الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«البيئة والمياه» تزرع 4 آلاف شتلة قرم في محمية الزوراء

12 فبراير 2012
دبي (الاتحاد) - قال الدكتور إبراهيم الجمالي مدير مركز أبحاث البيئة البحرية في وزارة البيئة والمياه، إن المركز أكمل بالتعاون مع قسم التشجير بدائرة البلدية والتخطيط في عجمان، زراعة 4 آلاف شتلة من نبات القرم على سواحل محمية الزوراء في الإمارة، ضمن أنشطته لنشر زراعة هذا النوع من الأشجار على سواحل الدولة. وأضاف أن المركز يقوم بجمع بذور نبات القرم خلال الفترة من منتصف شهر أغسطس، وحتى نهاية أكتوبر من كل عام، ومعاملتها بطرق فنية خاصة وغرسها ورعايتها والمحافظة عليها، ومن ثم نشرها وزراعتها في مواقع مختلفة على سواحل الدولة. وأشار إلى نجاح المركز في نهاية العام الماضي في زراعة 10 آلاف شتلة، توزعت على سواحل الخيران ولمحميات، في حين يستهدف المركز هذا العام زراعة 15 ألف شتلة. وقال إن نبات القرم يشكل جزءاً من النظم البيئية في المناطق التي تقع بين خطي المد والجزر، والتي تسهم بشكل كبير في المحافظة على البيئة البحرية، خاصة للكائنات المائية الحية مثل الأسماك والسرطانيات. وتدعم أشجار القرم البيئات البحرية المختلفة نظراً لفوائدها ووظائفها البيولوجية الأساسية، حيث تشكل جذورها محاضن طبيعية للثروة السمكية، وتعتبر من الأشجار التي تنتمي إلى مجموعة النباتات الملحية دائمة الخضرة، والتي توجد في المناطق الساحلية الاستوائية وشبه الاستوائية، وتندرج تحت مظلة منظومة البيئة الساحلية المميزة والتي تزخر بالتنوع البيولوجي والحيوي. وأكد الجمالي أن نباتات القرم تتميز بقدرتها على النمو في البيئة الساحلية المالحة، وفي التربة الطينية فقيرة التهوية، وذلك بسبب قدرتها على استخلاص الماء العذب من الماء المالح وطرح الأملاح عبر الأوراق، إلى جانب امتلاكها جذوراً هوائية تستطيع عبرها العيش في مختلف أنواع التربة، حتى تلك التي لا تتوافر فيها التهوية الكافية لجذور النباتات. ونوه بأن البيئة الساحلية الغنية بأشجار القرم، تعتبر من أنسب المناطق لتكاثر وحضانة الأسماك والروبيان والقشريات الأخرى وأنواع الأحياء البحرية المختلفة، كما تعد مورداً للأخشاب التي تستخدم في كثير من الصناعات مثل صناعة الفحم والمنتجات الخشبية الأخرى، فضلاً عن مساهمة هذه الأشجار في الحفاظ على أنواع الحياة البرية والبحرية، وحماية المناطق الساحلية وتربتها من التآكل بسبب عوامل التعرية، وعملها كمناطق تحتمي بها أنواع مختلفة من الطيور وتوفر مورداً لغذائها. وتزود أشجار القرم المياه المحيطة بها بكمية كبيرة من المواد العضوية التي تساهم في إثراء البيئة المائية وزيادة الغذاء لأنواع الأحياء البحرية، من خلال تساقط أوراقها وتحللها في المياه، وهي ميزة تعتبر أحد العوامل التي تساهم في وفرة الإنتاجية الأولية لهذه البيئة. وتنتشر أشجار القرم بشكل طبيعي في عدة مناطق ساحلية وعلى شواطئ عدد من الجزر في الدولة، وتتبع نوعاً واحداً من القرم هو “القرم الرمادي”، وقد أظهرت الدراسات والمسوحات التي أجريت وجود تجمعات تتمتع بنمو صحي وسليم لهذه الأشجار في عدد من المناطق، من أهمها أبوظبي ورأس الخيمة وأم القيوين وخور دبي وخور كلباء وخور الزوراء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©