجلس التخطيط العمراني والعاملين فيه على التعاون مع القطاع العام والقطاع الخاص والاستفادة من خبرات القطاعين بهدف تطوير مدينة أبوظبي لتصبح عاصمة عالمية تبرز طبيعة الحياة في دولة الامارات العربية المتحدة· إلى ذلك أعلن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا عن استضافة أبوظبي لفعاليات المؤتمر الأول لجمعية ''علماء بلا حدود'' بمشاركة 40 ألف عالم من مختلف التخصصات العلمية والتطبيقية، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يحظى برعاية خاصة من قِبل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث اطلع سموه على خطة التعاون الأكاديمي بين كليات التقنية العليا ومؤسسة الأرض بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية وكذلك جمعية ''علماء بلا حدود''· وأكد معاليه على أن سمو ولي عهد أبوظبي وجه بتكثيف هذا التعاون وتوسيع مجالاته إيماناً من سموه بأهمية تنفيذ مشاريع علمية وبحثية تنبثق عن هذا التعاون، وأوضح معاليه أن سمو ولي عهد أبوظبي أكد على أن هذا التعاون المتميز يترجم رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة كرائدة للسلام العالمي ومشجعة لكل عمل نافع للبشرية، ويخفف من معاناة الإنسان في أي مكان دون نظرٍ إلى لونه أو جنسه أو عقيدته أو لغته· وأكد معاليه على أن سمو ولي عهد أبوظبي وجه بضرورة توفير جميع الإمكانات والموارد اللازمة لاستضافة هذا المؤتمر في أبوظبي وتهيئة المناخ المناسب لهذه النخب من علماء العالم للتفاعل والتواصل والحوار وتقديم رؤى علمية وتطبيقية نيِّرة لحل المشاكل والقضايا التي تواجه دول العالم بالألفية الثالثة· وأشار معاليه إلى أن مؤتمر ''علماء بلا حدود'' يجسد السمعة الأكاديمية المتميزة على المستوى العالمي للتعليم العالي ومؤسساته وخاصة كليات التقنية العليا التي تطرح دائماً مبادرات أكاديمية تتخطى حدود الجغرافيا وتمد جسور التعاون مع المؤسسات والجامعات ومراكز البحث العلمي المتميزة في العالم· مؤكداً على أن اختيار مؤسسة الأرض في جامعة كولومبيا وكذلك جمعية ''علماء بلا حدود'' كليات التقنية العليا لتكون شريكاً أساسياً في تنظيم هذا المؤتمر وإنشاء قاعدة أكاديمية للتعاون البحثي على المستوى العالمي يعكس انفتاح هذه الكليات على العصر وتواصلها مع المجتمع العالمي ومد جسور الإبداع مع مختلف شعوبها· جاء ذلك خلال الجلسة الختامية التي شهدها معاليه أمس بكليات التقنية العليا للطلاب في دبي في ختام أعمال المهرجان الفكري العالمي الثاني بحضور عدد من العلماء الحاصلين على جائزة نوبل وأكثر من 150 مفكراً ومبدعاً وإعلامياً وخبيراً في التعليم على مستوى العالم، كما حضر الجلسة سعادة الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا، وعدد من مديري الكليات والهيأتين الإدارية والأكاديمية· وقد بدأ معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا فعاليات اليوم الختامي للمؤتمر أمس بزرع شجرة السلام في حديقة كلية دبي للطلاب التي غرستها الدكتورة وان غاري ماساي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام لعام ،2004 كما غرست الدكتورة ماساي شجرة مماثلة في حديقة كليات الطالبات في دبي، وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا في كلمته الختامية للمؤتمر على أهمية القضايا العلمية التي ناقشها العلماء والمفكرون