23 أكتوبر 2007 01:49
أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن ايران لا تشكل تهديدا وشيكا وانه يلزمها ''من ثلاث الى ثماني سنوات'' لحيازة سلاح نووي· وأوضح البرادعي في مقابلة مع صحيفة ''لوموند'' الفرنسية الاثنين ''اريد ان يدرك الناس ان ايران لن تشكل تهديدا اعتبارا من الغد، واننا لسنا حاليا بصدد ان نسأل انفسنا هل يتعين قصف ايران او تركها تحوز قنبلة ذرية· اننا لسنا البتة في مثل هذا الوضع''· وأضاف ''لا يمكنني الحكم على النوايا بشأن حيازة قنبلة نووية· ولكن يلزم ايران من ثلاث الى ثماني سنوات للتمكن من ذلك· وكل اجهزة المخابرات متفقة على ذلك''· وأضاف ''امامنا الكثير من الوقت لاستخدام كافة الوسائل الدبلوماسية بما فيها العقوبات والحوار وكافة ''الجزرات'' و''العصي'' التي نملكها''· وطالب البرادعي بعدم اللجوء الى القوة العسكرية الا اذا فشلت كل الخيارات الدبلوماسية قائلا ان هناك الكثير من الوقت امام الدبلوماسية والعقوبات والحوار والحوافز حتى تأتي بثمارها· وقال البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام ''أريد ان أبعد الناس عن فكرة ان ايران ستشكل خطرا من الغد واننا نواجه من الآن مسألة ان نقصف ايران او ان نسمح لها بامتلاك قنبلة· لم نصل على الاطلاق الى هذا الموقف· العراق مثال واضح على ان استخدام القوة يفاقم المشكلة لا يحلها''·
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في رسالة لنظيره الفرنسي برنار كوشنير ان ايران لن تتخلى عن حقها في الطاقة النووية المدنية، منددا بمطالبة فرنسا بفرض عقوبات اوروبية على ايران· وجاء في الرسالة التي ارسلت نسخة منها الى وكالة فرانس برس ''ان ايران بلد مسؤول غير انه لن يسمح بالتعدي على حقوقه''· واشار متكي الى العقوبات احادية الجانب التي فرضتها الولايات المتحدة على ايران اثر الثورة الايرانية في 1979 والى اجراءات ''غير رسمية من بعض الدول الاوروبية''· واضاف متكي ''ان التجربة اظهرت ان هذه العقوبات تزيد من تصميمنا على تعزيز استقلالنا واكتفائنا الذاتي وعلى التقدم العلمي والتكنولوجي''· وانتقد متكي ''ضغوط فرنسا لفرض عقوبات اضافية احادية الجانب'' من قبل الاتحاد الاوروبي، معتبرا ان ''تشجيع الاتحاد الاوروبي على التحرك في هذا الاتجاه يعني اتباع سياسة سبق ان فشلت''· فيما اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في باريس ان فرنسا واسرائيل تعتبران امتلاك ايران السلاح النووي ''امرا غير مقبول''· وقال المتحدث باسم قصر الاليزيه دافيد مارتينون ان ''اسرائيل وفرنسا تأملان في ان تطور ايران برنامجها النووي لاغراض سلمية وفي اكبر قدر من الشفافية· واتهم ساركوزي مباشرة طهران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي·
ويجري سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين الجديد في الملف النووي في وقت لاحق اولى محادثاته مع ممثل عن الاسرة الدولية سيسعى لاقناع طهران بتعليق برنامج تخصيب اليورانيوم لقاء عرض بالتعاون معها· وسيعقد اللقاء بين جليلي والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا· وقررت طهران ارسال جليلي الى روما برفقة لاريجاني بصفته ممثلا عن المرشد الاعلى لايران علي خامنئي· واشار دبلوماسي اوروبي في بروكسل الى ان لاريجاني ''اكثر ميلا الى التفاوض'' من سواه، رغم انه لا يعتبر ''مرنا''· فيما انتقد احد كبار مساعدي خامنئي خروج لاريجاني من منصبه· وقال علي اكبر ولايتي، مساعد خامنئي للشؤون الخارجية ''يبدو انه كان من الافضل ألا يحدث ذلك''· وأضاف ''في هذا الوضع المهم والحساس الذي تشهده المسألة النووية في الوقت الحالي، كان من الافضل ألا تحدث هذه الاستقالة او على الاقل منع حدوثها''· وفي اول تفسير رسمي للاستقالة المفاجئة قال محمد رضا باهونار نائب رئيس البرلمان ''لم يعد من الممكن ان يستمر لاريجاني في العمل مع الرئيس الايراني أحمدي نجاد''· وصرح للصحافة الايرانية ''لقد وصل الاثنان الى خلاصة وهي انه يجب القيام بذلك (الاستقالة)''·
وثمن النواب الايرانيون في رسالة لهم الخدمات التي قام بها علي لاريجاني في قيادة الملف النووي الايراني، وسيقيم البرلمان الايراني احتفالا لعلي لاريجاني اليوم في قاعة البرلمان تثمينا لخدماته· وانتقد عدد من النواب طريقة وتوقيت عزل علي لاريجاني وأظهروا خشيتهم من نفوذ خط المتشددين في مسيرة الملف النووي· وقال النائب محمد علي نجفي للصحفيين بعد جلسة البرلمان ''إن لاريجاني سيكون رئيس البرلمان في المستقبل -في اشارة الى الانتخابات المقبلة والمقررة في 14 مارس 2008- لأنه يمثل خط الاعتدال وسيكون حداد عادل الرئيس الحالي لمجلس الشورى الرئيس المقبل للجمهورية العاشرة خلفا للرئيس الحالي احمدي نجاد الذي بدأ زيارة امس الى ارمينيا ، وقال نجفي ''إن حداد عادل يمثل تيار المحافظين المعتدلين وسيشكل مع لاريجاني جبهة واحدة للنزول الي الانتخابات''· وأضاف ''ان الناس لازالت تشتكي من التقصير الواضح لحكومة نجاد وأن عزل لاريجاني اضافة الي مسؤولين ووزراء في حكومته يشكل ضربة لسمعة الحكومة الحالية''·
المصدر: عواصم
عدد اليوم
