الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سيف بن زايد يكرّم مواطناً تكفّل بدفع الدية للإفراج عن نزيلين

سيف بن زايد يكرّم مواطناً تكفّل بدفع الدية للإفراج عن نزيلين
31 مارس 2008 02:24
كرّم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية في مكتبه صباح أمس، المواطن سعيد محمد بالكيلة العامري، لتبرعه بسداد الدية الشرعية عن نزيلين حكم عليهما بالإعدام قصاصاً لارتكابهما جريمة قتل وقعت قبل نحو 10 سنوات· ويتم عادة تأجيل تطبيق حكم الإعدام أملا في الحصول على عفو من أهل المجني عليه وقبول الدية، وهذا ما يطبق في جميع الدول الإسلامية· وقد أمضى المتهمان في السجن فترة الحكم · وأشاد سموه بالعمل الخيري الذي أقدم عليه المواطن سعيد العامري، بتحريره رقبتي النزيلين عبدالرحمن فاروق 42 سنة، باكستاني الجنسية، ورادوات نعيم الدين 37 سنة، هندي الجنسية· واعتبر سموه أن فعل الخير ليس غريباً على هذا الشعب الكريم والطيب الذي ورث العطاء عن صاحب الأيادي البيضاء ورمز الخير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''· كما تأصّلت هذه المناقب بقيادة ''خير الخلف'' صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، ويسعى للمحافظة عليها كجزء من المكون الثقافي والوطني للشخصية الإماراتية، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فضلاً عن الرعاية والتحفيز الدائمين للفريق أول سمو الشــيخ محــمد بن زايــد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· وقال سموه: إننا نفخر بأبناء الوطن الذين يجسّدون قيمه العليا المستمدة من ثوابت قيادتنا الرشيدة وعاداتنا العربية العريقة وديننا السمح، سائرين بذلك على نهج الرعيل الأول من بناة الوطن الذين امتازوا بالتكاتف والتآزر الاجتماعي والكرم وحب العمل الصالح وفعل الخير وهو الإرث الحقيقي الذي تركه فينا جميعاً والدنا الراحل ''طيب الله ثراه''· من جانبه، اعتبر سعيد العامري أنّ ما قام به من عمل خيري لا يتعدى كونه جزءاً من رد الجميل لقيادة هذا الوطن التي مكّنت أبناءه كافة من القيام بفعل الخير، وذلك بما وفّرته لهم من مستويات معيشة كريمة وفرص عمل ورعاية شاملة لا نظير لها· وانتقد العامري بعض المؤسسات الربحية التي لا تضطلع بواجبها تجاه الوطن الذي مكّنهم من تحقيق النجاح والازدهار دون التفاتة منهم إلى المعوزين من العملاء الذين يقبع عدد منهم في المنشآت الإصلاحية نظير مبالغ مالية زهيدة، ترفض تلك المؤسسات التنازل عنها· وقال العامري: ''إنني لست غنياً، وأعيش كغيري من أبناء الوطن على دخل حكومي مقبول، إلا أنّ من ينوي فعل الخير ويفرج كرب الناس، لن يعدم الوسيلة لفعل ذلك، ومشاركة الآخرين همومهم، وسد احتياجاتهم، خاصة أن هناك من النزلاء الذين تقطعت بهم السبل بعيداً عن الأهل والأوطان ولا معين لهم غير الله وذوي القلوب الرحيمة الذين هم كثر في مجتمعنا الأصيل''· وقدّم المفرج عنهما ''عبدالرحيم'' و''رادارات'' رسالة شكر إلى إدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية في مدينة العين على الجهود التي بذلتها في تأمين نجاتهما من الموت المؤكد حسب قولهما· وأضافا أن النبأ الذي تلقيانه بعد مضي نحو 10 سنوات على إدانتهما بجريمة قتل وكانا ينتظران تنفيذ عقوبة الإعدام قصاصاً لفعلتهما التي ندما عليها طويلاً، كان مبعثاً للسعادة الغامرة لهما ولأسرتيهما اللتين فقدتا الأمل بعودتهما أو رؤية أبنائهما مرة أخرى· وقالا: ''لقد أدركنا حجم المعاناة التي تسببنا فيها لأسرة الضحية، مبديان أسفهما على ما اقترفت أيديهما من جرم كان يمكن تجنبه لو أصغيا إلى صوت العقل والحكمة والدين الحنيف''· ولفتا إلى أن السنوات الطويلة داخل السجن مكنتهما من حفظ أجزاء من القران الكريم، ومحاسبة النفس، والندم العميق على ارتكاب الجريمة وإصرارهما على عدم العودة إلى هذا السلوك المشين· من جهته، دعا المقدم عبدالله الشحي رئيس قسم المنشآت الإصلاحية والعقابية في مدينة العين، أفراد الجمهور الراغبين في التبرع لسداد دين المعوزين والغارمين أو المساهمة في الإفراج عن النزلاء عدم التردد في ذلك· وقال: إن أي مبالغ نقدية مهما كان حجمها يمكنها أن تساهم في عون النزلاء والإفراج عنهم، موضحاً أن أولوية السداد تعطى للنزلاء الذين أمضوا مدة العقوبة المقررة تجاه الحق العام، حال تقدم عدد من المتبرعين· واقترح الشحي أن تتولى جهة ذات نفع عام هذه المهمة الإنسانية عبر تخصيص صندوق للمتبرعين ضمن كل منطقة أو مدينة أو إمارة، وحصر عدد النزلاء وحجم المبالغ المترتبة في ذممهم تجاه الغير، وذلك للمساهمة بشكل فاعل في تمتين الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع وحثهم على فعل الخير مهما كان مستوى دخولهم أو إمكاناتهم·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©