في هذا المؤتمر، وهي قضايا ترتبط كلها في الإنسان باعتباره محور التنمية، وتشمل هذه القضايا: مكافحة الفقر والمرض، وحماية البيئة ونشر التعليم والتوسع في استخدام التقنيات الحديثة، وحماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية من الاستنزاف، بالاضافة إلى مكافحة البطالة وإيجاد حلول فعالة لمشاكل الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم مؤخراً· وأشار معاليه إلى أن العلماء والمفكرين قدموا عدداً من التوصيات البارزة ينبغي على المنظمات والهيئات الدولية بمختلف أنحاء العالم الانتباه إليها والعمل على انجازها وترجمتها على أرض الواقع، وفي مقدمة هذه التوصيات زيادة الموارد المالية المخصصة للإنفاق على التعليم؛ ذلك أن استمرار تدني مخصصات التعليم لعدد كثير من دول العالم وخاصة النامية منه يعرقل خطط التنمية ويقود مجتمعات هذه الدول إلى الوراء·· وأوضح معاليه أن العلماء والمفكرين وقفوا طويلاً أمام هذه الجزئية باعتبار أن الإنفاق على التعليم مهما بلغت كلفته يظل أقل بكثير من الكلفة التي تتحملها الشعوب في حال سيادة الجهل وانتشار ثالوث التخلف والمرض والفقر، فالقاعدة العلمية التي أكد عليها العلماء هي أن كلفة الجهل أعلى بمئات المرات من كلفة التعليم، وحذر العلماء من أن استمرار تدني المخصصات المالية للتعليم لا يخدم بأي حال من الأحوال تطلعات قادة العالم وعلمائه ومفكريه للوصول إلى كرة أرضية خالية من النزاعات والحروب والصراع يسودها السلام ويعمها الخير· وأكد معاليه على أن توصيات العلماء والمفكرين التي أجملوها في ختام جلساتهم أمس تركزت على ضرورة محاربة الفقر والاهتمام بالمرأة؛ إذ تشكل المرأة نسبة 60% من اجمالي دائرة الفقر في العالم، وهو ما يعني أن حوالى ثلثي هذه الدائرة من الفقر تكبل المرأة وتعرقل طموحاتها وتحد من أدوارها الحيوية في بناء الفرد والمجتمع والانطلاق بالانسان إلى آفاق عالمية تُعلي من قيم الخير والسلام والإبداع والمساواة· وحول الخطوات التنفيذية التي ستتخذها اللجنة المنظمة للمهرجان لتنفيذ هذه التوصيات وإخراجها للنور أكد معاليه على أنه تم تشكيل فريق عمل لدراسة هذه التوصيات ووضعها موضع التنفيذ من خلال التواصل مع المنظمات الإنسانية والعالمية الأممية المتخصصة، حيث يمكن الاطلاع على خلاصة فكر هؤلاء العلماء والمبدعين الذين استضافتهم كليات التقنية العليا على مدى ثلاثة أيام وتحاوروا وتناقشوا بأجواء من التفاعل الحضاري الراقي الذي يضع الإنسان في مقدمة اهتماماته ويتوجه إليه بهذا النقاش وبتلك الدراسات· وأشاد معاليه في هذا الصدد برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بمسيرة النهضة الحضارية التي تشهدها الدولة في جميع المجالات، مما هيأ لمؤسسات التعليم العالي وكليات التقنية العليا البيئة المواتية لأن تكون أحد أبرز المؤسسات الأكاديمية على مستوى المنطقة، وأن تخط لنفسها موقعاً متميزاً على خريطة الجامعات والمراكز البحثية المرموقة في العالم· كما أشاد معاليه باللفتة الكريمة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لاستقبال نخبة من علماء نوبل ومفكري العالم المشاركين في المهرجان، وأشاد معاليه برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لأعمال هذا المهرجان وزيارة سموه لعدد من جلسات العمل والالتقاء بالعلماء والمفكرين، وتفضل سموه