في اليوم نفسه الذي أعلن فيه موقع «ماشابل» عن إبعاد تركيزه الاستراتيجي عن الأخبار الصعبة، كشفت صحيفة «بوسطن جلوب» أنها بصدد إعادة النظر في موضوعاتها.
وتقوم الصحيفة الأميركية الشهيرة بالتحضير «لتحليل موضوعي صارم» لغرف الأخبار وصناعة الطباعة الخاصة بها، حسبما جاء في مذكرة جديدة من رئيس التحرير «برايان مكجروري»، نشرها موقع مؤسسة «نيمان لاب» الإعلامية.
وتهدف «مبادرة التجديد» إلى مساعدة الصحيفة على استكشاف كيف يمكن لـ«جلوب» أن تعيد النظر في كل عمليات الإنتاج الداخلي الخاصة، عبر طرح مجموعة من الأسئلة مثل «هل هيكل الإيقاع لدينا قديم؟» و«هل ينبغي أن نصدر الصحيفة طوال أيام الأسبوع؟»، و«هل هناك علاقة بين النسخة المطبوعة والنسخة الرقمية؟».
وقد أثيرت المبادرة بسبب ما أطلق عليه ماكجروري «انخفاضات نهائية في إيرادات» الصحيفة، (وفي الصناعة بأكملها) على مدى السنوات القليلة الماضية، ما أدى إلى تسريح العمال سنوياً وحدوث عمليات شراء للأسهم بداخل الصحيفة. (وفي هذا الإطار، قامت «جلوب» بتسريح عشرين موظفاً بالقطعة، وغيرهم من العاملين بدوام كامل في شهر أكتوبر الماضي).
وكتب مكجروري في مذكرته «هناك الكثير من الخير الذي يحدث في هذه المؤسسة لحظة بلحظة، لذا فلا يجب أن نسمح لأنفسنا أن نغرق في الأخطاء التي تحدث في الصناعة». واستطرد «بيد أننا لا يجب أن نتجاهل الحقائق المؤلمة، كذلك، أو أن نتمنى زوالها ببساطة. وإنني أفضل بقوة أن نتخلى بطريقة أو بأخرى عن عملية التخفيض السنوية التي تبدو على نحو متزايد حتمية هنا وفي كل مكان».
وقد حاولت «جلوب» تجربة مجموعة متنوعة من المبادرات الرقمية فقط على مدى السنوات القليلة الماضية، بهدف تنويع درجات النجاح. وقد حظيت بالثناء لإطلاق واحد من أوائل المواقع سريعة الاستجابة في هذه الصناعة، على الرغم من أنها قد تشعر أنها عتيقة نوعاً ما في بعض الأماكن بعد خمس سنوات. وللجريدة موقعان، أحدهما هو «بوسطن دوت كوم»، وهو نصف مجاني. وقد كافح هذا الموقع كثيراً على المستويين الفني والتحريري. وفي الشهر الماضي، توقفت الصحيفة عن تمويل موقع «كروكس»، وهو موقعها الإخباري الوحيد، والذي كان له مواضيعه الخاصة التي يركز عليها، وكذلك جمهوره الخاص، ولكنه لم ينجح كثيراً في تحقيق إيرادات. ومن السابق لأوانه القول ما إذا كان «ستات»، وهو موقع الجريدة الجديد لعلوم الحياة، سيعاني من المصير نفسه.
وعلى الجانب الآخر، جمعت «جلوب» أكثر من 60 ألف مشترك لنسختها الرقمية فقط، ما يعد أكبر عدد بالنسبة لأي صحيفة يومية أميركية، سواء كانت محلية أو إقليمية، وحققت بعض النجاح في زيادة الإيرادات من هؤلاء القراء.
صفحة أولى ساخرة وساحرة!
سخرت «بوسطن جلوب» بطريقة صحفية ماكرة وساحرة من المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب. حيث صدرت أحد أعدادها في الأسبوع الماضي بصفحة أولى ساخرة، تصور ما سيحدث في الولايات المتحدة في حال انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للبلاد.
وحملت الصحيفة في صفحتها الأولى التي اعتبرت أنها صادرة في 9 أبريل 2019 عنواناً كبيراً يقول «بدء الترحيلات» على خلفية مقالات بشأن إيفاء ترامب بما تعهد به في حملته الانتخابية بترحيل الملايين من المهاجرين غير القانونيين.
وتحدثت قصص أخرى في الصفحة الأولى الساخرة عن تفاصيل حرب تجارية تلوح في الأفق مع الصين والمكسيك، ورفض القوات الأميركية قتل أسر الإرهابيين بالإضافة إلى وضع قوانين تشهير أكثر صرامة تستهدف الصحافة. وكتبت الصحيفة في مقالتها الافتتاحية: «رؤية دونالد ترامب لمستقبل أمتنا مقلقة للغاية لأنها لا تمت بصلة للأميركيين».
وقالت الصحيفة إن صفحتها الأولى الساخرة تهدف لتصوير تصريحات ترامب «في خاتمتها المنطقية» في محاولة لإظهار أن رؤيته لأميركا تعد بأن تكون مقلقة في الحياة الحقيقية، حيث إنه تم تصويرها باللونين الأبيض والأسود على الصفحة».
ووصف ترامب في مؤتمر انتخابي في روشستر بنيويورك الصحيفة بأنها «غبية»، وقال: «إنها لا قيمة لها، تباع مقابل دولار»، واصفاً القصة بأنها ملفقة وغير صادقة.
عدد اليوم
