الخرطوم تدعو الجنوبيين للعودة إلى الحكومة

اتهم نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه المتمردين الجنوبيين سابقا في الحركة الشعبية لتحرير السودان بحشد قواتهم وتصعيد التوتر بعد عشرة أيام من إثارة أزمة سياسية بسحب وزرائهم من الحكومة · ودعا طه الحركة الشعبية إلى العودة الى الخرطوم وبدء العمل في تنفيذ اتفاق السلام الهش بين الشمال والجنوب· وقال طه في مؤتمر صحفي ان اتفاق السلام يتحرك في مساره وان الحركة هي التي تؤخره الان بالانسحاب من الحكومة الائتلافية· واضاف ان الحركة تقول انها لن تعود الى الحرب· ولكن الحقيقة على الارض تشير الى نها تعيد نشر قواتها وتحشدها بين النيل الابيض والنيل الازرق في بحر الغزال· ودعا الحركة الى ممارسة ضبط النفس والتوقف عن تصعيد الموقف· وناشد طه الحركة ان تراجع قرارها الذي وصفه بأنه ليس في مصلحة الشعب السوداني وليس في مصلحة مواطني جنوب السودان·وانتقد طه ايضا سجل الحركة الشعبية في الجنوب واتهمها بإهمال المواطنين وتحويل الأموال إلى أعضاء الحركة· ودعا طه الحركة الشعبية للعودة عن قرار تعليق مشاركتهم في الحكومة بهدف إنقاذ اتفاق السلام الشامل الذي وقع في 2005 ·واعتبر المسؤول السوداني ان ''لا شيء يبرر'' القرار الذي اتخذته الحركة الشعبية لتحرير السودان في الحادي عشر من اكتوبر· وقال ''ما تم تطبيقه من الاتفاق أكثر مما لم يتم تطبيقه''، واسترسل في عرض البراهين التي تظهر ان الاسباب التي قدمتها الحركة لتبرير قرارها لا تأخذ بالاعتبار واقع التقدم في تطبيق الاتفاق· وهكذا فإن خطوات ملموسة تحققت في عملية ترسيم الحدود، وتقاسم العائدات النفطية يتم بموجب ما ورد في الاتفاق وملف ابيي، المنطقة النفطية التي يطالب بها الطرفان، قيد التحريك· وقال طه ايضا ''لا أرى سببا لقرار الحركة الشعبية لتحرير السودان''، معتبرا ان الحركة الجنوبية لا يمكنها في الوقت نفسه التنديد ببطء عملية إحلال الديموقراطية في النظام السياسي وعرقلة اعتماد قانون انتخابي بمغادرتها الحكومة· وفي رد فعل سريع، وصف نائب الأمين العام للحركة ياسر عرمان تصريحات طه بأنها ''مزاعم لا أساس لها بالمرة'' وقال إن رئيس الحركة سيلفا كير ''سيرد عليها بالتفصيل في وقت قريب للغاية''· من جانبه حذر رئيس المجلس الوطني السوداني أحمد إبراهيم الطاهر من أنه إذا انفصل جنوب السودان عن شماله فإن هذا يعني سيطرة إسرائيل على ما يقرب من ألف كيلومتر من النيل·وقال الطاهر في مقابلة مع صحيفة ''المصري اليوم'' المستقلة إن المسؤولين المصريين يدركون تماما ارتباط الامن القومي المصري بالوضع في السودان· وقال إن مصر تعلم جيدا أن هناك قوى تريد أن تطوقها من الجنوب كما تعمل هذه القوى على إضعاف السودان حتى لا يشكل سندا لمصر·