بافتتاح متحف نوبل المقام على هامش المهرجان في قصر الإمارات· وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في تصريحات صحفية لـ ''الاتحاد'' على أن اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعليم ينطلق من ركيزة راسخة أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد ''طيَّب الله ثراه'' الذي جعل من الإنسان محور النهضة الحضارية التي تشهدها بلادنا، والذي أكد دائماً ''رحمه الله'' على أنه ''لا تقدُّم لأي مجتمع لم يسخر الثروة للنهوض بالإنسان''· جلسات المؤتمر وكان العلماء والمفكرون المشاركون في المؤتمر قد ناقشوا أمس مجموعة من القضايا التي تضمنها جدول أعمال المهرجان ومنها آلية إقرار السلام في العالم ونبذ الكراهية والصراع والحروب، بالاضافة إلى محور آخر عن دور الإعلام في تعزيز التعايش السلمي بين العالم ورفع معدلات التنمية البشرية وتشكيل الرأي العالم العالمي نحو الرؤى الواعية للتكامل بين مختلف شعوب العالم· وان غاري: البساط الأخضر يفوق الرمال في الإمارات أكدت الدكتورة وان غاري ماساي على أن اهتمام دولة الإمارات بالبيئة والحياة الفطرية يقدم نموذجاً فريداً للعالم ويترجم ترجمة أصيلة للإبداع الإنساني الذي لا يقف عند الصعوبات والتحديات· مشيرة إلى أنها لم تصدق عينيها وهي تمر بمروحية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في رحلتها من أبوظبي إلى دبي، حيث فوجئت بأن صحراء الإمارات تحولت إلى حدائق وغابات وواحات غنَّاء، وأن الدماء تجري في ملايين الأشجار التي كست الرمال وحوَّلت وجهها الأصفر إلى بساط أخضر· وقالت وان غاري: إنني لا أزال مندهشة من هذه المناظر الخلابة وستكون نصيحتي لكل من يتحدث عن البيئة ومستقبلها في العالم مختصرة وفي كلمتين صغيرتين هما ''اذهب إلى الإمارات وتأمل البيئة في ربوع أبوظبي''، فالإمارات بما بذلته من جهود بيئية جبارة غيَّرت المفاهيم العالمية في الزراعة ومكافحة التصحر ونشر الرقعة الخضراء والحفاظ عليها· وكان العلماء والمفكرون المشاركون في المؤتمر قد ناقشوا أمس مجموعة من القضايا التي تضمنها جدول أعمال المهرجان ومنها آلية إقرار السلام في العالم ونبذ الكراهية والصراع والحروب، بالاضافة إلى محور آخر عن دور الإعلام في تعزيز التعايش السلمي بين العالم ورفع معدلات التنمية البشرية وتشكيل الرأي العالم العالمي نحو الرؤى الواعية للتكامل بين مختلف شعوب العالم· دور الإعلام في بناء المجتمع يشارك عدد من كبار الإعلاميين في العالم في مناقشة القضايا الفرعية الخاصة بهذا المحور إذ يشهد الإعلام في الوقت الحاضر أكثر المراحل حرجةً منذ دخول التكنولوجيا الحديثة التي أتاحت الإعلام الجماهيري بشكله الواسع· وتمثلت المرحلة الحرجة الأولى للإعلام باختراع الآلة الطابعة· ثم تلتها المرحلة الثانية المتمثلة بالتطور السريع للوسائل التقنية خلال الفترة 1850-،1920 مثل التلغراف، والراديو، والصور المتحركة، ومن ثم التلفزيون· وتتمثل المرحلة الثالثة بالثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم اليوم، والتي يُعد تأثيرها مهماً في صناعة الإعلام· كماإن دور الإنترنت بالغ الأهمية في تغيير الدور العالمي للشركات الإعلامية، من حيث تذليل عقبات المسافة والوقت، وحث الجيل الجديد على التفكير بالأخبار على إنها شيء مهم ومؤثر في الأداء، وليس شيئاً يتناولونه كوجبات