فولكس فاجن تسابق تويوتا إلى الأسواق العالمية

بالرغم من الأعباء الكبيرة التي تواجهها الشركات الأميركية الثلاث المنتجة للسيارات في ديترويت (جنرال موتورز وفورد وكرايسلر) بسبب منافسة الشركات اليابانية لها في السوق الأميركية، فإنها فوجئت بمارد آخر يظهر فجأة على الساحة إذ أعلن مارتن ونتيركورن المدير التنفيذي لشركة فولكس فاجن الألمانية قبل يومين عن خطط لتضييق الهوّة في المبيعات العالمية التي تفصل شركته عن شركة تويوتا اليابانية· وحول هذا الموضوع، نشرت صحيفة ''ذي وول ستريت جورنال'' في صدر صفحتها الأولى تقريراً افتتاحياً بقلم المحلل ستيفن باور أشار فيه إلى أن فولكس فاجن أطلقت بالفعل حملة تنافسية حامية ضد ''تويوتا'' بدأتها من السوق الأميركية حيث عمدت مؤخراً إلى إعادة تسعير سياراتها ''بطريقة هجومية''· وتأتي تصريحات ونتيركورن في إطار لقاء أجرته معه الصحيفة في المقر الرئيسي لشركة فولكس فاجن، وهي تعبّر عن استراتيجية جديدة تتبعها الشركة بعد سنوات من تطبيق خطة مقنّنة لضغط النفقات وزيادة الإنتاجية وتخفيض عدد العمال والموظفين· كما يأتي هذا القرار استجابة للضغوط التي يتعرض لها المدير التنفيذي الجديد للشركة بعد عشرة أشهر من تعيينه على رأس أضخم شركة لصناعة السيارات في أوروبا من حيث المبيعات· ولا شك أن هذه الاستراتيجية التي أطلقتها فولكس فاجن سوف تزيد الضغوط على الشركات الأميركية لصناعة السيارات التي سجلت حصيلة ضعيفة للمبيعات خلال الأشهر الماضية من العام الجاري· ووفقاً للاستراتيجية الجديدة، أصبح الاهتمام الأول لونتيركورن منصبّاً على زيادة حجم المبيعات· وتكمن حظوظه في النجاح بهذا المسعى على تحقيق علاقة التوازن الدقيقة بين إضافة المزيد من التجهيزات المتقدمة إلى الأجيال الجديدة من السيارات التي تنتجها الشركة، وتخفيض تكاليف التصنيع· ويعدّ هذا أحد أهم الشروط الضرورية للنجاح في المشروع التنافسي الجديد· وتأمل فولكس فاجن أن ترتفع مبيعاتها في السوق الأميركية وحدها إلى مليون سيارة سنوياً بحلول عام 2018 بالمقارنة مع 330 ألف سيارة سنوياً في الوقت الراهن· وتحدث ونتيركورن للصحيفة عن بعض أسرار السوق الأميركية فقال: ''لقد بدا لنا خلال السنوات القليلة الماضية أن فولكس فاجن أفرطت في إضافة الكثير من التجهيزات الجديدة لسياراتها المخصصة للبيع في الولايات المتحدة بالرغم من أن المستهلك الأميركي لم يكن متحمسا لشرائها''· وضرب ونتيركورن عن ذلك مثلاً بالمرايا الجانبية الصغيرة القابلة للطيّ نحو الداخل والتي جهزت بها كل السيارات التي تنتجها الشركة وتنحصر فائدتها بمراقبة الطرق الأوروبية وركن السيارة في الأماكن الضيقة، ثم تساءل عما إذا كان للمستهلك الأميركي ثمة حاجة لمثل هذه المرايا· ويسعى خبراء الشركة الآن إلى تفصيل أجيال سياراتهم الجديدة مع الرغبات الدقيقة للمستهلكين وخاصة في الولايات المتحدة في إطار السعي لاكتساب عدد أكبر من الزبائن وزيادة المبيعات·