السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأقصر مدينة أشباح بعد أن هجرها السياح بسبب الثورة

الأقصر مدينة أشباح بعد أن هجرها السياح بسبب الثورة
12 فبراير 2011 00:52
الأقصر (مصر) (ا ف ب) - الاستمتاع بتأمل معبد الأقصر في هدوء وتصوير أعمدة الكرنك دون ازدحام أو تدافع: حلم أصبح حقيقة بالنسبة للقلة القليلة من السياح الموجودين في هذه المواقع الأثرية الفرعونية الفريدة منذ بداية الحركة الاحتجاجية في مصر، لكنه كابوس للتجار وبائعة التذكارات الذين حرموا من زبائنهم. فقد أصبحت الأقصر مدنية خاوية بعد خلو فنادقها وبازاراتها من السياح وتعطل مرشديها عن العمل. ويقول موسى إبراهيم أمام مدخل معبد الأقصر وأمامه حارس يغفو على مقعده “عادة هذا الموقف يكون مملوءاً عن آخره بالحافلات السياحية”. ويقول هذا المرشد السياحي آسفاً “اقتصادياً، الوضع خطير جداً. شركات السياحة لا تعمل، ولا أحد يبيع شيئاً”. ويضيف، وهو ينفث دخان سيجارة من نوع كليوباترا: “لنأمل أن يرحل الدكتاتور، وأن يعود السياح”. وفي هذا الوقت الذي يعد ذروة الموسم السياحي، تكون فنادق الأقصر عادة كاملة العدد، لكن الثورة الشعبية على النظام، وأعمال العنف في العديد من أنحاء البلاد دفعا السياح الذين كانوا موجودين إلى الفرار والآخرين إلى إلغاء سفرهم ليخلو مطار المدينة من أي طائرة تشارتر. وعلى ضفاف النيل، تصطف على الرصيف العشرات من السفن السياحية الخالية. ويتذكر موسى أن الأقصر لم تكن في هذه الحال منذ 1997، بعد مقتل نحو 60 سائحاً في هجوم شنته مجموعة مسلحة قرب معبد حتشبسوت في البر الغربي للمدينة والذي تطلب الخروج منه “بضعة أشهر”. لكن أسرة الأميركية ماري جو ولسزون تشعر بالسعادة لوجودها وحدها بين أطلال المعبد مع بضعة سياح مصريين. وتقول السائحة القادمة من مينيسوتا لزيارة ابنتها المقيمة في القاهرة مع زوجها “إنه أفضل وقت لزيارة هذا المكان”. وتضيف “لم أشعر بالخوف” في العاصمة رغم التظاهرات الحاشدة. أما في الأقصر “الأمر رائع. نحن النزلاء الوحيدين في الفندق”، في حين وقف أحفادها يتأملون ما على الأعمدة من كتابات هيروغليفية. وفي “البازار” الواقع على بعد نحو نصف كيلومتر ينصرف أصحاب المحال إلى لعب الطاولة بانتظار الفرج. وقد امتلأت رفوف محالهم بالتذكارات من أهرام بلورية وأوراق بردى وغيرها من العاديات التي تحمل رسوم فرعونية. لكن على امتداد الطريق الضيق الذي تفوح منه روائح البهارات لا يوجد سائح واحد. ويقول باسكال مهيود أمام حانوته للتذكارات “إنني على استعداد لتخفيض أسعاري كثيراً. منذ 15 يوماً وأنا لا أعمل الأمر أصبح صعباً”. “ما يقومون به الآن هو من أجل أبنائنا”، متحدثاً عن المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة الذي أصبح معقلاً لحركة الاحتجاج، مضيفاً “لكننا هنا لا نستطيع أن نتظاهر فهذا يدفع السياح إلى الفرار”. وعلى الطريق المؤدي إلى معبد الكرنك - الذي يعد من أشهر المواقع الأثرية الفرعونية - تقف دبابة للجيش. وقد شهدت الأقصر تظاهرات معادية للحكومة شارك فيها مئات الأشخاص دون أن تتخللها أي أعمال عنف وفقاً لشهود. والزجاج المحطم للمكتبة العامة التي ترعاها سوزان مبارك زوجة الرئيس، هو الشاهد الوحيد على الغضب أبناء الأقصر على النظام. وعند مدخل معبد الكرنك يقفز بائع التذاكر فرحاً لوصول زائر. ويقول “لم أبع سوى 40 تذكرة اليوم”. وعند إقدام مسلة شاهقة يقف مايكل مولر “41 عاماً” وزوجته ليزا “25 عاماً” يستمتع بهدوء المكان الذي يختنق ازدحاماً في العادة. وهذان السائحان السويسريان اللذان قدما إلى مصر في نهاية يناير الماضي واللذان يقولان إنهما من “الناشطين السياسيين” يبدوان أكثر تحمساً وإعجاباً بقضية المحتجين من إعجابهما بروعة المكان. وقالت ليزا “كنا أول فبراير في الغردقة (على البحر الأحمر)، وعدنا إلى القاهرة لرؤية ما يحدث في ميدان التحرير”، رغم أن “والدتي تريدني أن أغادر البلاد”. من جانبه، يقول مايكل “سنذهب غداً إلى أسوان، لكن قلبي مع القاهرة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©