الطعام السريعة المعتادة· وينبغي على القادة الإعلاميين في هذه البيئة الجديدة تحقيق ثلاثة متطلبات أساسية، وهي أولاً: توفير معلومات حقيقية بناءً على الطلب، وفي أي مكان وزمان، وفي أي شكل من أشكال الإعلام المرئي والمسموع، وثانياً: إضافة إلى المعلومات، سيكون عليهم توفير الإمكانيات التي تتيح استخدام تلك المعلومات لتعزيز الأداء، وثالثاً: تقديم المعلومات بجودةٍ عالية بما يعزز ثقة الجمهور بتلك المعلومات· وبينما تشهد المجتمعات تغيراً مستمراً، يرافق ذلك التغير تحولاً في دور الإعلام والصحافة· ومثلاً، فإن الديمقراطية والقضاء على الفقر يعتمدان على الفرص المتاحة للجمهور لتطبيق مواقفهم، والمطالبة بحقوقهم، وتمكنهم من الإفصاح عن مخاوفهم· إلا أن ممارسة تلك الحقوق تتطلب أن يكون الجمهور على اطلاع على المعلومات غير المصفاة، أو المراقبة والمحرّفة· وهذه هي أمثلة بسيطة على أهمية الدور الفاعل للإعلام في تطور المجتمعات، وينبغي هنا أيضاً التركيز على دور الإعلام في التحديات العامة التي تواجه الشعوب في زمن العولمة، حيث تؤكد التحديات العالمية الحاجة لإيجاد حلول عامة· وكمثال على ذلك، العواقب الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، وانتشار الجريمة والإرهاب العالمي· وإن مواجهة تلك التحديات تتطلب من الجمهور وصانعي القرار الإطلاع على المعلومات الصحيحة· كما ينبغي علينا تعزيز دور الإعلام الحر· فمثلاً، جميعنا ندرك التحديات الكبيرة التي تواجه البشرية، والمتمثلة بالتغيرات المناخية· ومن الممكن أن يؤدي حجب المعلومات أو عدم السماح بنشرها عن كارثة بيئية معينة في البلدان النائية إلى زيادة معاناة تلك الشعوب المتضررة من جراء الكارثة· ويُعد التلوث البيئي إحدى الكوارث التي تتخطى الحدود وتنتشر على نطاق واسع· الكوارث البشرية يمكن توضيح دور الإعلام في الكوارث البشرية من خلال تناول الفيضانات التي اجتاحت موزمبيق خلال العام 2000 كمثال على ذلك· حيث ساهمت المنظمات الإعلامية العالمية في توجيه أنظار العالم نحو تلك الكارثة، وضمان جمع التبرعات اللازمة لإغاثة المنكوبين في تلك الفيضانات· وساهمت الصور الملتقطة في توضيح الجهود التي بذلتها فرق الإنقاذ، والتي أتاحت للعالم كذلك الوقوف على حجم الكارثة· ومما لاشك فيه إن الإعلام ساهم بشكل كبير في تقديم المعونة اللازمة خلال فترة وقوع الكارثة· حيث استنفرت الحكومات في جميع أنحاء العالم لتقديم المساعدة، بدءاً من وزارة الدفاع البريطانية، والبنتاجون الأميركية، والقوات المسلحة الألمانية، والعديد من الجهات الأخرى التي بعثت بالطائرات المروحية، والقوارب، وفرق الإنقاذ للمساعدة في جهود الإغاثة· وبدأت المساعدات بالتدفق من كل مكان· كما ساعدت المؤسسات الخيرية في تقديم الأغذية، والأدوية، والأغطية البلاستيكية· وحصلت موزمبيق على المدى البعيد على مساعدات مالية بلغت 400 مليون دولار لإعادة الإعمار· تحديات مستقبلية في الوقت الذي تشهد فيه المجتمعات تطوراً مستمراً، تزداد حاجة الشعوب إلى الاطلاع على المعلومات، وكذلك حق توصيل أصواتهم· وفي غياب المعلومات لا يبقى هنالك دور للمسؤولية· وإن المعلومات هي الطاقة التي تزداد انتشاراً بازدياد عدد الأشخاص الذين يمتلكونها· ويُعد استخدام المعلومات أمراً ضرورياً في المجتمعات الحديثة، وبدونها يتعطل عمل التركيبة الديمقراطية، وتصبح الشعوب