الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرأة التقليدية

12 يناير 2009 00:51
قبل أن أشرعَ في الكتابة وأستجمعُ ألفاظ اللغة الجديدة عفوا أقصد العربية !! يتوجبُ علي أن أحملَ حقائب الرحيل وتذاكر المنفى مسافرا، باحثا عن تعريفٍ يشبهُ الشمس وضوحا، بل يشبهُ الموتَ قوة وعدلا !! هل أقصد تلك الأنثى المرتدية بنطلون الجينز!! أم تلكَ الأنثى التي خرجت من تربة لم يمسسها البنيان ورددت قصائدَ نورة الهوشان !! وأشعلت قنديل الشعر في ذاكرة الليل وصرخت من أكثر الأماكن ارتفاعا ''ياعين هلي صافي الدمع هليه ·· وإلى انتهى صافيه هلّي سريبه ''!! يبدو أنني لم أقترب من الشمس ولم أسافر بعد !! ماجعلني أنتهكُ هذه المدينة بأسوارها الثقال ومحاولةِ معرفة أزقتها على كامل وجه هو ماسمعتهُ ليلة البارحة من أحدِ المتزوجين حديثا قال لي: عَقدتُ النكاح محتفلا بالرجولةِ وحدي ورقصتْ بداخلي ملائكة الأشواق البعيدة حين اجتمعنا في سريرٍ واحد نحملُ شعار أكثر الأشياء طهراً على الوجود وأكثر الأشياء سببا للبقاء !! مرت الشهور تلتها السنين واقترب تاريخ زواجي بها فأصبحت أرددُ لا تسأليني عن عيد ميلادي ·· تاريخُ زواجي بكي تاريخُ ميلادي (عذرا نزار) اقترب حفلُ الذكرى كما ذكرت أمرتُها بأن تخرجَ إلى بيتِ أهلها وسآتيها في قرابة الساعة السابعة ليلا ! وضعتها عند عتبةِ البيت وأرسلتُ إليها قبلة مع الريح وغادرتُ في الزحام يخنقني الغرام وقفتُ عند محل للهدايا اقتنيتُ أربعين شمعة بألوان مختلفة وجلبتُ مشروباً خاليا من الكحول ووضعتُ بجانبه ''قتوة الحب'' أنهيتُ المفاجأة على أكمل وجه وصوت عبدالحليم حافظ في المسجل يترامى طرباً ويهتف حبا: ''زي الهوا ياحبيبي زي الهوا آه من الهوى ياحبيبي آه من الهوا '' رسمت الطريق المؤدي إلى غرفةِ النوم بالشموع ورششتُ الورود على السرير واطفأتُ الأنوار! انطلقت مسرعا كالهواء لإرجاعها وحين اقتربنا عائدين كالمهاجرين الذين قـُتلوا شوقا على حافةِ الوطن بدأتُ أحاولُ تقريب النتائج القادمة وقراءة المستقبل الجميل فتارة أقول: ''ستزدادُ حبا بي'' وتارةً أقول: ''سيشيعنا الصباح ونحنُ نتعانقُ من المساء'' وتارة أقول: ''سنتوحد كحلمين في جسد واحد'' فتحتُ الباب لدخولها وكانت جنةُ الخلد أمامنا! أبصرت في ذهول تناست حتى خلع العباءة ثم عادت منها إليها وقالت:''الحمد لله وش ذا !!'' بعد أن أكمل قصتهُ صديقي قال: تلك هي المرأة التقليدية جعلتني أحتفلُ بالخسارةِ وحدي انتظرت بكامل شوقي هذا اليوم ثم ماذا لاشيء !· ما هو المقياس الذي استطاع من خلاله هذا الزوج البائس أن يصنف زوجته على أنها امرأة تقليدية هل هو قائم على الشكل الخارجي أم الرَحمُ القبلي التي خرجت منه ؟ أم المعتقد المتوارث من العائلة والقبيلة والمجتمع ····إلخ! '' لازلتُ أبحثُ عن تعريف'' ويبدو أن مهند ونور لم يجيدا تعليمنا الرومانسية! فواز عبدالرحمن باحث في تقاليد وثقافة الشعوب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©