غير قادرة على التعبير عن حريتها وتوصيل صوتها· ويلعب الصحفيون الماهرون دوراً أساسياً في التطور الاقتصادي والسياسي لأي مجتمع، كما يواجهون جملة من التحديات المستقبلية في عملهم· وإن عمل الصحفيين، بصفتهم وسطاء في التغيير، ليس بالأمر السهل· فإنهم سيأخذون على عاتقهم تحدي صانعي القرار في المستقبل، وتقويم أداء القادة، وطرح القضايا المهمة للنقاش· الصحافة والمجتمع ينبغي على القراء والمشاهدين الإقرار بأن الصحافة تلعب دوراً أساسياً في المجتمعات الديمقراطية، وذلك بهدف تمكين الصحافة من الحصول على الحماية الدستورية التي تتطلبها للاستمرار في استقطاب القراء والمشاهدين· ويؤمن الصحفيون المدنيون بإمكانية خلق التغطية الإخبارية التي تحث الناس على التفكير والعمل، بدلاً من دفعهم للاستمتاع بالمشاهدة فقط· وهم يؤمنون إن ذلك هو جزء من مسؤولياتهم· كما أنهم يحاولون إيجاد ما يسمى بـ ''الصحافة المختلفة'' من خلال تعريف الأخبار بشكل مختلف، إضافةً إلى محاولتهم لمعرفة مكان موافقة أو عدم موافقة قادة المجتمع على بعض الأمور، وإعادة صياغة القصص لجعلها ملائمة للقارئ، وكذلك إعادة تعريف التوازن· وختاماً، فإن الصحافة المدنية توفر نقاطا للدخول بهدف تشجيع مشاركة الجمهور والحث على التفاعل بين الصحفيين والجماهير· وإن ما يهم المجتمع في الصحافة هو الإنصاف الذي يحسّن من قدرة المجتمع على حل المشكلات التي تواجهه· يرفع راية تجاوز الصراعات السلام مفهوم عالمي يكفل الحياة للجميع السلام والاستدامة هما أساس خلاص البشرية في القرن الواحد والعشرين· وتتمثل التحديات العالمية الأساسية التي تواجه البشرية اليوم بالتغيرات المناخية، وتوفر المياه النقية، وارتفاع معدل الكثافة السكانية· ويستدعي حل تلك المشاكل تعاوناً على المستوى العالمي· ويُعد السلام مطلباً أساسياً ، إذ أن غيابه يعيق التعاون بين دول العالم لحل تلك المشاكل· تعريف السلام ،والسلام هو مفهوم قوي بحد ذاته· فإن فكرة السلام وقيمته الحقيقة لاتكاد تكون مفهومة في الاقتصاد العالمي· ومن الناحية التاريخية، فإن مفهوم السلام هو ذلك الشيء الذي يتحقق بعد الانتصار في الحرب، أو إنه مثال المحبة ونبذ الأنانية· وهنالك عدة تعاريف للسلام، نذكر منها مايلي: السلام هو غياب العنف: يُعرف السلام اليوم على أنه غياب الحرب بين جيوش الدول المنظمة· كما ينطبق مفهوم السلام على حالة الشعوب داخل الكيان السياسي الجغرافي الذي يعيشون فيه، مثل الحروب الأهلية، وجرائم الإبادة الجماعية المنظمة، والإرهاب، وأشكال العنف الأخرى التي تمثل تهديداً للسلام على الصعيد الدولي، والسلام هو حضور العدالة: إنه لمن المهم أن يتقابل السلام والعدالة· حيث يذكر مهاتما غاندي بأن افتقار المجتمع الظالم للعنف يؤدي إلى غياب السلام فيه، وذلك نظراً لعدم عدالة الظلم· وربط غاندي ذلك المفهوم برؤيته للسلام، والتي تكون فيها العدالة مفهوماً ضرورياً ومتلازماً، مما يعني أن السلام لايقتصر فقط على غياب العنف فحسب، بل على حضور العدالة على حدٍ سواء· اللاعنف والِسْلم: هنالك العديد من وجهات النظر المختلفة حول إمكانية أو متى يمكن أن يصبح العنف والحرب ضروريين أو قابلين للتبرير·السلام البيئي: يؤمن العديد من المحافظين على البيئة بأن حماية البيئة هي إحدى طرائق تحقيق السلام· وتركز تلك الفكرة على أن تأثير السلام يعم العالم أجمع، وإنه لايقتصر على الشعوب فحسب، بل يمس جميع المخلوقات الحية على وجه الأرض·السلام الداخلي: يشير أحد معاني السلام إلى السلام الداخلي: حالة الدماغ، والجسد، وربما الروح، وهو السلام داخل كل واحد منا· ويذكر الذين يشعرون بالسلام الداخلي بأن هذا الإحساس لايعتمد على الوقت، والناس، والمكان، أو على أي شيء أو موقف خارجي، مؤكدين إمكانية أن يشعر الفرد بالسلام الداخلي حتى في وقت الحرب· الأمثلة التاريخية عملت الدعاية العالمية على تصوير الحرب العظمى في أوروبا على إنها ''الحرب التي ستنهي جميع الحروب''· وعلى الرغم من انتصار الحلفاء في الحرب، فإن السلام المتمثل بمعاهدة فيرساي، مهّد الساحة لنشوب الحرب العالمية الثانية الأكثر دموية· وعلى الرغم من إن التاريخ العالمي حافل بالصراعات، فإن العديد من الشعوب، والمناطق، والأمم عاشت فترات سلام طويلة دامت لأجيال عدة· وفي ما يلي بعض الأمثلة: السويد (1814- الوقت الحاضر): السويد هي الدولة التي عاشت أطول فترة سلام لا تزال مستمرة حتى الوقت الحاضر· حيث لم تدخل مملكة السويد في الحرب منذ غزو النرويج عام 1814 ،وسويسرا (1815- الوقت الحاضر): تُعرف السويد بموقفها الحيادي على الساحة الدولية نتيجةً لفترة السلام الطويلة التي عاشها هذا البلد· وكوستا ريكا (1949- الوقت الحاضر): قامت دولة كوستاريكا بحل الجيش الوطني عام ·1949 وهي تتمتع منذ ذلك الوقت بالسلام، وخاصةً مع دول أميركا الوسطى المجاورة لها، مما منحها لقب ''سويسرا أمريكا'' ،وبنسلفانيا (1682-1754): عاشت مستعمرة بنسلفانيا 72 سنة من السلام المتواصل، ولم يكن فيها جيش أو ميليشيا، ولم تدخل في أي حرب· وحازت المستعمرة على سمعة مرموقة من حيث الحريات الشخصية والدينية، إضافةً إلى معاملة المواطنين الأميركيين باحترام·،والأيمش (1693- الوقت الحاضر): عاشت طائفة الأيمش حياة مسالمة اشتملت على العبادة الدينية، ومحاربة التطور التكنولوجي، ورفض أشكال المقاومة· تحديات السلام من الملاحظ بأن الحرب والعنف سمتان عضويتان من سمات المجتمع البشري، وقد يكون من المتعذر تفاديهما في بعض الأحيان، وذلك على الرغم من سيادة سمات الخير والشهامة بصورة عامة· لذا، فإن الرغبة في تحقيق السلام هي وليدة التطور الحاصل في العلاقات الإنسانية المتبادلة·ومع ذلك، فإن السلام والعدالة قد يكونان متناقضين من الناحية العملية· حيث إن الاعتقاد بأن القوة هي السبيل الوحيد لتفادي الظلم وتحقيق العدالة يؤدي بالنتيجة إلى اتباع العنف لتحقيق العدالة المنشودة، وبالتالي فإن ذلك يعوق تحقيق السلام· منظمات عالمية تخبرنا وسائل الإعلام الكثير عن الحروب والصراعات، إلا إنها لاتذكر إلا القليل عن المنظمات والمبادرات العالمية التي تكرس جهدها لتحقيق السلام والمصالحة· وفي ما يلي بعض تلك المنظمات:منظمة العفو الدولية ،ومؤسسة السلام الأميركي التذكارية ،ولجنة خدمة الأصدقاء الأميركيين ،ووحدة المحافظة على السلام التابعة للأمم المتحدة ،ومنظمة المحافظين على السلام البريطانية غير الحكومية ،ومنظمة ''قوة السلام المناهضة للعنف'' الدولية غير الحكومية ،وبرنامج الدعم الأوروبي الخاص من أجل السلام والمصالحة ،ومنح جائزة نوبل السنوية للسلام للشخصيات العالمية المؤثرة في تحقيق السلام ونبذ العنف ،ومركز الاتصالات المناهضة للعنف ،ومركز الحوار العالمي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©